1- الذكرى مناسبة للتأمل والوقوف عليها والمقارنة بغيرنا من الدول التي نالت استقلالها خلال تلك الحقبة والتي من ابرزها ماليزيا للتشابه بين التنوع وتاريخ الاستقلال أين دولة ماليزيا الآن، تمر هذه الذكرى والشعب السوداني ينتفض ضد نظام الجبهة الإسلامية الذي نال حظه من الحكم بما يقارب نصف الفترة التي نال فيها السودان استقلاله ثلاثة وستون عاما من الاستقلال كافية لجعل السودان دولة بين الدول التي عبرت الي الازدهار والرفاهية – تجربة نظام الجهة مزيج بين عسكرلوجيا اسلاموية إن صح التعبير دام لثلاثة عقود حول الدولة السودانية الي دولة حزب لأنه لم يضع خطوط فاصلة بين النظام والدولة فأصبح النظام هو الدولة بعد ثلاثين عاماً من الحكم، وثلاثة وستين (63) عاما من الاستقلال لم يقدم النظام للشعب السوداني شيئاً سواء التقسيم والحروب والأزمات وبعد ان صبر الشعب لقرابة الثلاثون عاماً ، اليوم في هذه الذكرى (63) يحصد الموت والألم والجراح ، والسودانيون مهجرون مشردون لاجئون نازحون مما تسبب في ضياع الشباب الذين هم أمل المستقبل. لم يتوقف قطار التخلف في محطة الجهل والفقر والمرض بل تعداها ليصل الى الخبز.
2- النظام الآن امام محاكمة تاريخية بعد تجربة فاشلة اذاق فيها الشعب العذاب مظاهرات في مختلف مدن السودان بالداخل وفي مختلف عواصم السودان بدول المهجر التي تسمح بالتظاهرات السلمية ، ودعم كبير جداً من الدول التي لا تسمح بالتظاهرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، بعض افراد الشعب السوداني يطرحون اسئلة مشروعة وبعضهم يستحبون للتمويهات الاعلامية بدخول السودان في فراغ سياسي بعد ذهاب النظام يمكن القول بإن الشعب السوداني اكثر الشعوب ميلا للتوافق والتسامح والاتفاق ، وان المشكلة السياسية معلومة والحلول معروفة، ان السودان لديه من التجارب لإعادة بناء نظامه ودولته والدخول في تجربة سودانية اصيلة يشارك فيها ابناءه. بعيدا عن الايدلوجيات الصماء مثل (تجربة عسكرلوجيا اسلاموية). اذا استمرت التظاهرات ام لم تستمر شرعية النظام في محك والأزمة السياسية دخلت مرحلة حرجة ويحكم البلاد الآن بشرعيه امنية ويدخل السودان في مرحلة جديدة ما بعد 2018م ما بعد ثورة ديسمبر، تؤشر المعطيات الي مرحلة قادمة صعبة بسبب الرفض الواسع النظام من الشعب السوداني في الداخل والخارج. النظام جريح يمر بأضعف حالاته منذ عام 1989م رفض داخلي عزلة اقليمية ودولية.
3- مهددات التغيير القادم قد تتمثل في ادعاء النضال وتضخم الذات الصراع الايدولوجي الفارغ ، وعدم التنظيم الجيد والاتصال ومحاولة البعض التلميح بإقصاء الآخرين ، بدون الرجوع للذاكرة السياسية للإجابة على السؤال المهم من هم من عارضوا النظام منذ عام 1989م وقدموا تضحيات سواء كانت معارضة مسلحة ام مدنية لان العمل السياسي عمل مستمر وليس وليد لحظة؟ ومحاولة استهداف الرموز الوطنية للتأكيد على عدم وجود قيادة وعدم الثقة في القيادات الحزبية وانسياق بعض الناشطين بوسائل التواصل الاجتماعي لحملات التشويه للقيادات السياسية بوعي او بدون وعي كما يحدث لقيادات الاحزاب السياسية ، عدم الوحدة وفقدان الثقة بين المكونات السودانية بواسطة النظام ، والتسرع بإظهار ألانتصار والتلميح بالثأر والانتقام ، المشوار ما زال طويل ويحتاج فيه الشعب الي نفس طويل والي تضحيات جسام نحتاج فيه لأى حزب سياسي ، ناشط ، مثقف , مناضل وكل شخص متطلع للتغيير وكل العناصر المخلصة والمؤهلة ، والقاسم المشتركة بيننا هو الوطن واحترام كافة الكيانات الحزبية والمهنية والطائفية والاجتماعية والاتجاهات الفكرية والحركات الاحتجاجية والتيارات السياسية والفئات المختلفة والشبابية والطلابية.
4- التجربة والمخرج (تجربة سودانية) الوحدة ثم الوحدة كما نريد تجربة تتجلى فيها عبقرية العقلية السودانية تراعي خصوصية المجتمع والواقع السوداني في الاعتبار ديمقراطية سودانية مستفيدة من التجارب الانسانية ، الاتفاق على برنامج الحد الادنى نجتمع على ما يوحدنا (قوتنا في وحدتنا) الالتزام بالقيم السامية – الحرية – العدالة – المساواة – الانسانية والسلام وإقامة دولة المواطنة و القانون والبحث عن كيفية العودة الي الاستقرار السياسي بإعادة بنيان الدولة من تشويه مؤسساته بعد تحويلها الي دولة الحزب الي دولة الوطن (دولة لكل السودانيين والسودانيات) والعبور بالسودان الي بر الامان.
اخيراً نترحم على الشهداء ادعو كل سوداني وسودانية ان نقف مع اسر الشهداء والجرحى مادياً ومعنوياً والقيام بالواجب السوداني. كما ارجو ان تكون هذه الذكرى (63) حداداً لدم الشهداء المطلوب كيف نعبر عنها.