الخرطوم – التحرير:
حيا رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصارالصادق المهدي الجموع التي تنادت للترحيب به في ميدان الخليفة بأمدرمان، عقب عودته من الخارج في رحلة امتدت 11 شهراً ، وقال إنه غاب عن الوطن بالجسد، ولكنه روحياً وعاطفياً باقٍ فيه.
قال المهدي في خطابه أمام الحشود التي احتشدت للقائه اليوم الأربعاء (19 ديسمبر 2018 م): “أريد مخاطبة قلوبكم وعقولكم وأرواحكم، وأقول لكم بيننا الآن وطن يضيع، واجبنا أن نحميه”.
وطالب المهدي الجماهير التي تخرج في حراك هذه الأيام في مدن السودان المختلفة، جراء الحالة الإقتصادية أن يلتزموا السلمية وعدم التخريب، ووصف وضع السودانيين في الخارج بـ (الملطشة)، ومن هم في الداخل يعيشون في المعاناة ، وأكد أن ربع سكان السودان يعيشون في المنفى كلاجئين، وعشر السكان نازحين داخل السودان، وأشار إلى “أن هذا لم يكن موجوداً من قبل، وكان السودانيون يسافرون إما لعلاج او دراسة او عقد عمل، وقال إن هذا كله نتيجة سياسيات خاطئة أفرزت سوء حال لو رأيناه في المنام لفزعنا.
التظاهر حق دستوري:
ولفت المهدي إلى أن هذه الظروف اندلعت معها احتجاجات تلقائية معبرة عن المعاناة، وهي مرشحة للزيادة في الأيام المقبلة، ما دام أسبابها موجودة، راجياً من الذين اسماهم بالأهل بأن يعبروا عن مشاعرهم بصورة سلمية، وبدون تخريب؛ لأن التظاهر حق دستوري وإنساني مكفول لهم؛ لأن السودان موقع على معاهدات ومواثيق تكفل هذه الحقوق، وقال: “إن بعض من هم داخل النظام انتبهوا لهذا السوء، وبدؤوا يعترفون به”، وأشار إلى أن إحدى الزعيمات في إشارة لـ (اشراقة محمود) طالبت بانقلاب عسكري، وقال: “إن كل من هم في موقف العقلاء والحكماء مطالبين بتقديم روشتة الحل”.
عقد اجتماعي جديد:
ودعا رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي إلى عمل ما أطلق عليه اسم “العقد الإجتماعي الجديد لتحقيق الخلاص الوطني”، وأضاف: “لم يعد هناك مواطن في السودان يرغب في استمرار هذه الحالة”.
وقا: ” إن الحل في ايجاد مخرج للسودان كله، بأن نعمل على صيغه عقد اجتماعي جديد، يوقع عليه كل من كان له (قلب أو القى السمع وهو شهيد)، من أبناء وبنات الوطن، ويقدموها بصورة سليمة لرئاسة البلاد”.
حكومة قومية برئاسة وفاقية:
وأوضح المهدي في خطابه الجماهيري أنه ينبغي أن يُقدم الحل بصورة مشتركة من جميع أصحاب الشأن، بوقف العدائيات، وتوصيل الاغاثات، وكفالة الحريات العامة، بضوابط وتكوين حكومة قومية برئاسة وفاقية، مهمتها الالتزام بقومية الحكم وتصفية التمكين، والتصدي للحالة الاقتصادية، وإنفاذ العدالة الإجتماعية، وعقد مؤتمر دستوري قومي، مهمته تحقيق استحقاقات السلام الشامل؛ لإيجاد المواطنة القومية في المؤسسات الحكومية وضبط معادلة الدين والدولة.
لا للاسستبداد ونعم للوحدة:
وطالب الجماهير بترديد الهتاف معه: لا للاسستبداد ولا للهيمنة الثقافية ونعم للوحدة.. لا لتقرير المصير نعم للسودان العادل الجامع.. لا للتمكين الحزبي ونعم للوفاق القومي.. لا للتعبير التخريبي نعم للتعبير السلمي..الشعب يريد نظام جديد.
الدقير يرحب بعودة المهدي:
ورحب رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس عمر الدقير بعودة رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، لافتاً إلى أن المهدي يعود بعد عام إلا قليل ليجد وطناً مكلوماً بسيف الاستبداد، وما زال نظام الانقاذ يرفدنا بالأزمات، ويتسلط علينا ليأخذ من دمنا وحريتنا وخبزنا، وما زالت شفتاه تتلمظ المزيد، ويظن أنه قدرنا الذي لا فكاك منه، واستدرك: لكنهم لا يفهمون الدرس إلا بعد فوات الأوان.
وقال الدقير مخاطباً الإمام: أنت تأتي في لحظة فارقة نريد أن نعرفك فيها، ونعرف حزبك، ونريد منك مواقف واضحة بأن تعاطينا مع خيار الحل السياسي ليس نافياً لخيار المواجهة عبر العمل الجماهيري السلمي، وأضاف: “نحن ندعم خيار الحراك السلمي الدائر الآن”، وتابع بالقول: “تنمنى أن يكون العام الجديد عام الخلاص، ونعبر فيه إلى وطن السلام والحرية والعدالة، ونودع فيه متوالية العجز “. وحمل الدقير الأزمة الحالية للنظام الذي أقصى الاخرين، ونصب نفسه وصياً على البلاد يفعل فيها ما يشاء.
تقارير مفبركة:
ونفى الدقير الحديث الدائر عن أن نداء السودان وحزب الأمة القومي دخلا في تسويات مع النظام، واصفاً ذلك الأمر بالتقارير المفبركة، وأكد في الوقت ذاته عدم وجود هذا التوجه داخل تحالف نداء السودان، مبيناً أنهم في التحالف يشجعون الوصول إلى اتفاق بين الحركات المسلحة والنظام، فضلاً عن الترتيبات الأمنية، ووقف الحرب، والحل السياسي الشامل.
وأكد الدقير رفضهم في قوى النداء لأي تسوية تبقي ما هو قائم، فضلاً عن تشديده على أنه ما من قوة داخلية أو خارجية ستجبرهم على ذلك،داعياً في الوقت ذاته كل قوى التغيير إلى البعد من الخلافات في هذه اللحظة التاريخية كما دعاهم إلى التعبئة والتنظيم للحراك السلمي”.
وكرر الدقير دعوته لقوى الاجماع الوطني بأنه ما زال متمسكاً برسالته لهم، رغم أنهم اتهموه بالكذب، بأنهم في قوى النداء يمدون أيديهم لهم، وأن يرتفعوا جميعاً إلى مستوى هذه اللحظة.
واضاف قائلاً: “اجتماع أديس أبابا لم يفشل، بل كان في قمة النجاح، ونحن الآن موجودون في الشارع”.
وحيا الدقير من أسماهم بالشجعان الذين خرجوا في تظاهرات شندي وعطبرة والدمازين والجنينة وبورتسودان وهنا في الخرطوم .
مشاهدات من مسرح الاستقبال:
أم درمان اليوم لم تكن بذات الهدوء الذي عرفته، فقد تقاطرت جموع هادرة من جماهيرالأنصار ومنسوبي حزب الأمة القومي منذ الصباح الباكر إلى قبة الإمام المهدي وميدان الخليفة بامدرمان؛ وذلك ليكون لها الدور الأكبر في استقبال رئيس حزب الأمة القومي ورئيس تحالف نداء السودان وإمام الأنصار الصادق المهدي.
وتشير المتابعات إلى أن جموعاً كبيرة من تلك الجماهير توافدت منذ أمس الأول من ولايات النيل الأزرق وسنار، والنيل الأبيض والجزيرة ونهر النيل والشمالية وولايات كردفان ودارفور، وزينت الرايات الأنصارية والعلم الوطني، بجانب صور المهدي، وعشرات اللافتات دار حزب الأمة مكان الاحتفال، ومسجد القبة (مسجد الخليفة) ومسجد السيد عبد الرحمن، وظلت دار الأمة تبث الأغاني الوطنية والهتافات المؤيدة للمهدي.
وصول الأمام ومرافقيه:
وكان رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي وصل عصر اليوم الأربعاء (19 ديسمبر 2018م )، إلى مطار الخرطوم الدولي يرافقه د .بشير عمر فضل الله، ود مريم الصادق المهدي، والقاسم محمد إبراهيم، وبشرى الصادق المهدي، ومحمد زكي، والفاضل محمد علي، و الكابتن عادل علي مفتي.
وقد كان في استقبال الإمام الصادق المهدي والوفد المرافق له بمطار الخرطوم نواب الرئيس ومساعده والأمينة العامة للحزب، والبشرى عبدالحميد مساعد أمين سودان المهجر، وقيادات الأمانة العامة والهيئة المركزيه والمكتب السياسي وروساء الحزب بالولايات وبعض القيادات الوطنية من الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، وجماهير الحزب، والمواطنون الذين استقبلوا الإمام خارج بوابة المطار.
حشود في بوابة عبدالقيوم :
واحتشدت جماهير غفيرة لاستقبال رئيس حزب الأمة القومي، وإمام الأنصار، ورئيس “نداء السودان” الإمام الصادق المهدي عند بوابة عبدالقيوم، ووتحركت الجموع رفقة الامام الصادق ووفده المرافق في مظاهرة هادرة حتى قبة الإمام المهدي، ثم دار الأمة، حيث جرى احتفال كبير هناك .