يعيب السودانيون على الاعلام العربي والدولي على حد سواء ضعف التغطية الإعلامية، وعدم الاهتمام بالمسيرات السلميه التي يقودونها للمطالبة بالحريه والعدالة والسلام، وقد يأتي ضعف الاهتمام بعد ما شهده العالم في 2011م من ثورات الربيع العربي بظروفه واتجاهاته السياسيه،ولكن السؤال :هل تعدى الإعلام مرحلة الاهتمام وتكريس الجهد لنصرة الشعوب وتغليبها على الأنظمة الحاكمه؟ أم تغليب المصلحه الخاصه فقط؟
أعتقد أن الإعلام والسياسه الدولية تعدا هذه المرحله لطول أمدها، وكثرة خسائرها السياسية والمادية والبشرية.
وتأتي الثورة السودانية في خضم الصراع الدولي في المنطقه ،وكثرة التحالفات والتحزب بفعل المصالح المشتركة او المتقاطعة،وكما يعلم الجميع بما آلت اليه المصلحه الوطنية السودانية بفعل تغليب مصالح الحزب الحاكم على مصالح الوطن ،وما أصابها من تأرجح وتنقل وضيق.
مما ادى الى فقدان البوصله فتارة مع إيران ،وتارة أخرى مع السعوديه،وقطر وتركيا،كذلك عدم ثبات العلاقة الاخوية مع الشقيقة مصر، والإتهامات الدوليه برعاية الإرهاب، والإبادة الجماعية،كل هذه العوامل تخيف المتابعين للشأن السوداني بالنظر للشباب الثائر ضد سياسات داخليه خانقة، وسياسات خارجيه متشابكه تغطى عليها القيمه الماديه قبل كل شيء.
ما هو البديل المطروح؟ ما هي الرؤية؟ هذه الاسئلة وجهت من الإعلام للثورة السودانية،فتأتي الإجابة محصورة فقط في الترتيبات الداخلية من فترة انتقاليه وانتخابات؛ ولكن اين الترتيبات الخارجية،ولماذا لا يعلم المجتمع الدولي اننا شعب واع ومدرك مجريات الامور، وتاريخنا يشهد بثورتيين ضد الحكم العسكري الشمولي.
يجب تأكيد وعي الشارع السياسي (الثوري)بأن الالتزام بالمعاهدات الدوليه والاقليمية،واعني بذالك كل الالتزامات بدءاً بعاصفة الحزم للمساهمه في استقرار اليمن الشقيق، وتأكيد محاربة الإرهاب الدولي والمساهمه الفاعلة في ذالك،وأننا نضمن استمرار سير المصالح والتطلعات السياسيه الدوليه والاقليمية التي يشارك السودان فيها كدولة وليس كحزب.
بهذا نؤكد ونطمئن الجميع اننا نسعى إلى دولة مدنية ديموقراطية متحضرة ؛وفاعل دولى وإقليمي مهم واستراتيجي،فموقع السودان الجيوسياسي يحتم شعليه ذلك ويمكنه من هذا الدور،ن عرف نحن السودانيين ان الالتزامات ،والمعاهدات والاحلاف الدوليه والاقليمية لاتنكث هكذا عبثاً، وانما يمكن العمل على صياغتها لاحقا بشكل افضل واكثر فعالية في اطار المصلحة المشتركة.