الخرطوم – التحرير :
أشعلت وفاة الطالب بكلية الهندسة جامعة السودان الفاتح عمر النمير فتيل الغضب وسط مواطني الثورات بمدينة أم درمان، وتدفّقت حشود ضخمة لمحطة (شقلبان) التي تتوسط الحارات السابعة والثامنة والعاشرة والتاسعة، حيث تقطن أسرة الشاب القتيل، وامتدت التظاهرات لساعات طويلة منذ ليلة أمس الاثنين حتى فجر اليوم الثلاثاء( 22 يناير 2019 )، تدخلت الشرطة لفضها بالغاز المسيل للدموع قبل وقت قصير من فجر اليوم الثلاثاء
حشود ضخمة تشارك في التشييع.
وشاركت حشود ضخمة في مراسم تشييع الطالب القتيل، من منزل الأسرة بالثورة الحارة التاسعة حتى مقابر أحمد شرفي.
وقال الوليد بكري أحد مواطني الحارة، إن نحو 20 ألف شخص شاركوا في مراسم التشييع بمقابر أحمد شرفي وقال إن موكب التشييع تحرك عبر شارع الوادي، وفي محطة شقلبان كانت حشود أخرى إنضمت للموكب
وردّد المشيعون هتافات داوية تندد بقتل النمير وتُحمّل السلطة مسؤولية قتله (الكتلو منو.. كتلو الكيزان).. وطالبوا بالقصاص وسقوط النظام، كما ردّدوا هتافات (سقطت سقطت يا كيزان) واضافوا نغمة جديدة إلى الهتاف (أي كوز وينو.. ندوسو دوس جيبو) ، واضرم متظاهرون النار في إطارات العربات واغلقوا كل الشوارع المؤدية إلى محطة شقلبان في الثورة بالنص، ورفعوا علم السودان ولافتات كتب عليها (عشانك يا بلد).
تظاهرات حتى الفجر:
وأقسم أهالي الحارة على مواصلة التظاهر حتى مطلع الفجر، وبالفعل بروا بوعدهم واستمرت الهتافات القوية التي شقت سكون الليل حتى الصباح ببسالة وشجاعة شديدة، وفي إشارة تستحق التوقف عندها طويلاً اختلطت أصوات قنابل الغاز المسيل للدموع مع آذان الفجر الذي انطلق من المساجد القريبة من محطة شقلبان.
واستعانت شرطة العمليات والاحتياطي المركزي التي انتشرت بكثافة بمحطة (شقلبان) بـ (بلدوزر) لإزالة الحواجز الأسمنية والمتاريس وبقايا الإطارات المحترقة من الشارع.
واعتقلت الشرطة مواطنا من داخل عربة نقل عام (تاكسي تعاوني) قرب محطة شقلبان قبيل الساعة السابعة صباحاً، وحاولوا ضربه لكن أحد ضباط الشرطة تدخل وأمرهم بالتوقف وحمله على عربته.
بمبان داخل سرادق العزاء:
وحوالي الساعة التاسعة صباح اليوم الثلاثاء اندلعت التظاهرات مرةً أخرى، وأضرم المحتجون النار في اطارات العربات، واغلقوا كل الطرق المؤدية لمحطة شقلبان، قبل أن تتدخل شرطة الاحتياطي المركزي لفض المتظاهرين بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقامت بإطلاق (البمبان) داخل سرادق العزاء اثناء مطاردتها للمحتجين داخل الشوارع الداخلية بالثورة الحارة التاسعة، وتسبب ذلك في وقوع حالات إغماء داخل سرادق العزاء حسب شهود عيان، وقال تجمع المهنيين السودانيين في حسابه الرسمي بـ (فيسبوك): (ينحني الوطن إجلالا لأرواح الشهداء، وتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس).