بشرى الفاضل
غيب الموت في الساعات الأولى من صباح اليوم الثامن عشر من ديسمبر بباريس عبدالله أحمد البشير الشهير بعبدالله بولا، أستاذنا وأستاذ الأجيال وأحد المفكرين القلائل في السودان قبل أن يكون فناناً رساماً حاذقاً.
في السنوات الأخيرة قبل رحيله صمت عبدالله بولا جراء إصابته بعلة ليست في موعدها جراء مضاعفات السكري. .وكان الراحل العظيم قد رزئ برحيل إخوته تباعاً أنور وعلى وعثمان وأسماء وقبلهما عمر وزينب رحمهم الله وهو رحيل فاجع ساهم من كل بد في صمته.
العزاء لاسرته بباريس زوجته نجاة محمد علي وبناته فاطمة وعزة ونوار. العزاء لشقيقتيه بالسودان آمنه وحرم.
والعزاء لتلاميذه على امتداد الوطن وعبر الأجيال .كان الصديق الراحل أستاذنا في حنتوب الثانوية، وأسهم مع لفيف من الأساتذة الديمقراطيين الوطنيين في تأسيس تنظيم طلائع الهدهد، وظل استاذنا مدى حياته.
كان أحد الذين يعبقرون أقلام الكتاب الشباب بحواراته الثاقبة معهم إذ كان يحاورهم وهو يشعرهم بالندية.
ظل عبدالله بولا مدافعاً عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلدنا وفي كل مكان وقد أنشأ مع رفيقة دربه وبعض صحبهما (منبر سودان فور أوول) وأظهر من خلال كتاباته قناعاته الراسخة بالحرية والانعتاق من ربقة الشمولية والجهل والمرض.
برحيله تكتسب الألوان قتامة وتغدو الكلمات باهتة فالراحل شاعر . هو شمس ستتسود الطوب في ارض الوطن بعد أيام، لكن نورها لن ينطفئ.وداعا أيها الإنسان أي عقل انطفأ أي وهج غاب وداعاً بولا وستظل ذكراك ما حييينا.