واضحٌ جــداً أنَّ الرئيس البشير مُصِرٌّ الآن علي الإستمرار في مسلسل قتل المتظاهرين وبوحشية..قتلٌ مرير، ومتعمَّد، وبلا هوادة !!
وعلي كلِّ حال، فهذا معناه أنه -أي الرئيس- غدا مُصِراً أكثر من أي وقت آخر علي أخذ هذا الحِراك بإتجاه المواجهة الشاملة، وسقوط شهداء الخميس ١٧ يناير يجئ في نهاية تهديد الفاتح عز الدين (بجز رؤوس المتظاهرين)، وكإختبار أول لتهديد علي عثمان محمد طه (بكتائب الظل) التي قال إنها لن تتواني في بذل الأرواح في سبيل حماية النظام! وسقوط الشهداء هذا معناه، وبوضوح، أن الرئيس، وأعوانه، ماضون، بلا كلل، في طريق المواجهة الشاملة، ذي الإتجاه الواحد..
إن الرئيس البشير بهذا الإصرار، يغلق آخر أبواب التسامح المأمولة التي كان يرجو بعض الحكماء -كأمثال الإمام الصادق المهدي- الولوج منها إلي محاولة حلحلة الأزمة السودانية المتطاولة !!
ومالم يحدث تطورٌ مختلف، في الأيام القليلة جداً القادمة، فالسيناريو المحتمل هو مزيدٌ من القتل من قوات الحكومة ومليشياتها، ومزيدٌ من الحِراك والتصميم من الشوارع، والمدن الرافضة لحكومة البشير..
• لقد راجت في الأيام الفائتة تكهنات، وأشار الرئيس نفسه إليها، بأن الجيش ربما يتقدم ويستلم السلطة، ولكن هذه الإحتمالات ضعُفت بعد خطابي الرئيس في الساحة الخضراء، وفي نيالا، وبعدما أصدر الجيش بياناً أعلن فيه وقوفه إلي جانب الرئيس..وإذا إستمرت المواجهة بين الشارع الغاضب والرئيس (المكنكش) فربما تعود هذه التكهنات مجدداً إلي الظهور.. ولكن ليس قبل أن يكون السيد الرئيس وأعوانه قد أشبعوا الشهوات المتعطشة للدم، وبعدما يكونوا قد أثخنوا الناس، والأرض بالجراح الأليمة..وحتماً سوف لن ينسي لهمُ الناسُ ولا الأرضُ ذلك أبداً..
• وأياً كانت الإحتمالات، فالنصرُ قريبٌ، وآتٍ، وهو لأهل الحق والأرض، وليس للرئيس في كل حال !!