الخرطوم _ التحرير :
الطبيب الشهيد
شكلت عناصر الأجهزة الأمنية صباح الخميس (17 يناير 2019)، وجوداً مكثفاً في
وسط الخرطوم بكل شوارعها التي تكاد تخلو من المارة، وقامت قوة من عناصر الأمن موزعين في الشوارع والأزقة في وسط وشرق وغرب وجنوب المدينة بمنع المارة من البقاء في منطقة السوق العربي وسط الخرطوم، وقاموا بطرد بائعات الأطعمة والشاي والتسالي والفول والباعة الجائلين.
وقبل الساعة الواحدة ظهراً الموعد المضروب للتجمع كانت عربات الأمن تتحرك في كافة الشوارع محملة بالجنود ،فيما لوحظ وجود أعداد كبيرة من الشباب بدأت في التوافد إلى منطقة وسط الخرطوم، وارتكزت في مجموعات متفرقة بشارع البلدية والمك نمر والجمهورية وشارع القصر والسيد عبدالرحمن والحرية وشارع عبدالمنعم ،وفرندات السوق العربي، وداخل مواقف الاستاد وجاكسون.
وتجمع المئات عند تقاطع شارع القصر مع السيد عبدالرحمن قامت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم، وانطلقت مظاهرة أخرى من أمام مجمع الذهب وأخرى من موقف جاكسون ثم شارع الحوادث سرعان ما تم إخمادها.
ونفذ جهاز الأمن حملة اعتقالات عشوائية واسعة واعتقل مواطنين من أمام المستشفيات والمراكز الصحية ومن داخل مواقف المواصلات.
وانتقلت المظاهرات إلى شرق الخرطوم حيث تظاهر الآلاف في أحياء البراري ينددون بالنظام ،ويطالبون بإسقاطه، واللافت أن منطقة البراري ابتدعت شعاراً جديداً للثورة (نحنا مرقنا ولا خائفين وين الفاتح عزالدين)، ورغم القمع الذي مارسته قوات الشرطة والأمن إلا أن مواطني بري ظلوا صامدين.
وأعلنت المساجد في بري عن وفاة شاب من ابنائها عبر مكبرات الصوت، ودعت للخروج من المنازل، والشهيد هو د.بابكر عبدالحميد سلامة،كما استشهد طفل حسبما أعلنت لجنة الأطباء المركزية، ونقل شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين العزل، وهذا ما أدى إلى إصابة 9 مواطنين 4 منهم أصيبوا في الرأس.
المتظاهرون أمام مستشفى رويال كير
واحتشد المتظاهرون أمام مستشفى رويال كير بأعداد كبيرة يرددون شعارات الثورة، منها: ولا السؤال ممنوع، دم الشهيد بكم.. الشعب يريد إسقاط النظام.. حرية.. سلام وعدالة والثورة خيار الشعب.
وتظاهر المئات في حي الديم جنوب الخرطوم وكسر المتظاهرون الطوق الأمني الذي فرضته القوات الأمنية منذ ليلة الأربعاء، وجابت المظاهرات شوارع رئيسة في المنطقة واجهتها الشرطة بالغاز المسيل للدموع. وأبلغ شهود عيان عن تنفيذ جهاز الأمن والمخابرات حملة اعتقالات واسعة قبل وأثناء المظاهرات.
وأصدر تحالف أطباءالثورة السودانية بياناً قال فيه: “نسبة لمواصلة موجة العنف والقتل ضد المتظاهرين السلميين. ونحن اليوم ننعى شهداءنا وقد فقدنا د.بابكر عبدالحميد الطبيب بمستشفى احمد قاسم بعد قتله بالرصاص الحي بواسطة مليشيات البشير، فإننا نعلن عن إضراب شامل للأطباء في عموم مستشفيات البلاد بلا استثناء بدءا من اليوم ١٧ يناير ٢٠١٩م . وسنلتزم بتغطية الطوارئ فقط لا غير والتواجد في الميادين لاسعاف المتظاهرين”.
وشهدت 12 مدينة والقرى في معظم ولايات السودان مظاهرات حاشدة انطلقت كلها في تمام الساعة الواحدة استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين من بينها مدينة الجنينة، وبورتسودان، وربك، والدويم، وأم عضام ولاية الجزيرة والمناقل، والضعين.
وأكدت مصادر صحفية اعتقال الصحفيين فيصل محمد صالح، وخالد فتحي، وشمائل النور، وعبدالهادي الحاج، وحمد سليمان.
وظلت المعتقلات داخل القسم الشمالي الخرطوم يهتفن ضد النظام.