خرجت من رحم المعاناة التي دامت ثلاثين عام حسوماً، ثورة، اشتد عودها، واتضحت معالمها؛ لتصبح ثورة جبارة، عملاقة. قائمة بذاتها يقودها ويهندسها شباب مثقفون، ضالعون في كيفية استخدام التكنولوجيا، فقد استخدموا تطبيقات applications معينة، وكونوا شبكة تواصل رائعة عن طريق الفيسبوك والوتس أب.. عندما بدأت الحكومة المفلسه ممارسة الضغط عليهم بقطع النت، وفعلا تم قطعه بالتواطوء مع شركات الاتصالات العميلة.
استخدمت شبكة التواصل في التعبئة والتماسك والحشد، ووضع خطة العمل المتقنة، وجدولة الحراك، وهنالك غرف للتنسيق في قمة النظام.
أحبتي الثوار، هذا هو الشباب الذي كان الناس يتوهمون انهم جيل ضعيف، جيل لا يحس بالمسؤولية.. لكن أثبتت التجربه بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا جيل أقوى وانبل مما كان الكوز يتصور، جيل ثائر، وجيل هادر، وجيل جبار. شباب في مقتبل العمر،فكان الاجلى والاطهر والاولى والاجدر أن يحترم وتسمع كلمته.
ولكن يبدو( شرك الحكومة قبض أسود ضارية) ويا ويلها قد ماتت سريرياً، والأسود ستنزع الاجهزه لتقبرها إلى يوم يبعثون.
الشباب دأب على التوافد من كل فج عميق. ليل نهار يخططون ولا يفترون. بل يواجهون آله بطش الطغاة بصدور عارية…. يحملون رؤوسهم بين الأكف لا خوف ولا وجل.. فسقط منهم الشهداء عطر الله ثراهم، ومنهم الجرحى بأعداد لا تحصى، شفاهم الله، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.
هذا الجيل الصاعد كسر حاجز الخوف وفوبيا النظام.. مرغ أنف الحكومة بالتراب … أسقط هيبة الدولة… أذل كلاب الأمن، ولقنهم دروساً لم تكن في الحسبان.. جيل لا يخشى الموت ولا البمبان. جيل التحدي فرض واقعاً معيناً.. بسط ثقافة الثورة، وأصبحت هي السائدة في جميع مناحي الحياة… الأغاني.. الرسوم الكاركتيرية.. الشعر.. النكات.. الهاشتاقات تسقط بس… بلغة بسيطه عذبه سائغه، قلوب رائعة تستميل الشارع.
القومه ليك ياوطني.. و العزه والشموخ للدرر التى تتلألأ في سماوات بلادي اللائي وقفن جنباً إلى جنب مع الشباب في ساحات الوغى دون كلل ولا ملل. فهم لا يدعون فضلاً.. ولامرام لهم إلا الخلاص من الطاغيه فمن كان فيه حسن فمن الله ثم بفضل جهودهم ،وان تأجل الي اجل مسمى فلكل أجل كتاب . حفظكم الله ورعاكم والجميع يشهدون أنكم ذهب خالص في معصم الوطن.