• باسم الله، الأحد الصمد، لكأني أري، وباسم هذا الحراك الشبابي المتمرِّد، أنه قد آن الأوان أن يخرُج من رحِم هذه المعاناة السودانية، الشعبية، المتطاولة (حزبٌ جديد) يعبِّر بصدقٍ، وبصبر وإحاطة عن هذه الجماهير الشابة التي فجَّرت هذا الحراك الباذخ، الرافض، العظيم..
• حزبٌ جديدٌ متمرِّد، رافضٌ، عنيدٌ، ومشرئب قُدُماً، ولا ينظر إلا إلي الأمام..حزبٌ لا يعرف، ولا يعترف باللّحي، والعمامات الكذوبة، المتملقة، لا يعرف، ولا يعترف بالنظريات القديمة المتهاوية، لا يعرف ولا يعترف بالإنتماءات الجامدة، المتهالكة التي تجاوزها الزمن، وعفا عليها التاريخ..حزبٌ لا يعرف، ولا يعترف بأيّ جذورٍ تربطُ السودان بشرقٍ غير شرق السودان الزاهي، ولا بغربٍ غير غرب كردفان ودار فور العظيمتين..ولا بشمالٍ أو جنوب غير شماله وجنوبه التاريخيين..
• لقد آن الأوان أن يُولد هذا الحزبُ قسراً من رحِم المعاناة المتطاولة، والإختطاف المزمن، والتغييب المتعمَّد المتآمر الذي مُورس علي هذا الشعب السوداني العظيم، تارةً بإسم التاريخ، وتارةً بإسم الدين، وتارةً بإسم العروبة والتأسلم، وتارةً بإسم التيه، والضياع، والثورة الكاذبة..
• لقد آن الأوان لهؤلاء الشابات الماجدات، وهؤلاء الشبان الجبابرة أن يخُطُّوا علي صحف التاريخ أسماءهم المستنيرة، بإسم شعبهم المستنير، بأحرفٍ من نورٍ متمرد..آن الأوان لهؤلاء الشباب العظماء أن يكنسوا عن تراب السودان هذا الركود المتحجِّر الذي ظل يغطي علي كل فضاءات الوطن..آن لهم أن يقولوا للديناصورات المتهالكة كفي مخاضاً متحجِّراً، لمخلوقاتٍ متحجرة، شائهة وبالية..آن الأوان لهذا الشباب العظيم أن ينتزع القياد من كل سيّد، وآن له أن يقول لكل حجرٍ متبلد: نحن السادة، ولا سادة غيرنا بعد الآن، ونحن من يقود الرسن !!
• الآن، الآن يتخلَّق هذا الحزب الجبار..حزبٌ كله (حرية، سلام وعدالة) ليعبر عن روح هذه الإنتفاضة الرافضة للظلم، والقهر، والبطش، والتحجر، والجمود، والإستبداد..حزبٌ كله شباب من ذوي الصدورٍ العارية، والقبضات المتينة، والحناجر الهاتفة، والرافضة للَّيلِ الطويل، الداجي الذي غطي طويلاً سماء الوطن، عديم الشمس، طوال الستين سنةً الماضية..
• حزبٌ شابٌ، متمردٌ، ورافضٌ لكل عباءةٍ بالية..حزبٌ حرٌ، ومتحرر، لا يعرف غير السودان، ولا ينتمي إلا إلي السودان الواحد الموحَّد.. حزبٌ بُذِر في أرض السودان، وسُقِيَ بماء السودان، ويتنفس أوكسجين السودان، ويمدِّد جذوره القوية عميقةً في طين السودان، وينشر فروعه عاليةً، طليقةً، حرةً في سماء السودان..
• لعله (حزبُ الحرية، والسلام والعدالة) الذي يجب أن يتخلق الآن أيها الشباب الخلاقون وأيتها الشابات الماجدات..
• آن الأوان أن تنعتقوا من ربقةِ كل قيد لتنطلقوا في فضاءات الحرية الرحيبة..وآن الأوان أن تعتقوا هذا الوطن من قيود الجمود، والتخلف إلي قمم الجبالِ العالية..