الشرفاء الاحرار من بني وبنات السودان وطن العزة والكرامة.
*ديسمبر رفع راسنا بعد عقود من الذل والمهانة، حتي سقطنا من حسابات الطغمة الباغية. قدم شعبنا مئات الآلاف من الضحايا العزل الأبرياء في مناطق الحروب، وقدم مئات من الشباب والشابات والطلاب في سبتمبر وغيرها. كانوا يستخفون بالقتل وبنا ولا يخافون الله، مثل قولهم في سبتمبر ان عربات مجهولة هي التي قتلت الضحايا وانسحبت! !
*النظام مسؤول من كارثة المعيشة فسياساته افقرت اكثر من 80% من شعب السودان، فلم يتحسب لانفصال الجنوب واستمر في زيادة الصرف ونهب الاموال،رغم العجز الضخم. اسرف في طباعة النقد بلا تغطية لسد العجز ولشراء الدولار من السوق الموازي؛ فارتفع التضخم وانخفض الجنيه فطارت الأسعار. وعندما تعذرت الطباعة تعدي علي احتياطي الودائع لتسيير الدولة ونهب مواردها. فاستحالت حياة الناس؛ غلاء اسعار وبطالة وتدني دخول واتعذر الوصول للوداءع والاموال المملوكة. قال عمر بن الخطاب (ر ا ع): ولينا علي الناس لنسد لهم جوعتهم ونوفر لهم حرفتهم فان عجزنا عن ذلك اعتزلناهم.
*فجر شعب السودان ثورة الكرامة السلمية في عدد من المدن، ونظام الافقار قابل احتجاجهم المشروع بكل وحشية وبربرية، متذرعين باتلاف الممتلكات. الثورة سلمية، ولكن حتي لو حدثت بعض التفلتات،لا يضرب العزل بالذخيرة الحية وفي الرأس، بل حتي ان اراد مواطن قتل نظامي فعلي النظامي تعطيله وليس قتله، ناهيك عن اتهام بحرق ممتلكات يمتلكها شعب السودان وليس غيره. ثم انه كيف يعرف القتلة ان الذين يصيبونهم هم من احرقوا؟ في الجزيرة ابا مثلا، كان الاحتجاج سلميا حتي امتدت يد البطش والغدر فقتلت طفلين (11 و13 سنة)، فثار الغضب فاشتعلت الحرائق.
*القتل اكبر جريمة بعد الشرك بالله، قال تعالي: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما). وقال (ص): لو ان اهل السماء واهل الارض اشتركوا في دم مؤمن لاكبهم الله في النار. وقال (ص): لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل امريء مسلم.
*ان الظروف التي وضع فيها النظام اهل السودان تقتلهم بالجوع والمرض والفقر والهم والغم. النبي (ص) نهانا عن معاونة الطغاة الظالمين، وحثنا علي مواجهتهم وعد ذلك افضل الجهاد. قال (ص): اذا رايت امتي تهاب ان تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم. وقال (ص): ان الناس اذا رأوا فلم ياخذوا علي يديه اوشك ان يعمهم الله بعقاب من عنده. وقال الامام علي (ك ا و): عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج علي الناس شاهرا سيفه.
*بني وطن العزة والكرامة، انا واحد منكم لا اوجهكم، ولكن في هذا الظرف الوطني الدقيق، وامامنا فرصة للخلاص، يجب ان نتشاور وان نتناصح.اود ان اطرح عليكم ما يلي:
1.يجب ان نترك خلافاتنا واختلافاتنا جانبا، وان نقبل ببعض، فنحن في مركب تتقاذفها الامواج العالية؛ وحتي عندما نصل لبر الامان، سيواجهنا تحدي البناء بعد الدمار الشديد الذي حاق بالبلاد، وهذا ايضا يحتاج لتوافقنا ولتضافر جهودنا و لتوحيد كلمتنا، اعني كل بني الوطن المهمومون بمصلحته.
2.يجب لن ننتقل جميعا من السلبية للايجابية، فكل واحد وواحدة منا اما ان يشارك في الحراك او ان يساهم بالمال لاسر الشهداء ولعلاج المصابين ولاسر المعتقلين.
3.الالتزام التام بسلمية الاحتجاج مهما حدث، فهي نقطة قوتنا التي تحيد اصحاب الضمير الحي من القوات النظامية، وقد تدفعهم لحمايتنا. اعمال التخريب توحد القوات النظامية ضدنا، ويتخذها البعض ذريعة لقتل الأبرياء والعزل، ونحن الخاسرون لان هذه الممتلكات للشعب السوداني.
4.نعد انفسنا لمعركة سلمية قد تطول، والزمن معنا. فالحكومة نضب معين حلولها، وقالوا لينا ناكل صفق الشجر! فالعجز ضخم بالدولار والجنيه، وليس هناك انتاج. الاقتصاد متجه نحو الانهيار. دائرة الضيق والمعاناة تتسع مع الزمن.
5.مرور الزمن لبس في مصلحة النظام، فالتزامات الصرف تتزايد فتزيد العجز. العنف الممارس ضد السلميين المدنيين العزل، يزيد من عزلة النظام الدولية، فمع مرور الزمن تضيق اكثر افق الحلول.
6.يجب الا نقصي احدا، وان نرحب بكل من يحرص علي الكرامة والحرية والعدالة والسلام والمساواة لشعب السودان الابي معلم الشعوب.
7.البديل ليس شخصا نسميه ونتفق او نختلف. البديل هو دولة المواطنة والحرية والعدالة والسلام والديمقراطية والمساواة.
عندما تحل فرصتها اكبر في التعاون الدولي والإقليمي، وفي محاربة الفساد والنهوض بالاقتصاد وتحسين المعيشة.
*اللهم سالناك بسرك الاعظم ان تكون في عون المدنيين العزل الابرياء، قو شوكتهم ووحد كلمتهم واجمع شملهم وسدد ضربتهم وانصرهم علي من عاداهم. والظلمة الجبارين المتكبرين الذين يقتلون النفس التي حرم الله، اخزهم وزلزلهم وشتت شملهم، اللهم عليك بهم فانهم لا يعجزونك، (وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القري وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد) آمين
صديق الصادق المهدي