رصد – التحرير:
نشرت وكالة (فوكس نيوز) الأميركية الاخبارية تقريرا مطولاً الخميس (28 ديسمبر 2018م) تناولت فيه نقاط ضعف حكم البشير التي كشفتها الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، وكيف ان حلفاءه الاقربيين تخلو عنه وأنه لايجد دعماً، وقال التقرير: إنه من الواضح أن قبضة البشير على السلطة بدأت في الزوال.
وبدأ التقرير بتناول المظاهرات التي شهدها قلب الخرطوم وتطالب بتنحي النظام .وقالت: أن ” البشير صدّ مسيرة قامت بها المعارضة الى قصره الرئاسي في العاصمة الخرطوم, مطلقاً العنان لقواته الامنية؛ آملاً في وضع نهاية لإنتفاضة ضده على نمط الربيع العربي، لكن المظاهرات المستمرة لنحو اسبوع أشارت الى ضعف يهدد قبضه 29 عاماً للبشير في السلطة.
وتابع التقرير الذي اطلعت عليه الزميلة (التغيير): “رغم الوجود المكثف للأجهزة الأمنيةالتي قتلت، وفقاً لتقارير، 37 من المتظاهرين، الا أن رد البشير كان عاجزاً . غادر الخرطوم قبل مسيرة الثلاثاء المتوجهة لقصره الرئاسي، وظل مرتبكاً وغامضاً في مخاطبة الأزمة الاقتصادية التي دفعت لفورة الغضب.وأضاف:”ربما الأكثر خطورة بالنسبة للبشير الإسلامي الذي جاء للسلطة بانقلاب 1989 العسكري، أن الأجهزة العسكرية والأمنية القوية عبروا فقط عن دعمهم الفاتر له وسط الاضطرابات”.
وقال: “إن المعارك الطويلة مع الشرطة التي حدثت يوم الثلاثاء في شوارع الخرطوم ربما فقط شجعت السودانيين على تحدى القوات الأمنية مرة أخرى”، “البشير الذي في منتصف سبعينياته نجح في إخماد موجات من المظاهرات مؤخراً، وربما يفعل بعد مرة أخرى، ولكن من الواضح أن حكم أحد القادة الأطول خدمة في الشرق الاوسط يتلاشي”.
قيادة السودان رغم سلسة من الإخفاقات
وأضاف التقرير “الرئيس السوداني ظل قابضاً على السلطة رغم سلسلة من الإخفاقات الكبيرة خلال العقد الأخير. الأول كانت في 2010م عندما اتهمته المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في إقليم دارفور. تمكن من بناء علاقات خارجية أعاقت عزلته الكاملة ولكن تراجعت بسبب وصمة العار”. “الأكثر ضرراً كانت انفصال جنوب السودان ذي الغالبية المسيحية عام 2011م من السودان، وقد كان العدو الرئيس للبشير. وذلك عبر استفتاء تحت مظلة اتفاقية سلام وقعها البشير، وأنهت حرباً استمرت لعقود، ولكن باستقلال الجنوب فقد الشمال ثلاثة أرباع ثروته البترولية”.
ويواصل التقرير “منذ حينها، ظل اقتصاد الشمال يعاني. في الشهور الأخيرة، خفض البشير قيمة العملة؛ مسبباً ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وتزايداً في الصعوبات التي يواجهها السودانيون”، “يصارع المواطنون حالياً نقصاً في الوقود،وقراراً بزيادة أسعار الخبز أشعلت الاحتجاجات الأخيرة”. “فعل البشير القليل لمساعدة نفسه. لقد ذهب إلى إقليم شرقي العاصمة قبل مسيرة الثلاثاء إلى قصره الرئاسي،لقد كانت زيارة مجدولة مسبقاً لكن تمت مقاطعتها بصورة واسعة كالرعب”. “وهناك،حاول البشير أن يبدو بمظهر القوة ، ولكن خطابه في تجمع في العراء، الذي حضرها بعض المئات من الناس, كان باهتاً مستنداً إلى اقتباسات من القرآن”.
“وعد البشير بإصلاحات اقتصادية من دون إعطاء إي تفاصيل . وألقى باللائمة في الأزمة الإقتصادية على أعداء السودان الذين لم يسميهم ووصف المتظاهرين بالمخربين ، الخونة، والعملاء. وبعد ذلك قام بأداء رقصته على أنغام موسيقى محلية وهو يلوح بعصاه”.
دعم الجيش للبشير في الاضطرابات أصبح أقل
وجاء في التقرير “لازال البشير يسيطر على الفصل السياسي السوداني”. “نواب برلمانيون موالون يحشدون الدعم لتعديل الدستور، وذلك للسماح له بالترشح للرئاسة في انتخابات 2020”. “ولكن تركيز قوته الحقيقية هو الجيش، الذي يسيطر على السلطة في السودان منذ الاستقلال في 1956”. “دعمه له في الإضرابات اصبح أقل”.
“”في بيان الاحد الماضي، بعد أيام من المظاهرات, قال الجيش انه يقف خلف قائد البلاد، ولكن لم يذكر الرئيس عمر البشير بالاسم. بدلا عن ذلك، تحدث البيان عن الحفاظ على الامن القومي والإنجازات”.
“لاحقاً خلال هذا الاسبوع، قائد القوات شبه العسكرية القوية الذي يقدم تقاريره مباشرة الى البشير القى إنتقادات مبطّنة لحكمه.ودعى الفريق محمد حمدان دقلو , قائد قوات الدعم السريع ,الحكومة إلى ” توفير الخدمات” وأداء واجباتها وخلق وسائل عيش كريم للشعب السوداني. وقال ينبغي إيجاد حل منطقي وجوهري للازمة الاقتصادية في السودان,ودعا الى تقديم الافراد الفاسدين الذي اضروا بالاقتصاد الى العدالة”.
لماذا صمت حلفاء البشير العرب؟
صمت حلفائه في الخليج مؤشر لانهم لا يعتبرون البشير حليفا موثوقا به .
فقط دولتا البحرين وقطر اعلنا علنيا دعمهما للبشير”. “لم يأت اي كلمة من اهم داعميه: السعودية،والإمارات العربية المتحدة اللذين ظلا يقدمان طويلا للسودان دعماً مادياً”. “وتوقع البشير تقوية علاقته معهما بإرساله جنود سودانيين الي اليمن لقتال الحوثيين بجانبهما ضد المتمردين المنحازيين لايران هناك”. صمتهم مؤشر انهم يعتبرون البشير حليفا غير موثوق به . ” البشير في عدة مناسبات أشار الى علاقات وثيقة مع اكبر منافسي السعودية والامارات وهما تركيا وقطر, ويبدو انه يحاول اللعب على الجانبين ضد بعضهم لجذب أكبر دعم منهم”.
الجارة الشمالية امتنعت عن الدعم
“جارة السودان الشمالي، مصر، أيضاً امتنعت عن دعم البشير. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استعان بالبشير لسنوات؛ آملاً في ضمان حسن النوايا في نزاع المصري مع إثيوبيا حول بناء الأخيرة سداً كبيراً تخشي مصر أن يتسبب في تخفيض حصتها من مياة النيل”. “لكن البشير تقارب مع إثيوبيا و أثار نزاعاً حدودياً طويلا مع مصر.”.
الدول الغربية تتجنب البشير بصورة واسعة منذ اتهامات الجنائية.
“منذ اتهامات المحكمة الجنائية الدولية ظلت الدول الغربية تتجنب البشير بصورة واسعة رغم أنهم لا زالوا أكبر الداعين للمساعدات الإنسانية في السودان. طالبت الولايات المتحدة، وكندا، والنرويج،وبريطانيا من الخرطوم التحقيق في استخدام قوات ألامن السوداني زخيرة حية ضد المتظاهرين. وأشاروا في بيان مشترك الي حق السودانين الدستوري في التظاهر السلمي ووصفت مطالبهم بـ”المشروعة”.