*واشنطن صباح الخميس 24يناير :
منذ أن أطاحت هذه الصحيفة الواسعة النفوذ ، ذات التأثير المعياري الثقيل، بالرئيس نيكسون وإجبرته علي الاستقالة بعد كشفها فضيحة ووترغيت في صيف 1972 ، جري عليها المثل ( إذا عطست الواشنطن بوست أصيب البيت الأبيض بالزكام). واليوم رمت الواشنطن بوست بقبعتها علي حلبة أحداث السودان، وطالبت علنا البشير بالرحيل عن طريق الاستقالة، وأضافت كلمة “يجب” في العنوان !
من يتابعون الشأن الأميركي يعرفون معني وأهمية هذه المطالبة العلنية للبشير بالتنحي. فقبل أن تغيب شمس هذا اليوم هنا بواشنطن، ستكون هذه الافتتاحية تتربع علي في ملف عاجل اسمه السودان وستوجد علي عشرات الادراج لكل من له صلة بادارة السياسة الخارجية هنا، من الخارجية والى البيت الأبيض والى مجلس الأمن القومي والكونغرس والبانتغون. بكل ثقة يمكن القول إن الموقف الأميركي من نظام عمر البشير قد تبلور وإنتهي الي ضرورة مغادرته المسرح سريعاً قبل أن تتحرك المخططات، وتبدأ الاتصالات الاقليمية حول كيف يتم إجبار الطاغية علي المغادرة إذا إستدعي الأمر الخطة( ب ).
واشنطن بوست التي إستطاعت ، منفردة ، في قلب الطاولة علي الرئيس الأميركي دونالد وأجبرته علي إعادة النظر في العلاقات السعودية الأميركية جراء مقتل الزميل جمال خاشوقجي، لا تتحرك، عادة، باستعجال قبل أن تستمزج مرئيات إدارة التحرير Editorial Board او هي الهيئة الأعلي التي تعبر عن المؤسسة ورأيها في مجريات الأمور الداخلية والخارجية. الآن وقد خلصت الصحيفة الي ضرورة استقالة عمر البشير فإن على قوي الثورة تلقف هذه البشارة والمضي في طريق الثورة الحالي الي نهاياته بلا تراخِِ أو وهن . فلنذكر أن هذا الموقف الأميركي ، لم يهبط علينا تفضلا أو كرما من الواشنطن بوست وإنما تم انتزاعه إنتزاعا بفضل التضحيات الغالية التي قدمها شعبنا خلال الشهر الفائت . ولكي تكتمل الثورة يجب أن يستمر هذا الزخم البطولي الرائع علي حاله، بل ويجب أن يتصاعد ويتصاعد …
المجد للشهداء والعزة لشعبنا البطل .
تسقط بس .
واشنطن فجر يوم موكب الخلاص 24 يناير 2019