الخرطوم- التحرير: ألقى أمين الدعوة والإرشاد بهيئة شؤون الأنصار محمد الحوار محمد خطبة الجمعة بمسجد الإمام عبدالرحمن بودنوباوي، وبدأها بالإشارة إلى أن “نصوص القرآن والسنة حفلت بشن هجوم عنيف علي الظلم والظالمين،وحثت المظلوم ليسترد حقه ولا يستكين. فالإسلام دين يرفض النفسية
المستكينة الذليلة،بل ويعتبرها مدينة آثمة”.
وأكد “أن السنة النبوية حثت علي مقاومة الفساد والظلم،وجعلت ذلك بمنزلة الجهاد؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم حين سئل عن أفضل الجهاد؟ قال” أفضل الجهاد كلمة حق عندسلطان جائر،ذلك لأن فساد وطغيان واستبداد الداخل هو الذي يمهدالسبيل لعدوان الخارج؛ بل اعتبرت السنة الموت في مقاومة الظلم من أعلى أنواع الشهادة في سبيل الله”.
وأوضح أنه ذكر ما سبق ليقول: “إن مقاومة الظلم والاستبداد أمرمشروع بل واجب تؤكده نصوص الكتاب والسنة”، وأشار إلا أنه “ضرب أهل السودان عبر تاريخهم الطويل المثل الأعلي في مقاومة الظلم والطغيان، فقاوموا الاحتلال وهزموه بقيادة مهدي الله وحرروا السودان التحريرالأول1885م، وبعد سقوط الدولة ظلت شرارة المقاومة متقدة حتي تحقق الاستقلال الثاني،وقاوموا كل الأنظمة الدكتاتورية التي جثمت علي صدر هذا الوطن؛ من نظام عبود ونميري،”.
وأوضح أن “هذا النظام (نظام الإنقاذ) منذ مجيئه وقف الشرفاء الوطنيون مقاومين لسياساته ونهجه في إدارة الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي رافضين تلك السياسات التي أذلت إنسان السودان وأفقرته؛وقسمت وطنه- وأضاعت سيادته- وعزلته عن محيطه الإقليمي والدولي، ودفعوا ثمن تلك المقاومة سجنا واعتقالا وتضييقا وتشريدا ونزوحا”.
وقال الحوار في خطبته: “بلادنا اليوم تمر بظروف حرجة بالغة التعقيد: حروب في أجزائها، وفساد مستحكم في مؤسساتها، وإحباط محيط بشعبها ،وعدم رضى معظم مواطنيها، ونظام حكم متشبث بالسلطة مايقارب ال 30عاما، نتيجتها ما نعيشه اليوم من ضيق في المعيشة، وغلاء فاحش، وانهيار إقتصادي، وصفوف متراصة وطويلة في البنوك والمخابز وطلمبات الوقود وتعطيل الزراعة وخراب الصناعة وهجرة ثلث سكان الوطن إلي خارجه،إضافة إلي انشطار الوطن وضياع سيادته” إن أهل السودان يجأرون اليوم من ظلم الإنقاذ فقد أذاقتهم مر العيش ، حيث مارست عليهم الظلم بكل أنواعه بدءًا بحرمانهم من الحرية وسلبهم إراتهم، وانتهاك كرامتهم”.
وأوضح أنه منذ1989 أُزهقت مئات آلآلاف من الأرواح ،وشرد الملايين نزوحا ،ولجوءاً،ودمرت كل البنيات التحتية: من مشاريع وغيرها،مؤكداً “أن جميع أهل السودان في جميع ولاياتهم وانتماءاتهم أدركوا أن لا إصلاح ولاتنمية ولا تقدم في ظل إدارة هذا النظام ،ولذلك هبوا من أجل استرداد كرامتهم التي سلبت وانتهكت؛ سعيا لتحقيق تطلعاتهم”.
ونوه إلى إن الإمام الصادق المهدي لخص تطلعات الشعب فيما اقترحه من روشته للخلاص الوطني: وهي: وقف الحرب وتسهيل وصول الإغاثات،وإطلاق سراح جميع المحبوسين والأسرى، وقيام حكومة قومية ذات برنامج محدد برئاسة وفاقية، وتصفية دولة الحزب لصالح دولة الوطن وتحقيق العدالة وعقد المؤتمر الدستوري وإقامة نظام ديمقرطي شامل وسلام عادل،
وحدد الحوار في خطبته “أن النظام الذي يحكم السودان اليوم فقد كل مقومات وجوده وما عليه إلا التنحي.. وأن هذاالتحرك الشعبي الكبير يؤكد مرة أخري أن جينات رفض القهر والظلم يحملها كل سوداني في داخله ولن تنتهي بإذن الله.. وأن هذاالتحرك التلقائي شاركت فيه كل ولايات السودان، فهو يمثل الرأي الجمعي لأهل السودان مما يؤكد أن البناء القومي بدأ يتشكل. وأن هذا التظاهر والحراك جاء سلمياً، ورفع شعارا موحدا يطالب برحيل
النظام”.
وأدان الحوار “البطش والعنف المفرط الذي قوبلت به هذه التظاهرات السلمية، وشدة القمع والمضايقات التي يتعرض لها الصحفيون”.
وطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين من أبناء السعب، رافضاً اتهام المواطنين بالخيانة والعمالة والارتزاق، وطلب أن يرفع الجميع راية الوطن بعيدا عن المزايدة وتضخيم الذات والإقصاء والتلفيق؛ قائلاً: الشعارالمطلوب الآن:(لوطن يسع الجميع)، ووجه نداء لكل من يعتدي علي حرمة النفس أيا كان نوع الإعتداء:م”اذا تقول لربك غدا وغدا ليس ببعيد؛ في ذلك اليوم الذي تُذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حملها في هذا اليوم لاتجد من يحميك”، كما قال لحكام اليوم : “حكمتم السودان ثلاثة عقود وهاهي نتيجة حكمكم، كما ذكرنا آنفا “فإن كان في الحكم متعة فقد أخذتم مافيه الكفاية” وإن كان الحكم أمانة وخزي وندامة فاتقوا الله في هذا الوطن وشعبه واتركوا الحكم، فإن في أهل السودان من هو خير وأعدل وأرحم منكم”.