هناك غياب شبه كامل لتغطية ما يجرى فى السودان من مظاهرات وخروج جماهيرى . وحتى فى الفضائيات العربية وغير العربية ، التغطيات تبدو محدودة .. وايضا مبتسرة ويمكن تلخيص الموقف فى ايجاز على النحو التالى :
– قبضة الرئيس البشير على السلطة ترتخى ، حيث اعلنت قوات الدعم السريع أن عملها لا يتضمن التصدى للمتظاهرين ، كما عقد صلاح قوش رئيس جهاز الأمن اجتماع مع رؤساء تحرير الصحف ، اتخذ فيه خطوة للخلف من الأحداث وتحدث من موقع المراقب ، وأكد على أن جهاز الأمن لا يقمع المتظاهرين ، ولايتدخل الا بطلب من الشرطة ، فى مسعى لتبرئة الجهاز من الدماء التى سالت .
– الحكومة والجهاز التنفيذى وكذلك الحزبى ، لا حول له ولا قوة ، والعناصر تسارع بالهرب فى مواجهة الاحتجاجات
– رقعة الاحتجاجات تتسع جغرافيا فى الشمال والوسط والشرق ، والعاصمة الخرطوم
– مدينة عطبرة التى أنطلقت منها الشرارة احرقت مقرات الأمن والحزب الحاكم ومقر الوالى .. وحذت حذوها مدينة ربك عاصمة مديرية النيل الابيض ( جنوب الخرطوم )
– العجز الهائل والكارثى فى الخبز والوقود ، هما السبب المباشر فى انطلاق الأحداث ، والحكومة ليست لديها حلول حاليا لهذه القضية ، ولا فى المدى المنظور
– اغلاق المدارس والجامعات وقطع الانترنت ، وتزايد عدد الوفيات والاصابات ، مؤشرات واضحة للمأزق المتصاعد للنظام
– هناك ارتباك واضح فى الموقف الرسمى ، فبعض قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم تتهم الحزب الشيوعى السودانى ، فى حين أن رئيس جهاز الأمن برأ القوى السياسية ، وعزا الأمر إلى دخول ٢٨٠ عنصر تابعين لعبد الواحد محمد نور ( دارفور ) ، قدموا من إسرائيل ، وقاموا بالتخريب من داخل المظاهرات ، وان بعض هذه العناصر تم تجنيده للموساد
– القوى السياسية المعارضة مواقفها باهته ، ولا يبدو لها أثر فى توجيه الأحداث حتى الآن
– بعض القوى السياسية التى كانت متحالفة من النظام ، تحاول القفز من السفينة ، مثل حزب الاخوان المسلمين وهى جماعة محدودة ( مع ملاحظة انقلاب القنوات الإخوانية ضد البشير ) ، وكذلك بعض الأطراف الاتحادية التى كانت جزءا من النظام منذ عام ١٩٩٦
– موقف الجيش ملتبس ، ففى بداية الأحداث كان هناك موقف محايد ، يتفهم التظاهرات ، ويريد أن يبدو كحامى لها ، ولكن هذا الموقف تعرض للاهتزاز بعد ذلك ، وبدأ أنه متردد
– الخلاصة أن السودان يتهيأ لانقلاب قصر، بما يعنى أن يذهب البشير ويتم التحول لفترة انتقالية أو يبقى بنسخة معدلة
– السؤال ما هو موقع الاسلامويين التنظيميين من ذلك؟ وهل سيستمرون بصيغة جديدة، ام سوف يأفل نجمهم.
– الموقف يلفه الغموض ولاحتمالات كلها واردة ، بما فى ذلك الفوضى فى حالة السقوط غير المنظم للنظام ، وعدم وجود تحالف بديل واضح لاستلام السلطة والسيطرة على الشارع من الانفلات
– مستقبل التغيير فى السودان ذا أهمية واضحة للتفاعلات قضايا المياه ، وأمن الحدود ، وأمن البحر الاحمر ، والتوازنات المستجدة فى القرن الأفريقى
– ربنا يسلم السودان والشعب السودانى، الذى يستحق أوضاعا افضل بكثير ، مما يعانيه الان على كل الصعد