تقرير خاص- التحرير:
نفى الصحافي السوداني المقيم في الولايات المتحدة فتحي الضو أن يكون هو كاتب المقال المتداول -عبر وسائل التواصل الاجتماعي – الذي ينتقد الحزب الشيوعي، ويدّعي أنّ تجمع المهنيين السودانيين جزء منه.
وقال في اتصال هاتفي أجرته صحيفة التحرير الإلكترونية: إنّ صفحته في الفيسبوك تعرضت كثيراً لمحاولات تهكير، وعندما فشلت قامت أذرع النظام الإلكترونية المعروفة بـ “الجداد الإلكتروني” بإنشاء صفحة باسمه، وتبثّ من خلالها رسائلها المضللة منسوبة إليه، للإيقاع بينه وبين الشرفاء من أبناء الوطن الذين يعرفون خطه السياسي والمهني، وأسلوبه في الكتابة والتناول.
وأضاف الضو أنه بناءً على الثقة القائمة بينه وبين القرّاء الذين اعتادوا مواقفه، يشك كثيراً في أن تأتي محاولات النظام أُكُلَها، وخصوصاً أنّ الطرح المنسوب إليه يتنافى مع قناعاته، إلى جانب ما فيه من أخطاء لغوية وأسلوبية لا يقع فيه صحافي مبتدئ، مما يدل على ضحالة “أرزقية” النظام من مدَّعي الانتماء إلى بلاط صاحبة الجلالة، وهي منهم براء.
وقال فتحي الضوء: إنّ التحليل الفطير المنسوب إليه زوراً وبهتاناً عن علاقة تنظيم المهنيين السودانيين بالحزب الشيوعي هو إعادة إنتاجٍ لفكر أهل النظام الذي يلعب على وتر الدين، ويشيطن الحزب الشيوعي، كما لو أنه عدوٌّ للدين، ومن ثم يريد شيطنة التجمّع الذي أكد الحراك الأخير مصداقية القائمين عليه، وانتماءهم الوطني الخالص، وهو بذلك يريد وأد هذا الحراك.
كما أكد فتحي الضو أنّ المقال الذي انتحل اسمه يريد أن يضرب إسفيناً بين القوى السياسية التي تتصدى للنظام، وتحرّك قواعدها كي تلتحم مع كل أبناء الشعب السوداني من أجل بلوغ ثورتها بإسقاط النظام الذي فقد أيّ شرعية.
وكان المقال المنسوب إلى الكاتب الصحافي فتحي الضو زعم أنه قال: إن “الحزب الشيوعي السوداني افتقد الخفّة والحركة والمرونة التي كانت من سماته ومميزاته، وكشف نفسه مبكراً لجهاز أمن الطاغية بصورة سريعة جداً وملفتاً للانتباه، عبر واجهته التي أسّسها تحت مسمّى “تجمع المهنيين السودانيين” والذي دار غموض في بداية الأمر حول قيادته بعد تسييرها أول موكب نحو القصر الجمهوري”.
كما ادّعى المقال أنّ الكاتب قال: “لم تكن قيادة الشيوعي حكيمة، وهي تظهر في الإعلام وترفض انضمام الأحزاب التي انسلخت مؤخراً عن النظام، ولو تحلّى الشيوعي بالصبر والمعقولية، واستقبل الأحزاب المنسلخة بشيء من الغفران والترحيب لكان أفضل للثورة والثوار”.
وأضاف المقال المنسوب إلى الضو: “ولكنه أراد أن يستأثر وحده بالثمار، فلم يجني غير الخذلان”، وهنا يبدو خطأ لغوي واضح لا يقع فيه كاتب كبير مثل فتحي الضو “لم يجني”، والصحيح “لم يجنِ”.
كما أنّ ثورياً مثل الضو لا يمكن أن ينعت الثورة بالتراجع، ولا بأنّ “صخبها موجود فقط عبر صفحات الميديا بشعار خاوي وترديد ممل يتزيل كل منشور حتى فقد معناه وهدفه”، وفي هذه الفقرة القصيرة أخطاء لغوية لا تستحق إلا وصف البشاعة، مثل:” بشعار خاوي”، والصحيح خاوٍ، ويتزيل والصحيح “يتذيل”.
كما أن الضو لا يمكن أن يصف شعار “تسقط بس” بالتمني، ولا يمكن أن يقول: “النظام استعاد توازنه، واستفاد من عامل الوقت، وشتت شمل أعدائه، ولم يحصد الشيوعي سوى الحسرة والندم”.
وبالمجمل يعطي هذا الانتحال أنّ النظام أصبح يلجأ إلى أساليب فطيرة لا تنطلي على جموع شعب ثار من أجل حريته وكرامته، وهو يحاول الإيقاع بين قواه الحية.