رصد- التحرير:
دعا أستاذ علم الاجتماع بجامعة السوربون الفرنسية الكاتب والسياسي السوري برهان غليون الرئيس السوداني عمر البشير إلى جمع الطبقة السياسية في السودان بدون استثناء في مؤتمر وطني جامع، يسلم بعده السلطة لقيادة جديدة للبلاد.
ورأى غليون في حديث خاص مع “عربي21″، أن عهد حكم البشير في السودان قد انتهى، وقال: “مسيرات الاحتجاج الشعبية التي تتطور في السودان تؤكد من جديد أن هناك حقبة كاملة قد ولت في العالم العربي ولن تعود، بالرغم من بعض مظاهر الاستمرار الخادعة”.
وأضاف: “على عمر البشير أن يعترف بان حكمه انتهى أو يتحول إلى مجرم حرب مثل مضيفه الذي أصبح رمز العار لكل مستبدي العالم بشار حافظ الأسد”.
وأشار غليون إلى أن “ما يحدث في السودان من احتجاجات شعبية يؤكد أن الأمر يتعلق بموجة شعبية عميقة لا علاقة له بالأيديولوجيا، ويُقوّض الأطروحة التي سعى البعض لترويجها من أن الإسلاميين هم من يقف خلف ثورات الربيع العربي، لأن النظام المستهدف في السودان محسوب على الإسلاميين”.
وأضاف: “لا يوجد حزب سياسي بذاته يستطيع أن يدفع إلى ثورة تسقط نظاما، وما يجري هو عبارة عن حركات شعبية عفوية لا أحد يسيطر عليها، سببها هو بؤس الأداء السياسي والاقتصادي لأنظمة الحكم، ونتائج 30 سنة من تجربة سياسية عقيمة وأحزاب فاشلة في السودان”.
وأعرب غليون عن أمله في أن “تستفيد الأحزاب السياسية السودانية من تجارب السوريين والليبيين وغيرهم من العرب، وأن تشكل قيادة في مستوى الحراك الشعبي حتى لا تتركه يتجه إلى الفوضى”.
ودعا غليون، الرئيس البشير إلى عدم التلكؤ أو التردد في التجاوب مع مطالب التغيير، وقال: “أعتقد شخصيا أن فترة الرئيس البشير في الحكم قد انتهت مثلما انتهت فترة بقية الرؤساء العرب الذين سبقوه، لكنه قد يطيل بعض الوقت، مقابل تدمير البلاد مثلما حصل في سورية”.
وأضاف: “أعتقد أنه لا بد على الرئيس عمر البشير أن يبدأ الآن بجمع الطبقة السياسية كاملة، ويعقد مؤتمرا وطنيا يسلم فيه الحكم لنخبة سياسية جديدة متفق عليها وطنيا تكون بمثابة البديل لحكمه، ويتفاوض معهم على مطالبه، وعلى رأس ذلك عدم تسليمه إلى الجنائية الدولية”، على حد تعبيره.
وتشهد ولايات سودانية، منذ الأربعاء الماضي، موجة احتجاجات شعبية تندد بتدهور الأوضاع الاقتصادية، في ظل انعدام الخبز ووقود السيارات وندرة السيولة النقدية، بحسب المحتجين.
وتدهورت قيمة العملة المحلية (الجنيه) لتصل في السوق الموازية (غير الرسمية) إلى 60 جنيهًا مقابل الدولار الواحد، وجراء تدهور قيمة الجنيه يعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي.