هذا الرجل الذي يحمل اسم علي عثمان حديثه شؤم على الوطن، وكلامه يطلق فتنة في البلاد لا تبقي ولا تذر، ولكنه لن يؤخر خيار الشعب ولن يعطل نداء الحرية والسلام والعدالة الذي بلغ الآفاق؛ فهو يتحدث بلهجة تهديد صريح للشعب بالقتل والخراب ويلّوح بصريح العبارة بمليشيات وكتائب سرية (في الظل) ومعنى هذا انه يلغي الشعب ومطالبه، ويوجّه تهديده أيضاً للجيش القومي والشرطة القومية، ويلغي كل حديث عن الانتخابات وتداول السلطة، وهو يقول إن هذه الكتائب والسرايا ومليشيات الظل والمجوعات السرية هي من أجل حماية سلطة الإنقاذ وحماية الحزب! ومعنى ذلك أنه يضع نفسه وحزبه وكتائبه في مواجهة الوطن وفي مواجهة الشعب السوداني، وأن المسألة ليست أغلبية وانتخابات وتدافع سلمي ..وحرية وسلام وعدالة.. وإنما بقاء لنظام ولأشخاص بالمليشيات والسرايا التي تعمل في الظل.. ومعنى الظل أنها تعمل خارج نطاق الدولة ومؤسساتها الرسمية! لكم اعتاد كاتب هذه السطور على عدم ذكر أسماء الأشخاص تركيزاً على ما يصدر من أفعال وأقوال، ولكن هذه السقطة المدوية الخائرة يجب أن تنسب لصاحبها بالاسم: علي عثمان محمد طه!
هذا الرجل وحديثه نذير شؤم على السودان كما كانت سيرته في السلطة، والغريب أن الناس الآن لا يعرفون لهذا الرجل منصباً في الدولة.. وهذا مكمن الخطورة التي تشير إلى اختلاط الدولة بالحزب والجماعة.. وهذا هو ديدن الرجل عندما كانت كل خيوط السلطة بين يديه، وحالياً عندما ذهب خارج المناصب المعلومة وخارج وظائف الدولة، وأتيح له ما لا يُتاح لغيره من منازل الدولة وساحاتها وحدائقها التي تغيب فيها الكاميرات ولا تصل إلى حدود المسكن الذي يقيم فيه والميادين والباحات ترمح فيها الخيل، فمن أين له هذا الإرث الضخم؟ وهل تسمح وظيفة الدولة ومرتباتها بهذا الحياة التي تتقاصر عنها حياة اللوردات العُتاة! وهل بعد أن يترك الشخص مناصب الدولة يستبقي كل هذه الامتيازات؟ هل هذا هو ما يقولونه عن النشأة الفقيرة؟! نعم نعلم نشأتكم الفقيرة ونصدقكم فيها ولكنكم تتوقفون في الحديث عن النشأة الفقيرة ولا تقولون كيف حالكم الآن مع (اليخوت) التي تقبع في مرابطها أمام الدور والقصور!
هذا اللقاء في القناة التلفزيونية والحديث الذي (دشر) فيه، لم يتم مصادفة؟ ذلك ما لا يكون حتى عند الذين اعتلت (قنابيرهم) الرؤوس..هذا الكلام القبيح عن المليشيات السرية والمجموعات والسرايا الخفية والتهديد السافر بقتل الناس حتى آخر قطرة دم ليس من باب الصدفة! بل هو أمر مقصود ومدبّر في هذا التوقيت بالذات لإرهاب الناس (وهيهات) بمليشيات وقوات سرية وكتائب (تعمل في الظل) والمنطق يقول بأن ذلك مما يوجب المساءلة القوية عاجلاً أم آجلاً لشخص يجرؤ على تهديد المواطنين علانية بكتائب خارج سيطرة الدولة، لا يدري احد لمن تتبع وكيف نشأت في دوله بها جيش قومي وشرطة قومية؛ إنه يستهين بالشعب ومطالبه ويرفع سبابته مهدداً ومتوعداً وهو يتحدث عن مليشيات حزبية تهدد الناس بالموت والفناء من أجل الحفاظ على السلطة بالقوة!
هذا حديث لن يمر مرور الغافلين وإذا كانت القنوات التلفزيونية تبث على الناس حديث عن مليشيات وسرايا ومجموعات مسلحة خفية خارج مؤسسات الدولة متأهبة للدفاع عن أشخاص وحزب أو امتيازات.. فذلك أمر آخر.. هذا حديث ينبغي أن يسمعه الناس بأذن واعية ويسمعه العالم من رجل يتحدث بملء فيه عن مليشيات سرية تعمل في الظل، وستخرج على الناس بالموت؛ فهذا يقفل باب حرية التعبير والاختيار ويلغي كل حديث عن تداول السلطة أو الانتخابات في 2020 أو في 5050 فمل الداعي لها إذا كان استبقاء السلطة يتم بمليشيات سرية و(كتائب ظلية) ومجموعات خفية تدافع عن هذا النظام وليس الوطن..(لاحظ.. النظام وليس الوطن)!
لكم كان احد أذكياء الوطن حصيفاً..! فبعد أن استمع لهذا التهديد الذي لن يخيف أحداً ولن يثني شعباً عن بُغيته، أرسل على وسائط الاتصال آية كريمة تنعي سواد النوايا واسوداد القلوب بالحقد والشر.. ومنطوق الآية الشريفة (والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً.. أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) صدق الله العظيم..!؟