التقت بي بي سي الصحافي والمحلل السياسي محمد المكي أحمد (رئيس التحرير السابق، ومستشار صحيفة “التحرير”) اليوم (1 يناير 2019م) في تعليق حول مطالبة “الجبهة الوطنية للتغيير” المكونة من 22 جماعة سياسية بعضها قريب من الحكومة، بـ”نظام جديد”، وتنحي البشير، وحل البرلمان، مع إعلان انسحابها من التشكيل الحكومي.
قال المكي في تعليقه: “بعض القوى السياسية التي أصدرت البيان هي إما انشقت من حزب السلطة، مثل حزب الإصلاح الآن الذي كان من نتائج الانشقاق في الحركة الإخوانية عقب الخلاف بين الراحل د. حسن الترابي وعمر البشير، وإما أحزاب انشقت من حزب الأمة القومي أو الحزب الاتحادي الديمقراطي، لكن هناك قوى أخرى مستقلة أيدت نظام البشير، مثل: الحزب الاشتراكي المايوي، وهناك جبهات صالحت الحكومة، كجبهة الشرق مثلاً، أي إن هذه التشكيلة من الأحزاب عموماً كانت تسير مع الموجة الحكومية، وكانت قريبة من نظام الرئيس عمر البشير”.
وعن وزن هذه القوى في الشارع، قال: “لا نستطيع تهوين أو تهميش هذه الأحزاب، وهي بالتأكيد لها جماهيرها، والوزن الجماهيري يقاس بالانتخابات، وهي لم تجر منذ سنوات طويلة؛ لذا من الصعب أن يدعي أي حزب أن له ثقلاً جماهيرياً كبيراً.
ولكن المؤكد أن هذه الأحزاب ترفع لافتات سياسية، ولها جماهيرها، والمهم أن هذه الأحزاب كانت تؤيد الحكومة في كل خطواتها، وهي عبرت عن هذا الموقف، وهي داخل مفاصل السلطة، من هنا يكتسب هذا الموقف أهميته”.
وأوضح محمد المكي أن “هذا الموقف إيجابي وتاريخي مهم، ويعبر عن التفاعل مع حراك الشعب السوداني، بل أرى أن ما جرى جاء تحت ضغط الشارع وقواعد هذه القوى، وهو يضيف مصاعب جديدة لحكومة عمر البشير”.
وأضاف: “أن نظام البشير كان دائماً يتغنى بالحوار الوطني، وبوجود قوى سياسية تؤازره وتشاركه، وتخوض معه تلك الانتخابات الصورية، وأنظر إلى هذه المذكرة بأنها إضافة حيوية لنبض الشارع، وليست بديلاً لشعاراته وأولوياته الهادفة إلى الإطاحةبالنظام”.
وختم محمد المكي التعليق بقوله: “إن المحك هو كيف تتفاعل هذه القوى مع نبض الشارع، وتتضامن معه، وكيف يساهم منسوبو هذه الأحزاب والجبهات في الحراك الشعبي الموجود”.