إنتفاضة الشعب السوداني ضد نظام الإنقاذ المتهاوي، وأياً كانت نتيجتُها المحتومة، تريدُ الآن -ولأنَّ الحساب ولد- أن تتعرف علي مواقف بعض الجهات، وبعض الرجال، بدقةٍ، وبوضوح، أكانت ضد أو مع الشعب السوداني وإرادته..
فهذه الإنتفاضةُ المشروعة، والمسبَّبة، تدخلُ الآن أسبوعها الثاني، وقد زاد عددُ شهدائها عن العشرين، بحسب إحصاءات الحكومة الرسمية، وعن الثلاثين بحسب منظمة العفو الدولية، ويزيد عددُهم عن ذلك بكثير بحسب إحصاءات المعارضة، ويوجد عشراتٌ آخرون قد حُكم عليهم في محاكماتٍ إيجازية عاجلة، وخاطفة، كما يوجد مئاتٌ يقبعون الآن في حراسات الشرطة، وفي معتقلات الأمن، ومثلهم مفقودون، لا يعرفُ أحدٌ أماكن تواجدِهم..وكلُّ هؤلاء في إزديادٍ مستمر، مع تزايد الإنتفاض الغاضب، ومع دخول مدنٍ جديدة دائرة الغضب الشعبي المتنامي.. ولا يشُكَّن أحدٌ أبداً أن المعتقلين ممن هم في -عِداد المفقودين، أو رهن الإعتقال المعلوم- أنهم يتعرضون الآن لأشدّ أنواع التعذيب، والقهر، والإمتهان، بخاصةٍ ممن أعتقلتهم قوي أجهزة الأمن المختلفة، أو ميليشيات النظام التي سيأتي بيانُها !!
وتنتشر اليوم في شوارع المدن السودانية المنتفضة قواتٌ نظاميةٌ معروفة منها:- أجهزةُ الشرطة المختلفة، وتنتشرُ القواتُ المسلحة (الجيش) كذلك، كما تتواجد، وبكثافةٍ مرعبة، قواتُ الدعمِ السريع..وإلي جانب هؤلاء ينتشر أناسٌ مسلحون في ملابسَ مدنية، ويستغِلُّون سياراتٍ مدنية -بلا لوحاتٍ معدنية – وهؤلاء هم رجالُ الأمن غالباً..وجنباً إلي جنبِ كلِّ هؤلاء ظهر رجالٌ آخرون (يلبسون لباس الشرطة)، وما هم من الشرطة علي الأغلب، إذ إنهم ينتعلون أحذيةً مختلفة، ومتنوعة، وليسوا منضبطين كالشرطة، ويتواجدون في مجموعاتٍ متشرذمة دائماً، وبعيدةٍ عن تجمعات الشرطة.. وقد تمكن النُّشطاء من توثيق تواجد هؤلاء بتلك الهيئة، وفي أمكنتهم، وبالوجوه الظاهرة لأنَّ (الحساب سيكون ولد لاحقاً) كما ذكرنا.. وهؤلاء (المتزيُّون بزيِّ الشرطة) هم ماليشيات النظام، والحزب الحاكم، والجبهة الاسلامية ممن يُسمَّون الأمن الشعبي، والأمن الطلابي، والدفاع الشعبي وغيرهم من الماليشيات.. وفوق كل هؤلاء ومن فوق البنايات العالية يتواجد (قنّاصة) بأسلحة متطورة، ووجوهٍ ملثَّمة، يقتنصون المتظاهرين من تحتهم كما العصافير !!
ومن بين تلك القوي (القاهرة) المتواجدة بالشوارع الآن، فإنَّ الذين يضرِبون الناس حتي الآن، ويقهرونهم، ويعتقلونهم، ويأخذونهم إلي جهاتٍ غيرِ معلومة، وربما يقتلونهم، هم -بكل أسف- رجالُ الشرطة بأزيائهم المميزة، وبعرباتهم المعلومة..وهم كذلك رجالُ الأمن المسلّحون بأزيائهم المدنية، والذين يفعلون الشئ نفسه، ولكن بشكلٍ أقسي، وأشد، وأعسف، وأزهق للأرواح.. وهم كذلك الرجالُ غير المنضبطين، الذين يلبسون ملابس الشرطة، وما هم من الشرطة، بل من ماليشيات النظام، والحزب الحاكم، والجبهة الإسلامية.. وللحق، وفحتي الآن، لم يرَ الناسُ من القوات المسلحة (الجيش)، ولا من قوات الدعمِ السريع أيَّ عسفٍ، أو ضربٍ، أو إعتداء، أو قتل، بل بالعكس، فلقد كان الجيش هو الذي حمي المواطنين في مواقع كثيرة من بطش الشرطة كما حدث في عطبرة، والقضارف، وأمام بوابة السلاح الطبي بأم درمان قبلَ أيام.. ومن جانب آخر، فإنَّ قائد قوات الدعم السريع (الفريق) حمــيدتي كان قد صدرت عنه إشاراتٌ عديدة، وتصريحاتٌ مؤكَّدة قال فيها إنّ قواته لم تقتل المتظاهرين في السابق -كما أُشيع عنها- وسوف لن تقتلهم في المستقبل، وهذا ما تصدِّقه فعلاً المشاهداتُ الميدانية علي الأرض حتي هذه اللحظة علي الأقل..
والآن، ومن أجل التوثيق، فإنَّ جماهير الشعب السوداني توجّه هذه الأسئلة للجهات، والشخصيات الآتية، وتطلبُ بياناتٍ واضحة، ومبرِّئة للذمة، لأنها تريد أن تعرف من يقف معها في إنتفاضتها المسالمة، ومن يقف ضدها، وضد إرادتها، ومن يتعسَّف عليها، ويقمعها، ويضربها، ويعذَّبَها ويقتلُها، ومن يسكت ويرضي بأن يُفعل لها كل هذا..وبظني فإنّ كلَّ من يمتنع عن بيان موقفه فهو بنظر جماهير الشعب السوداني متقبِّلٌ للضرب، والتعسف، والقهر، والإضطهاد، والسحق، والتقتيل الذي يمارسه النظام علي هذا الشعب الطيب المتسامح :-
•• قــواتُ الشــرطة:
• هل أنتم من قتلتم، وتقتلون المتظاهرين في هذه الإنتفاضة؟!
• وهل توافقون علي قتلِ المتظاهرين إبتداءً؟!
• وهل تلقيتم أوامرَ -أخري- بقتلِ المتظاهرين غير التي أوعز إليكم بها أمس السيد رئيس الجمهورية، إفتئاتاً علي الله في (آية القصاص) ؟!!!
• وهل هؤلاء (المندسون المتزيُّون بزيِّكم) هم منكم، والذين يضربون الناس، ويعتقلونهم، ويأخذونهم إلي جهاتٍ غير معلومة؟!
• وإذا كان هؤلاء (الذين يقتلون الناسَ بإسمِكم) ليسوا منكم، فلماذا تسمحون لهم بالتواجد معكم، وبضرب وإعتقال الناس وقتلهم علي مرأي منكم؟!
• ألستم أنتم من ضمن أشدّ فئات الشعب شظفاً في العيش، وبؤساً في المرتبات، وفقراً في الحياة؟! فلماذا إذن تضرِبون من يحتجُّ (نيابةً عنكم)، ويطالبُ بإسترداد حقوقِكم، وبوضعكم في المكان اللائق بكم؟!!
الشعب السوداني يريدُ منكم بياناً واضحاً لموقفكم، لأنَّ (الحساب سيكون ولد)..
•• الحركة الإسلامية ولعناية السيد (الزبير محمد الحسن شخصياً):
• هل هذه الحكومة الفاشلة تعتبرونها حكومتكم ما تزالون؟!
• هل ما تزالون تساندونها، وتدعمونها لتبقي علي ظهور العباد رغماً عنهم؟!
• هل توافقون علي قتلها المتظاهرين؟!
• هل الماليشيات المنتشرة في الشوارع، وتتعسّف علي الناس وتقتلهم، هل هي تابعةٌ لكم ؟!
جماهير الشعب السوداني تريد بياناً واضحاً حتي تستبين الخبيث من الطيب منكم، (ولأن الحساب ولد)..
•• (الفريق) حميدتي قائد قوات الدعم السريع:
جماهير الشعب السوداني تقدِّرُ عالياً نأيَكم -حتي الآن- بقواتكم عن الولوغ في دماء المتظاهرين..
• فهل ما يزال هذا موقفُكم؟!
• وإذا كانت الإجابة بنعم، فلماذا تسمح أنت شخصياً (لناس الحكومة) بأن (يلعبوا بقواتك سياسة) علي حدِّ قولك في معرضٍ آخر؟!
• لماذا تسمح لهم بأن يستخدموا قواتك أداةً لتخويفِ الآمنين، وإرهابِ الجوعي المنتفضين المطالبين بحقوقهم المشروعة؟!
• ألستَ أنت وقواتُك من صلبِ هذا الشعب المنتفض علي الجوعِ، والضرب، والإقصاء، والتقتيل؟!
• الشعب السوداني يريدُ أن يعرف موقفكم بالضبط مما يجري من إقتناصٍ للمتظاهرين من أعالي البنايات، وترويعهم، وتقتيلهم لأنهم فقط نهضوا للمطالبة سلمياً بحقوقهم في العيش الكريم، والحياة الآمنة..
وكل ذلك ذلك (لأن الحساب سيكون ولد)..
•• وطبعاً لن نسأل قواتنا المسلحة عن موقفِها لأننا نعلمُه ونقدِّره.. ولكننا نذكّرهم فقط أن إخوانهم، وأخواتهم، وأبناءهم وبناتهم يُقتلون بدمٍ بارد، وأمام أعينهم لا لشئ إلا لأنهم طالبوا (لكم) ولهم بعيشٍ كريم، وحياةٍ نبيلة، وكرامةٍ مُصانة..فهل هم يستحقون القتل بنظركم؟!!
•• ولن نسأل قوات أجهزة الأمن المختلفة، ولن نسأل الفريق (قوش) عن موقفِه، وموقف قواتِه لأننا نعلم موقفيهما كذلك..
•• ولكننا بدلاً من ذلك نسألُ، وعلي الهامش فقط، كلَّ أحزاب الفكة، وحركات الفكة المسلحة، وبعض شخصيات الفكة المنضوية تحت ما يسمي بحكومة الحوار الوطني..
ونذكّرهم أن (الحساب سيكونُ ولداً جداً)..
•• ونسأل الدكتور علي الحاج عن موقفه من قتلِ المتظاهرين.. سيقولُ حتماً إنه لا يوافق، إذن فكيف تأتَّي له أن يكونَ (ظهيراً للقومِ الظالمين)؟!
•• ولا داعي لسؤال دكتور غازي صلاح الدين..عشان ما نحرِجو !!
•• ونسألُ هيئة علماء السودان وبروفيسورها محمد عثمان صالح..ولكن نسألهم عن ماذا وماذا !! بس الحساب ولد..
•• ونسألُ الدكتور الحبر يوسف نور الدايم، والدكتور عبد الحي يوسف، ومولانا محمد أحمد حسن..
هل توافقون يا هؤلاء علي قتلِ المتظاهرين؟! إذا كانت إجاباتُكم بلا، فلماذا لا تصدعون عالياً بقولِ كلمة لا ؟!
ولسوفَ تُسألون !!