السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ
سيعود السيد الإمام بإذن الله وسأسأل المشككين ماذا أنتم قائلون؟ ماذا أنتم فاعلون؟ ولكل الاحتمالات نحن جاهزون. ما عساه أن يكون؟ حصون أم سجون لكل جاهزون. وما الفرق قل لي في السودان بين الحصون والسجون؟ لا يوجد فارق.. سيان.. الكل سجين. في سجن الجياع البائسين والكل حزين على ما آل إليه الحال.
أحبتي القراء الأعزاء:
سيعود الإمام بعد ما أنجز المهام. بعدما وحد قوة نداء السودان، وأرسى دعائم السلام. ولما لا؟ إنه المقبول إقليمياً ودولياً… سيعود بإذن الله لترتيب الصفوف، ولمساندة الشعب السوداني المغلوب على أمره.
أما أنا فأقول ما أشبه الليلة بالبارحة عندما قلت قصيدة العود أحمد، والآن أقول سيعود الحبيب لينجز الوعود، ويصون العهود، فيا شباب الوطن يا أهل السودان فليكن لقاء السلام والسلم والأمان، وننشد قائلين :
غن يا خرطوم واعزفي أجمل ألحان الوطن… واستقبلي بالورود والزهور القائد الفطن. غردي يا بلابل الدوح بأشجى الأنغام، واهدل يا حمام الايك لنجل المهدي الإمام، واصدحي يا طيور الروض في نشوة وحبور، وتوردي يا زهور الاقاحي وانفثي شذاك، وعبقي المكان والزمان بأجمل العطور، ويازنابق تفتحي لتشهدي مقدم ركبه الميمون. وغن يا تاريخ أعذب الالحان بعودة البطل الهمام. واشرقي يا شمس السودان على جباه الأحرار. .فكوني بردا وسلاما لمقدم الإمام ابن الكرام بمشيئة الرحمن سيعود
عائد مرفوع الرأس والجبين مهما قست عليه السنين.. عائد بمشيئة الله عائد
لأنه الوطن (نعم هو وطنا الباسمه غنينا ورطنا)
نعم هو الوطن بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى
وانا اقول السيد الصادق المهدي هو السودان وهو للبلد عنوان. ولربما يقول المشكوكون اذا ما قرؤوا هذه الخواطر: “إنها اختزلت السودان في شخص واحد، نعم هو رمز السودان. سودان الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”.
قل لي بربك أيها القارئ الإنسان
الم يكن هو السودان؟ بمجرد أن ترى صورته أو وجهه الكريم! ألم يذكرك بالزمن الجميل؟ سودان المجد والسؤدد.. سودان الرخاء.. سودان العز.. .سودان الكرامة.
سل الديمقراطية الحقيقية تحكي لك الكثير المثير. كيف مارس الشعب حقه ولو كانت هنالك زياده طفيفة ولو في سعر رغيفة أو لزيادة لا تذكر في سعر السكر، كيف هاج وماج الشعب ومارس حقه وزمجر؟ لا عنف ولا زجر.
وكان الصادق الصديق بشعبه رحيماً، ولم يقلبها عليه جحيماً. ولم يكن لثورة الشعب قامعاً، لأنه يحمل ضميراً وازعاً، ولشعبه منحازاً.
سل الوضع الراهن يخبرك بالحقيقة، وشر البرية رئيس جائع، رئيس طامع … لبلاده بائع .. وحق شعبه ضائع.. وإذا طالب الشعب بحقه وجه إليه السلاح الرادع، أو هدد بالترهيب والتخويف والوعيد بكل فظاظة ورعونه (الراجل يطلع لنا)، بربك أهذا قول يصدر من رئيس؟
سل المجرمين أنفسهم، وعلى الصعيد الإنساني هل كان في عهد الصادق إراقة دماء أو قتل وحرق للأبرياء؟ وهل كانت هناك حروب إبادة؟ حروب بلا هوادة؟ وسلوا العنف نفسه هل كان له موطئ قدم في السودان؟ أم كانت هنالك بيوت أشباح في بلد الأمان؟ سلوا من لم يسلم نفسه ليخلص السودان من وزره. هل كانت هنالك عقوبات اقتصادية؟ وحظر من المجتمعات الدولية؟ بسبب تلك الممارسات الخاطئة التي قام بها. هو سبب الأذى، ودفع السودان الثمن باهظاً.
سلوا جيل اليوم؟ سلوا الشباب الذين يسعون إلى العلم في البلاد المتقدمة. كيف يتعثرون؟ كيف يعانون؟ كيف يخسرون الوقت للتأكد منهم أمنياً، وهذا ربما يكلف الطالب فوق ما يستطيع. لماذا كل هذا؟ لأنه باختصار من بلد راعية للإرهاب، ولأن رئيس بلده موقوف، مطلوب للعدالة، وهارب منها.
أحبتي القراء الأعزاء:
لم نعرف ثقافة الإرهاب إلا في زمن الإنقاذ حتى بدأنا نشكك في كلمة الإنقاذ لغوياً. قل لي بربك مما أنقذنا؟ ليتنا لم ننقذ، وما أطول حقبة إنقاذنا، بل هلاكنا، ولو كنا غرقى أو موتى لما احتجنا إلى 30 عاماً.
وهذه بالأحرى حكومة الإجهاز التي اجهزت على كل جميل. سل خارطة السودان! بلد المليون ميل كيف كانت؟ واليوم كيف صارت في جوهرها، والتفصيل يحتاج إلى مجلدات وفصول وفصول، وقد تطول.
عانينا التفرقة والجهوية والعنصرية والاثنية، والتغيير في الجغرافيا والأنثروبولوجيا، بل تغيرت الأخلاق وصفات أهل السودان السمحة.. ومثلما تغير شكل خارطة السودان الجميلة فأصبحت مأساوية، ودراماتيكية، ومؤلمة، ولو سألت طفلاً صغيراً بأبسط العبارات ليوصفها لك، قد يقول إنها كثوب أنيق نشر على حبل غسيل، وجاءت ماعزه الإنقاذ فأكلت أسفله، وشوهت شكله. مزقت أطرافه، وأصبح شكله لا يسر عدواً ولا صديقاً.
وصار السودان كالجريح. وقد يحتاج إلى عمليات ترميم وتجميل، وما ذلك على الله بعزيز.
هذه مهزلة التاريخ، رجل جاء من العدم كالذئب على الشاة، جثم ثلاثين عاماً، والوطن يئن من وهن إلى وهن.
اليوم جاء وقت التغيير للتعبير فلينحاز السيد الإمام لأهل السودان؛ لأنه جاء في الوقت المناسب الذي نحتاجه فيه لتوحيد الرؤى.
اتمني لك عوداً حميداً.. ومع السلامة وإلى اللقاء في وطن الجمال وطن الجدود عربن الأسود.
تصل بالسلامة يا أمل السودان.