الخرطوم – التحرير:
شهدت العاصمة الخرطوم اليوم الثلاثاء(25 ديسمبر 2018م)، تظاهرات حاشدة وردد المتظاهرون هتافات(الثورة خيار الشعب.. حرية.. سلام وعدالة- سلمية سلمية ضد الحرامية – مرقنا مرقنا ضد الناس السرقوا عرقنا – الطلقة ما بتقتل بقتل سكات الزول)، وقد جابت الجماهير الغاضبة شوارع الخرطوم خاصة بمنطقة الخرطوم شرق، وتجمعت الحشود بالقرب من شارع القصر حسب الموكب الذي حدده تجمع المهنيين اليوم عند الواحدة ظهراً لتسليم مذكرة للقصر الجمهوري يطالب فيها برحيل النظام.
انتشار كثيف للشرطة:
قبل الموعد المضروب للتجمع بميدان ابو جنزير غرب شارع القصر كانت القوات الشرطية والأجهزة الأمنية قد انتشرت بصورة كثيفة في كل الشوارع القريبة من شارع القصر ( السيد عبدالرحمن، والبلدية، والجمهورية، والمك نمر) إضافة إلى لشوارع الفرعية بمنطقة شرق الخرطوم، ومنعت تلك القوات الحشود من التوجه إلى القصر، وعملت على تفريغ الموكب بالقرب من البك الفرنسي في شارع القصر، وعلى الرغم من ذلك استطاعت الجماهير التجمع، وجابت شوارع المك نمر والسيد عبد الرحمن والشوارع الفرعية حولهما، وبالقرب من ملاعب كمبوني تقاطرت حشود أخرى، حيث أطلقت السلطات الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية لتفريق المحتجين هناك.
مواجهة بين المتظاهرين والشرطة:
وأضحى المتظاهرون والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى التي حشدت بأعداد كبيرة، في حالة مواجهة، وبات الطرفان ما بين كر وفر، وتسارعت الأحداث بصورة دراماتيكية واستمر إطلاق الاجهزة الأمنية والشرطية الغاز المسيل للدموع، وتفرق المحتجون باتجاه مستشفى الخرطوم =، حيث أطلقت السلطات الغاز المسيل للدموع على المحتجين داخل مستشفى الخرطوم، وطاردتهم بالشوارع الجانبية للمستشفى، وتوزعت القوات الأمنية على أسطح البنايات بالخرطوم، وسمع دوي الرصاص في أكثر من شارع.
إصابة الصحافي خالد فتحي:
قناص يتربص بالمتظاهرين
استمرت الاحتجاجات نحوي أربعة ساعات منذ الساعة الواحدة ظهراً حتى الخامسة مساءً، وسقط كثيرون من الجرحى، وقام المتظاهرون بإسعاف أول مصاب بطلق في الرأس، وأصيب أيضاً الصحافي خالد فتحي في قدمه جراء قذيفة غاز مسيل للدموع أطلقتها السلطات على جمع من المتظاهرين.
الجموع الهادرة تحيي الجيش:
منذ الصباح توزعت الأجهزة الأمنية والشرطية على طول الشوارع القريبة من القصر الجمهوري، حيث تجمعوا في مجموعات بشارع الجمهورية، وشارع البلدية، وشارع القصر في خطوة أرادت من خلالها هذه القوات استباق موكب المتظاهرين؛ بهدف منعهم من التوجه إلى القصر الجمهوري، ومما يشار إليه أن قوات الجيش بالقرب من تقاطع السيد عبد الرحمن مع المك نمر قد أغلقت الطريق المؤدي إلى القيادة العامة، ولم يتخذوا أي اجراءات قمعية ضد المتظاهرين فحيتهم الجموع الهادرة، ومن ثم اتجهوا ناحية شارع السيد عبد الرحمن.
وتواترت أنباء بأن الأجهزة الأمنية قامت بحملة اعتقالات لكثير من المتظاهرين داخل مستشفى الخرطوم في أثناء إسعافهم للمصابين، الذين أصيبوا بالقرب من شارع السيد عبدالرحمن، كما قامت الأجهزة الأمنية بحملات تفتيش للمارة ببعض الشوارع، واحتشدت السلطات بكل شوارع وسط العاصمة.
وكان تجمع المهنيين قد أكد تسيير موكبه الواحدة ظهر الثلاثاء 25 ديسمبر 2018م؛ معلناً عن تحرك الموكب من شارع القصر من أمام ميدان أبو جنزير كنقطة تجمع رئيسة، ومن ثم السير باتجاه القصر الجمهوري لتسليم المذكرة المعنونة إلى رئاسة الجمهورية التي تطالب فيها بتنحي النظام فوراً، وتشكيل حكومة انتقالية ذات كفاءات بمهام محددة وتوافقية بين كل أطياف المجتمع السوداني.