هاهم بعد أن انتهوا من تقويض مشروعكم وشل حركتكم.. هاهم الآن يعمدون إلى تدمير ما تبقى من وطنكم..
استدرجوكم إلى حروب كاذبة بإسم الله وتحت شعار زائف، فمزقوا الوطن وأشاعوا الفتنة..
دفعوا بكم إلى أحراش الجنوب وجبال النوبة، وبقوا هم ليتقاسموا المناصب ، وأحالوها إلى ملك عضوض ليغنوا فيها هم وذووهم.
رسموا لكم لوحات زفافكم المقدس للحور العين ، وتسللوا هم لينكحوا ما طاب لهم من النساء مثنى وثلاث ورباع..
وبإسمكم وتحت بصركم اختطفوا الدين ليسوغوا لأنفسهم ارتكاب جميع الموبقات، ففتنوا الأمة في عقيدتها، حتى صار كل من يدعو للطهر والإستقامة في نظر الناس ما هو إلا ضال مضل..
وباتت اللعنات تصب عليكم من كل حدب وصوب..فتوارى الصادقون منكم خجلاً من سوء ما يفعل هؤلاء ، راضين بالوقوف على الرصيف متفرجين..
لكنهم حينما غضب عليهم الشعب، تلفتوا فلم يجدوا غير أن يعودوا ليستدعوكم (من الظل) ويرفعوا لكم شعارات حماية دولتهم الإسلامية المزعومة، وليدخلوكم في فتنة جديدة تجدد لهم البقاء في كراسيهم وملذاتهم ..
فهل مازلتم قانعين بالتفرج على وطن يذبح بإسمكم وبشعاراتكم..؟!!
أنتم أولى الناس بالخروج على هذه العصابة التي نكبتكم مرات ومرات..
فلا تترددوا ولا تستمعوا إلى ترهاتهم ، ولا تخجلوا من أن تقفوا إلى جوار بني وطنكم حتى وإن خالفوكم الرأي والفكر ، فوالله هم أشرف وأطهر لكم من هذه العصبة ..
إعلنوها اليوم واضحة بانحيازكم لهذه الثورة، واجعلوا شعارها ميثاقاً لكم (حرية سلام وعدالة) تتفقون مع كل من آمن وعمل به، وتفارقون كل من فارق هذا الدرب.
لا تستنكفوا من النضال(أو إن شئتم الجهاد) من أجل الديمقراطية الحقة، ولعل الله يريد أن يهيئ لكم هذا التوقيت التاريخي لتعالجوا حركتكم من الشيزوفرينيا الأخلاقية التي تعيشها والانفصام الفكري الذي تعانيه في موقفها من الحريات والديمقراطية.
إفعلوا ذلك اليوم قبل الغد.. فساعة الثورة لن تتوقف، والتاريخ لا يرحم.