الخرطوم – التحرير:
في الوقت الذي تشهد فيه البلاد حالة ثورية انتظمت كافة مدن البلاد منذ أكثر من شهر تصدر خبر حكم البراءة على عضو مؤتمر الطلاب المستقلين الطالب بجامعة الخرطوم، عاصم عمر المتهم بمقتل شرطي على خلفية الأحداث التي شهدتها الجامعة قبل ثلاثة أعوام، اليوم الثلاثاء 22يناير 2019م الأخبار في كل الوسائط ومواقع التواصل الاجتماعي.
بيان المؤتمر السوداني :
وقال حزب المؤتمر السوداني في بيان ممهور بتوقيع أمانة الإعلام تلقت (التحرير) نسخة منه: “إن محكمة جنايات الخرطوم شمال أعلنت اليوم براءة عضو مؤتمر الطلاب المستقلين عاصم عمر المعتقل منذ أبريل ٢٠١٦م من تهمة القتل العمد الموجهة إليه، وقررت إطلاق سراحه بعد ثلاثة أعوام قضاها فى الحبس والتعذيب البدني والنفسي، تضمن الضرب وتسبيب الأذى البدني الجسيم، إضافة إلى مشقة تحمل الحكم الظالم بالإعدام ومقاومته قانونياً وعبر كافة الوسائل المتاحة طوال هذه الفترة.
عاصم يخرج إلى شارع ثائر
وأشار البيان إلى أن عاصم يخرج اليوم من السجن إلى الشوارع ليجدها كما تمنى، ودعا من داخل قفص الاتهام بالخروج من كل حتة، يخرج إلى شارع ثائر، ويؤسفنا ألا نجد فى أنفسنا القدرة على الاحتفال، ونحن نودع خلال شهر واحد أكثر من أربعين مواطناً سودانياً ارتحلت اجسادهم عنا بالاستشهاد فى ثورتنا ضد النظام القمعي الدموي الفاسد.
وقال البيان : “في هذا الوقت الذي تنتظم فيه بلادنا الثورة ضد النظام ، تكون براءة الطالب عاصم عمر دليلاً على ذنب النظام الذي يجتهد عبر رئيسه ومدير جهاز أمنه لتلفيق اتهامات باطلة ومخجلة للتملص من تهمة قتل الثوار الأبرياء في الشوارع بالرصاص”.
الإتهام يفشل في تقديم دليل
وأشار الحزب إلى فشل الاتهام في تقديم دليل ضد الطالب عاصم عمر، مبينا أنه فشل لم ينجح فى تجاوزه بالأساليب القذرة مثل إملاء شهود الاتهام بواسطة وكيل النيابة، وقال البيان: “رغم أن جلسات المحاكمة قد افصحت لكل المراقبين من أصحاب الافئدة السليمة والمنطق براءته إلا أن القاضى عابدين ضاحي لم ير رغم تأهيله المهني تلك البراءة”.
وهنأ الحزب الطالب عاصم عمر ببسالته وانتصاره في هذه المعركة، كما حيا القاضي عاطف الحاج الذي انتصر لمهنيته، وهنأ الحزب كذلك هيئة الدفاع عن عاصم وخص رئيس الهيئة الأستاذ محمد الحافظ محمود ومقررة الهيئة الأستاذة إقبال أحمد على المعتقلة الآن لدى جهاز الأمن لمشاركتها في الثورة الوطنية الشاملة وهنأ ايضا أسرة عاصم التي وقفت إلى جانبه بثبات ودعمته بمحبة .
وقال الحزب: “إن إعلان البراءة نصر تحقق في طريق الثورة لاستعادة بلادنا من نظام الإنقاذ، وأكد أن الطريق واحد هو طريق (تسقط بس)، ولن نعود من منتصفه، وأشار إلى أن أكبر هدايا الاحتفال ببراءة عاصم ستكون إسقاط هذا النظام، وجعل مأساة عاصم آخر أحزان هذا الشعب الذي لا يستحق أن يُظلم فيه أحد أو يضام ولو ليوم واحد.
وكان والد عاصم قد قال في وقت سابق: “وجدنا عاصم في منظر صعب عدم سماع وآثار ضرب تسببت في جروح في مناطق مختلفة من الجسم، بسبب تعرضه لإصابة في الأذن الوسطى، وأشار إلى أنه يعاني أيضاً من التهاب حاد في العصب السابع .
العفو الدولية تطالب بالتحقيق :
وبالنسبة إلى منظمة العفو الدولية فقد قالت في أكتوبر من العام الماضي إنه يجب إجراء تحقيق، بشكل مستقل وشامل، فيما تعرض له الناشط الطلابي عاصم عمر حسن، 24 عامًا – من ضرب مبرح على أيدي حراس السجن في سجن كوبر، مما استدعى نقله إلى المستشفى؛ وتقديم المسؤولين عن ذلك للعدالة.
ووفقاً لمحاميه، ففي 3 أكتوبر 2018 أي قبل أيام فقط من مثوله أمام المحكمة لجلسة الاستماع الأولى في قضيته، التي خضعت وقتها لإعادة المحاكمة – تعرض عاصم عمر للضرب مراراً بأدوات حادة وجلد على صدره حتى أُغمى عليه، ولم يتمكن من المثول أمام المحكمة بسبب إصابته، مما دفع المحكمة إلى إصدار أمر بنقله للمستشفى.
بين محكمة الموضوع والاستئناف
وكانت محكمة الموضوع، برئاسة القاضي عابدين ضاحي ، قد حكمت في سبتمبر من العام 2017 على الطالب عاصم عمر بالإعدام وفقا لإدانته بالمادة 130 من القانون الجنائي السوداني (القتل العمد) على خلفية اتهامه بمقتل شرطي في أحداث جامعة الخرطوم في أبريل من العام 2016م .
وفي 5 ديسمبر2017 أصدرت محكمة الإستئناف بالخرطوم حكماً بتأييد إدانة الطالب عاصم عمر، وفي ذات الوقت جدد حزب المؤتمر السوداني ثقته في براءة عاصم وأكد استمراره بالمضي قدماً في درب الإستئناف حتى آخر مراحله .
وفي 13 أغسطس2018 اسقطت المحكمة العليا، حكم الإعدام في مواجهة الطالب عاصم عمر وأعادت أوراق القضية إلى محكمة الموضوع للاستماع لمزيد من الشهود ،حتى جاء قرار البراءة اليوم الثلاثاء( 22 يناير 2019 ) .
السجاد : انتصار للعدالة
ورأى القيادي بحزب المؤتمر الشعبي عمار السجاد أن اصدار حكم البراءة بحق الطالب عاصم عمر يمثل انتصاراً للعدالة، وأشار في حديثه لـ (التحرير) إلى أن القضية منذ بداياتها كانت تحوي كثيراً من الثغرات ولكن في النهاية حكم البراءة ساعد على لملمة الأزمة التي كانت كائنة بسبب القضية
وأعرب السجاد عن أمانيه في أن يكون إطلاق سراح عاصم عملاً قانونياً، وألايكون به أي (شغل سياسي) إعمالا للعدالة وتقديراً للقضاة.