تقرير- الخرطوم – التحرير:
مصابة خلال التظاهرة
بعد الدعوة التي جددها تجمع المهنيين لجماهير الشعب السوداني للتظاهر اليوم الاثنين(31 ديسمبر 2018 م)، من أمام تقاطع القندول بالخرطوم، وعلى الرغم من الطوق الأمني المحكم على منطقة التقاطع والشوارع التي حولها والإنتشارالأمني الكثيف بكل شوارع الخرطوم خصوصا وسطها، استطاعت الجموع أن تخرج في تظاهرات في أنحاء متفرقة من الخرطوم عند الواحدة ظهراً وهتفت الجماهير (ياعنصري ومغرور كل البلد دارفور)، وتجاوب الكثير من المارة مع تلك الهتافات، وتدافعت القوات الأمنية بشكل كبير تجاه مناطق الاحتجاجات، وشوهدت أرتال من السيارات التي تسير بسرعة فائقة على الطرقات، كأنما هنالك معركة ستقوم هذه القوات بخوضها ضد المتظاهرين السلميين.
وبالقرب من فندق الخرطوم بلازا خرجت تظاهرة تعاملت معها الأجهزة الأمنية بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، فضلاً عن أخرى بالقرب من عمارة السلام بوسط السوق العربي، وقد أصاب الرصاص أحد المواطنين بالقرب من مطعم حيدر إصابة بالغة وخطيرة في الرأس، وسالت دماؤه بغزارة، كذلك قريباً من مجلس التخصصات الطبية خرجت جموع حاشدة، وقد أطلقت القوات الأمنية الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع (البمبان) بصورة مكثفة عليهم، وطاردت المتظاهرين بالأزقة والشوارع، واعتقلت أعداداً كبيرة منهم، حتى المارة لم يسلموا من الاعتقال والقمع، وكذلك الأسر بالقرب من المستشفيات من كبار السن تعرضوا ايضا للقمع، وكانت القوات تطلب من الجالسين بالقرب من المستشفيات من المرافقين مغادرة أماكن تجمعهم.
وبالقرب من ميدان القندول هتفت الجموع التي قابلتها السلطات بالقوة المفرطة مما نجم عنه كثير من الاصابات وسط المتظاهرين وسقوط احد الفتيات مضمخة بدمائها، وعلى الرغم من ذلك أستمرت المناوشات بين القوات الأمنية والمتظاهرين الذين كانوا يهتفون في مواكب سلمية وهم عزل من أي أداة للدفاع عن النفس، بينما الأجهزة الأمنية والشرطية مدججة بمختلف أنوع الأسلحة وأدوات القمع .
وتعاملت القوة الأمنية والشرطية هذه المرة مع الاحتجاجات بعنف طاغٍ، وتشفٍ زائد، وبدأ تقاطع القندول وما حوله من الشوارع أشبه بالثكنة العسكرية حيث ارتكزت سيارات الدفع الرباعي المدججة بالأسلحة في أنحاء عديدة، فضلا عن الانتشار الكبير للقوات الأمنية في بقية الطرقات وكذلك دفارات شرطة مكافحة الشغب.
وكانت عناصر من الجيش ترتكز بالقرب من البنوك، ولكن من دون أن يقوموا بأي عمليات قمع للمتظارهين، بل كانوا يراقبون المشهد الذي يغلي بطرقات الخرطوم التي تبدلت الأجواء فيها تماماً، وبات التوتر هو السمة البارزة خاصة عند القوات الأمنية التي وضح اضطرابها منذ ليلة الأحد، وهي تجوب الشوارع بسياراتها.
ونتيجة للأحداث المتسارعة أغلقت المحلات التجارية بوسط الخرطوم أبوابها، وسمعت أصوات الرصاص الحي في عدد من الأنحاء، وباتت القوات منتشرة في كل مناطق العاصمة الخرطوم حتى المساء.
وتشهد الخرطوم وعدد من مدن البلاد منذ ما يقارب الاسبوعين احتجاجات كبيرة جراء الأوضاع الاقتصادية المتردية، وقد تطورت إلى مطالبة المحتجين برحيل الرئيس البشير ونظامه، وعلى اثر الاحتجاجات السلمية تعرض كثير من قادة القوى السياسية للاعتقال ،إضافة إلى الشباب والمواطنين الذين جرى اعتقالهم أثناء الاحتجاجات في العاصمة والولايات ومداهمة القوى الأمنية للبعض حتى داخل منازلهم .