الخرطوم – التحرير:
انتفضت مدينة الخرطوم بحري اليوم الأحد( 13 يناير 2019)، استجابة للدعوة التي وجهها تجمع المهنيين السودانيين لجماهير الشعب السوداني عامة وجماهير مدينة بحري على وجه الخصوص للتظاهر ضد نظام الرئيس عمرالبشير، واحتشدت الجماهير في الزمان المحدد، وعلت الهتافات بالرغم من الآلة العسكرية الضخمة التي تمركزت في معظم شوارع المدينة لمنع قيام التظاهرة .
واغلقت القوات الأمنية والشرطية مدخل شارع المعونة لمنع الجماهير من الوصول إلى تقاطع المؤسسة الواقع شمال المحطة الوسطى حيث النقطة التي حددها تجمع المهنيين لانطلاق التظاهرة، وانتشرت القوات الأمنية وعناصر الشرطة في كل الشوارع والمداخل المؤدية للمحطة الوسطى، وأحياء بحري خاصة المزاد والشعبية.
احتجاجات هادرة :
ورغم الحصار الأمني والطوق الذي ضرب على المدينة استطاعت الجماهير التي قدرت بالالآف من الخروج في احتجاجات هادرة وعلت اصوات المحتجين بشعارات (تسقط بس) و (حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب)، (الشعب يريد إسقاط النظام )، وتداعت الجماهير من كل شوارع بحري إلى شارع المعونة بغية الوصول إلى ميدان الرابطة شمبات بيد أن السطات فرقتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع، فتجمع الثوار مرة أخرى، وتعالت هتافاتهم التي شقت عنان السماء .
ضرب الصحافيين:
وجرت مطاردات عنيفة للمتظاهرين من قبل السلطات الأمنية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والاعيرة النارية لتفريق المحتجين ، وقامت الأجهزة الأمنية باقتحام بعض المنازل واعتقال العديد من المواطنين، وقامت بضرب بعض الصحافيين منهم الصحفية عائشة السماني والصحفي محمد سلمان إضافة إلى أنباء عن اعتقال الصحفي محمد عبد الماجد، وتعرض مراسل قناة رويترز الطيب صديق لإصابة في الظهر، كذلك سمعت أصوات الرصاص أثناء الاحتجاجات، وغطى الدخان الكثيف سماء المدينة.
وأفاد شهود عيان (التحرير ) أن الطوق الأمني الذي فرضته السلطات على الطرقات القربية من المحطة الوسطى أدى إلى وقوع كثير من المتظاهرين في كمين الأجهزة الأمنية التي قامت باعتقالهم، ومع ذلك تواصلت الاحتجاجات بشارع السيد علي الميرغني، وكذلك حي المزاد.
وشهدت احياء الشعبية والمواد مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين.
شمبات تعيد ذكرى سبتمبر :
وخرج أهالي حي شمبات في مواكب هادرة، والمعروف أن شمبات هو الحي الذي شهد سقوط أعداد كبيرة من الشهداء إبان تظاهرات سبتمبر 2013م .وتواصلت الاحتجاجات في إحياء مدينة بحري إلى ما بعد غروب شمس اليوم.
وفي آخر محطة بحي الشعبية أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع على المحتجين، وقامت بمطاردتهم في الطرقات الداخلية.
مشاهد ومشاهدات:
نشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصوى والمشاهد التي تتحدث عن المواقف العميقة والبطولات التي سجلها أهالي مدينة بحري، حيث تداولت الاسافير مشهد لأحد الفتيان خرج من منزله وطاردته والدته، وطلبت منه ألا يخرج و عاد إليها ليحتضنها ودموعها على كتفه ومن ثم خرج ليقود المظاهرة في الصفوف الأمامية بروح وعزيمة وجسارة.
كذلك انتشرت الصور التي توثق لقيام أهالي أحياء بحري بتوزيع عصير الكركدي والسندوتشات للمتظاهرين، واستقبال الأسر للمحتجين القادمين من خارج المدينة بمنازلهم خاصة الجرحى منهم في لوحة تبين مدى التلاحم الشعبي الذي ميز هذه الهبة،التي باتت مدن السودان تتنافس في ايقاد شعلتها.