يونس محمود للأجيال التي لا تعرفه أحد أبواق الحركة المتأسلمة الذي كان له برنامج إذاعي يتقيأ فيه جهالته وجهالتهم وهو يوزع الشتائم على امريكا وروسيا ودول الخليج ومصر ولم يترك رئيس دولة أو فخامة ملك الا وتعرض له هذا الحشرة بالاساءة.
يونس محمود خرج بذات عقليته التي لم تتطور خلال ثلاثين عاما مضت بتسجيل صوتي ولكنه تعلم قليلا ألا يذكر اسماء الملوك والدول في شتائمه.
فقبل ثلاثين عاما كان يونس محمود يصرخ سابا ملوك الخليج بل بلغت بع وقاحة المتأسلمين المعهودة أن نعت ملك السعودية فخامة الملك فهد بالزاني السكير وقال أن الملك فهد (بالاسم) يعربد ويسكر في شوارع اوروبا ونال منه ما نال. اليوم ذات العقلية السقيمة يعود بها يونس محمود الذي كان يصرخ بكفر الجنوبيين وكفر الامريكان والروس والشيوعيين والمصريين والسعوديين والاماراتيين ..الخ هاهو يعود اليوم بصوت الطبل الفارغ من العقل ، لكنه طبعا لم يذكر هذه الدول ولا هؤلاء الملوك بل اشار اليهم باحتراس فقد نال زمان علقة ساخنة عندما زار احدى تلك الدول ومن لم يعظه القرآن الذي دعا الى عفة اللسان وعظه الضرب والهوان.
عاد يونس بخطاب قديم بائس هو ذاته خطاب الحركة اللا إسلامية الذي أوصلنا وأوصل رئيس الجمهورية الى ما نحن وهو فيه اليوم من ذل ، انفصال الجنوب ، معاداة الغرب لنا ، تفكك علاقات السودان التاريخية مع محيطه العربي ، دوران الرئيس متسولا روسيا التي دنا عذابها سابقا ، مستجديا الغاء الوضع تحت لائحة الارهاب من أمريكا التي كان يونس محمود يصرع بشتيمتها (الطاغية الامريكان ليكم تدربنا)…الفقر والعوز الذي نعانيه ، العطالة والبطالة ، القتل والتشريد والتعذيب ، الفساد وأكل أموال الحرام باسم الله ورسوله والله ورسوله بريئان مما يفترون ، كبرت كلمة تخرج من أفواه هؤلاء المنافقين باسم الدين.
يونس محمود يضرب طبوله الجوفاء عله ينال شيئا بعد أن رموه خارج السلطة ثم أعطوه عظمة تسد رمق أبنائه بعد تفاجر المتأسلمين في خصومتهم كما هو خلاقهم فكادوا لبعضهم كيد من لا يخاف الله في غيره .. ومتى كانوا يخافون الله؟
عاد يونس جزعا وهو يحاول الظهور بمظهر فارس الحركة اللا اسلامية وكالعادة يتحدث بخطاب العنف الذي مارسته الحركة الاسلامية وانهزمت فيه في الجنوب والغرب والشمال والشرق ثم اورثت شعبنا الذل والجوع والفقر والهوان.
أقول ليونس محمود:
الشعب خرج ليس بسبب الشيوعيين الكفار الملاحدة اولاد الكلب كما وصفتهم. الشعب خرج بسبب من قالوا هي لله لا للسلطة ولا للجاه من منافقيكم الذي عاثوا في الأرض مفسدين ، والذين اساءوا لله ولرسوله وللدين. والذين اذا كالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون . الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ، ويأكلون اموال الحرام بالباطل أموال اليتامى والفقراء والمساكين. الذين إذا قال لهم الناس اتقوا ربكم أعرضوا وسخروا فسخر الله منهم ومنك ومنكم وأذلكم والقادم أدهى وأمر. يوم نراكم مهطعي رؤوسكم ومقنعين لا يرتد لكم طرف وافئدتكم خواء . فانتظروا إنا منتظرون.
السيد يونس محمود يدق ضبل السلاح أفليس هذا طبلكم الذي قرعتموه قبل ثلاثين عاما فهل نلتم منه إلا غضبا من الله وسخطا فسود وجوهكم وكره فيكم الناس قاصيهم ودانيهم فنبذكم عباد الله ككلبة مذؤومة تلهث تحت شجرة لا ظليلة ولا فيها خير؟
أقول ليونس محمود الذي يهدد بارتكاب جرائم قتل بالسلاح. حمل السلاح والقتل ليس فيه رجولة تزعم . فالمخنثون والشواذ في المارينز الأمريكي يقاتلون (تسلحوا وقتلوا). وفي حرب لبنان الأهلية كانت حسناوات لبنان يحملن الدوشكا والار بي جي ونساء البشمرقة الكردية قاتلن ولا زلن حتى اليوم لا يرتد لهن طرف. فليس في القتل بالسلاح رجولة تزعم ولا فضلا يدعى بل الرجولة هي الأخلاق والقيم وعفة اليد وطهر اللسان وعزة النفس ومروءة المسلك وأنتم من هذا كله فقراء وفوق ذلك جهلتم فوق جهل الجاهلين. ناعقين بجهل لم تدركوا منه جهالته ومن كان لا يدري أنه لا يدري فذلك كالانعام أو أضل والله لا يهدي القوم الفاسقين.
وآخر دعوانا أن يسلم الله لطفا بهذا البلد وينقذ شعبه المسحوق من هؤلاء الجهلاء في دينهم الساقطين في وحل الحرام يستحلون ما حرم الله وإن جاءهم عرض مثله أكلوه سحتا في بطونهم ألا أن لعنة الله عليهم في الملأ الأعلى في السماء وفي الأرض يلعنهن اللاعنون.. حمانا الله وحفظ الوطن نسلم بقضائه وقدره خيره وشره ونحن له قانتون.
والحمد لله رب العالمين.