عقب المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الأعلام في السودان ، وقال فيه مأمون حسن، وزير الدولة بوزارة الأعلام:
- جهاز الأمن السوداني ضبط خلية بمنطقة الدروشاب بحوزتها أسلحة وذخائر ، وأجهزة حاسوب وجوازات سفر .. عدد أفراد الخلية ( 10) تابعين لعبد الواحد محمد نور ، جاؤوا ليستغلوا المظاهرات السلمية لضرب الأمن والسلب والنهب والتخريب.
وأضاف مأمون :
- الخلية اعترفت بتنفيذ عمليات اغتيال تنظمها حركة عبد الواحد، إننا ضبطنا مستندات مع قادة الخلية توضح مهامها في التخريب والاغتيال، وأيضاً هذه الخلية لا تعمل بمفردها بل بتنسيق تام مع بعض الأحزاب.
مأمون حسن قال كلاماً كثيراً حول هذه الخلية، ذكر كل شيء بالتفصيل الدقيق، وكان حديثه مرتباً بعناية فائقة “ولا أحسن ممثل يستطيع إن يجيد هذا الدور”، لقد أبدع الرجل في السرد .. ثم ختم كلامه بتسجيل فيديو عرضه للصحفيين والسادة المشاهدين علي الشاشات، ظهر فيه عدد من الناس يدلون باعترافات تعضد كلام مأمون .
عقب هذا الحديث الذي جاء في مؤتمرهم الصحفي، اتصل بي أحد الأشخاص من الخرطوم قال لي:
- يا أستاذ ضحية توتو، عليكم الله أنقذوا أبني من قبضة ناس الأمن.. ناس الأمن أخذوه من مكان شغله، والله العظيم يا ضحية ولدي ده ما عنده إي علاقة بناس عبدالواحد ، ولم يزور دارفور بالمرة.
كان المتصل يتحدث بحنك شديد، وغضب كبير، طلبت منه أن يهدأ قليلاً، ويتريث في الكلام ؛ حتى أفهم منه الحكاية شنو .
صمت قليلا ثم قال لي:
- أنا سمي (موسي الجقر ) من دارفور ، تحديداً من نيالا، جئت إلى الخرطوم منذ زمن طويل، وأشتغل في الأعمال الحرة، معي ثلاثة أبناء أكبرهم اسمه (أدم)، يعمل في غسيل السيارات بالسوق العربي، عمره 24 سنة، يوم الثلاثاء الماضي، علي حسب كلام زملائه في الشغل، جاءت سيارة بها شخصان، طلبا من أدم أن يأتي معهما ليغسل لهما سيارة في منطقة قريبة، وإنهما سوف يمنحانه أجرة غسيل سيارتين، بالإضافة إلي إرجاعه مكان عمله مرة أخرى، ركب معهم أدم بحسن نية الشغل، ثم آختفي أدم من تلك اللحظة.. لكنني تفاجأت عندما تم عرضه في التليفزيون ضمن الذين قالوا عنهم (خلية إجرامية تابعة لعبد الواحد) .. والله يا ضحية، ولدي برئ من الكلام ده، صدقني الولد ده لا يعرف حاجة، وليس لديه علاقة بأي حاجة.. ده ولد طلع يشتغل، كيف بقي خلية.. ده كلام كذب، كذب، أحلفك بالله تنشر الكلام ده للناس، عشان يعرفوا مدي الكذب الذي ينتهجه النظام. ولدي لا خلية ، ولا تابع لعبد الواحد، ده والله زول ساكت.
ثم راح المتصل يبكي بحرقة كبيرة، طلبت منه ألا يقلق، سوف أنشر كلامه للناس كما جاء، دون زيادة أو نقصان، أبدى موافقته وأنهي الاتصال.
عزيزي القارئ الكريم :
هكذا كان الاتصال مع والد (آدم موسي الجقر) ، الذي أظهره مأمون حسن في مؤتمره بأنه تابع لخلية إجرامية خطيرة، جاءت لتحدث تخريباً ودماراً، وترويع المواطنين، الولد طلع (زول ساكت) رزقه في غسيل السيارات .. كيف أصبح خلية إجرامية؟! ياللهول على هذا الغِش والخداع .
#أنقذوا أدم موسي الجقر.