الخرطوم- التحرير:
خاطب الرئيس عمر البشير الشعب السوداني بمناسبة عيد الاستقلال (63) من خلال احتفال أقيم اليوم (31 ديسمبر 2018م) بالقصر الجمهوري كرمه فيه عدد من الشخصيات في المجالات المختلفة، وبدأ خطابه بقوله تعالي: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا (آل عمران: 103).
ولم يشر البشير إلى التظاهرات التي تشهدها البلاد بسبب الضائقة المعيشية التي يعيشها أغلبية الشعب السوداني، إلى جانب انسداد الأفق السياسي، في ظل انفراد المؤتمر الوطني بالسلطة، وتضييق الأجهزة الأمنية على الحريات الأساسية.
وقال البشير إن ما أنجز منذ الاستقلال لا يناسب التضحيات، ولا يرتفع إلى مستوى الطموحات، ولا يليق بإمكانات البلاد وقدراتها، مشيراً إلى توجه الدولة إلى إعمال الكفاءة والنزاهة، وزيادة الفعالية والعدالة والشفافية في المؤسسات كافة.
واعترف أن “بلادنا تمر بظروف ضاغطة”، وأرجعها إلى “أسباب خارجية وداخلية”، شاكراً للشعب صبره، وقال: “نوشك على تجاوز المرحلة العابرة”،
وناشد القوى السياسية والحزبية التعاطي الرشيد مع الوضع، وتقديم النصح والبدائل، بدلاً من “التنافس والكسب السياسي”.
وأوضح البشير لأن الحكومة وضعت ضعت “خارطة طريق وإستراتيجية تعتمد على الإنتاج”، وأن لها “رؤية جديدة تتسهدف النهوض بالبرامج والمشروعات لتحقيق الاهداف.
وقال إن الحكومة أبقت على الدعم تخفيفاً للمعاناة، وقررت عدم زيادة الأعباء، مع دعم البرامج، وزيادة الرواتب، وتوفير الحاجات الأساسية والأدوي، وإعادةالثقة للنظام لمصرفي، ليقوم بدعم الإنتاج وتمويل المنتجين.
وأشار إلى اتجاه الدولة إلى تفعيل التعاون الثنائي مع الدول الشقيقة والصديقة: “الصين وتركيا وروسيا وبيلاروسيا والأشقاء في الخليج”، لدعم بنية الإنتاج الوطني.
وقال إن تحقيق ذلك يتطلب تعزيز مشاركة القوى السياسية والمدنية دون اقصاء وتوحيد الصف، ودعا إلى “كلمة سواء”، ونبذ العنف والحروب الصراعات
والتعاطي بالعدالة والمساواة، مشيراً إلى أن “الحوار هو الوسيلة لتجاوز الخلافات”، ودعا إلى أن يكون وضع الدستور “ملحمة وطنية”، طالباً من الأحزاب الاستعداد للانتخابات في 2020م “بروح الوطنية”، واعداً بأن تجرى الانتخابات في أجواء نزيهة.
ونوه بانتماء السوداني الإفريقي، واتخاذ شعار “أنا سوداني.. أنا إفريقي”، وذكر دور السودان في سلام جنوب السودان، وسعيها إلى استتباب الأمن في إفريقيا الوسطى، وليبيا.
وأوضح أن السودان له اهتمام بتعزيز العمل العربي الإسلامي المشترك، مشيراً إلى “دعم الشرعية في اليمن الشقيق”، وإعادة سوريا إلى حضنها العربي، وقال:”أصبح السودان مركزاً لصناعة السلام”.
وكان مراقبون توقعوا أن يكون الخطاب تقليدياً، فقال الصحافي فيصل محمد صالح: “لا توجد أي خصوصية لخطاب البشير المحدد له الثامنة مساء اليوم. هو خطاب تقليدي يلقيه كل عام مساء يوم 31 ديسمبر في احتفال بالقصر الجمهوري بمناسبة الاستقلال”.