الخرطوم- التحرير:
كتب الزميل الصحافي فيصل محمد صالح عن تجربة اعتقاله وعدد من الزملاء الصحافيين والمتظاهرين واصفاً من يحكمون بالأوباش، ومؤكداً صمود الشباب، وعدم توقف غنائهم للوطن، فقال:
“شكرا لهذا الشعب العظيم….
لو لم يكن لدينا سبب كاف لهذه الثورة فما رأيناه وشهدناه بالأمس يشكل أسبابا كافية…ويوصلنا لنتيجة أن هذا الشعب لا يستحق أن يحكمه هؤلاء الأوباش
12 ساعة قضيناها معزولين عن العالم…من الواحدة ظهرا إلى الواحدة صباحا ونحن رهن الاعتقال بين ميدان أبو جنزير وزنازين القسم الشمالي
رأيت في معتقل أبوجنزير أسوأ ما أخرجته النفس البشرية من حقد وشر واستمتاع بتعذيب الناس وشتمهم والإساءة إليهم، لا فرق لديهم بين صغير وكبير، أقول هذا رغم أني شخصيا لم اتعرض لضرب بدني، لكن تعرض له الباقون، لكن تعرضت للإساءات والتحرش اللفظي، وظللنا نجلس على الأرض تحت الشمس لساعات.
ثم رأيت وجه السودان النضر في زنازين القسم الشمالي، شباب وشابات لم يتوقف حداءهم وغناءهم للوطن والشعب لحظة واحدة. كنا أكثر من 400 معتقلا ومعتقلة تصهل أصواتهم بالنشيد والهتاف بلا توقف.
ثم عندما خرجنا مباشرة لميدان الاعتصام الليلي في رويال كير رأينا الصورة الأنضر والأزهى، أجمل وأفضل ما في الإنسان السوداني من قيم التضامن والسماحة والإصرار والصمود والمشاركة
هذا الشعب كُتب عليه النصر وأُذن له بذلك…هو القوي وهم الضعفاء”.