الخرطوم- التحرير:
أصدر تجمع التشكيليين السودانيين اليوم بياناً يؤكد وقوفهم مع الحراك الشعبي الهادف إلى إسقاط النظام، وافتُتح البيان بكلمات الشاعر محمد المكي إبراهيم:
«إنني أؤمن بالشعب،
حبيبي وأبي
وبأبناء بلادي البسطاء
وبأبناء بلادي الفقراء
الذين اقتحموا النارَ
فصاروا في يد الشعب مشاعل
والذين انحصدوا في ساحة اﻟﻤﺠد
فزدنا عددا
والذين احتقروا الموت
فعاشوا أبدا».
وحيا التشكيليون “جماهير شعبنا الثائرة في كل ربوع الوطن، واﻟﻤﺠد لها وهي تزلزل سلطة الطاغية”، مشيرين إلى أن”هذا الشعب الأبي نكب بنظام إسلاموي مستبد لثلاثين عاماً، ولكنه ظل عصياً على التصالح معه، فلم يستطع أن يصادر حلم الجماهير في الحرية والخلاص والحياة الكريمة، وما الحراك الأخير إلا بعض من جذوة النضال المتقدة التي لم يطفئها ليل الإنقاذ الحالك الذي أحال البلاد الى رماد.”
وأضاف بيان التشكيليين: “لقد حكم نظام الإنقاذ بسلطة مطلقة، أسوأ من الاستعمار، فما أثمرت شجرته الملعونة غير الدمار والقبح والفشل، وحين هم الشعب باجتثاثها خرجوا على الناس بآلة التقتيل والقمع والبطش، ولكن هيهات أن تصمد طويلاً فقد آن أوان اجتثاثها من الجذور”.
وأكد البيان “أن الفنان الحقيقي لا يستطيع إلا أن يكون صادقاً، وقيمة الصدق في هذا المنعطف التاريخي تكمن في الانتماء للوطن والانحياز لجماهيره، ومناصرة قضاياها العادلة بالتعبير عن وجدانها وأحلامها بإبداع يلتزم قيم الحق والخير والجمال؛ ليبقى غرساً أصيلاً في وجدان الشعب الحر، وإرادة الشعوب لا يكسرها سلاح الأنظمة المستبدة.”
وأهاب البيان بكل الفنانين التشكيليين داخل البلاد وفي المهاجر البعيدة وكافة المبدعين والموهوبين وأصحاب القدرات الفنية” لشحذ الهمم والمبادرة بمساهماتهم الفنية المائزة، بالمفردة الغنية، واللوحة الباذخة، والعبارة الأنيقة، والألوان الملهمة، والصورة الناطقة ،والفكرة الرائعة؛ لنستشرف مع شعبنا، وبه، آفاق الثورة والخلاص نحو بناء دولة المواطنة،و الديمقراطية،و الحرية، والتعدد، وسيادة حكم الدستور والقانون، والعدالة والتقدم، دولة حديثة لكل السودانيين، دولة يقدم شعبنا من أجلها تضحيات جسام عبر المقاومة المدنية السلمية. دولة تستدعي وتستلهم قدرات إنسانها وعياً وفكراً وثقافة وفناً؛ لتصنع لنفسها مستقبلاً بين الأمم.”
وأكد التشكيليون “أن وحدة الجماهير ويقظتها هي صمام أمان نصرها، وهي سلاحها الحاسم في مجرى الثورة، في مواجهة الآلة الأمنية العسكرية لعصابة الإنقاذ”، مشيرين إلى أن “الصفوف قد تمايزت،و استبان الناس من هم أعداء الشعب. انتهى زمان الخديعة، وذهبت أحلام الطغاة أدراج رياح الثورة، فشعبنا يستحق ما هو أكثر من الحرية، وأسمى من الكرامة والرفاه، بل يستحق اﻟﻤﺠد كله”.
وأعلن تجمع التشكيليين السودانيين وقوفه “بكل صلابة ووضوح رؤية، مع خيارات شعبنا وأحلامه المشروعة”، ودان “كل موقف متخاذل يتماهى مع السلطة الديكتاتورية القمعية.”
وختم التشكيليون بيانهم بقول الشاعر محمد الحسن حميد:«عاشت الأرض لنا لافتة، ولأعداء العصافير كفن».