في مثل هذه الظروف المشابهة للحالة الملتهبة بمدن السودان وازقته او بسبب الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات الخ يقرر رؤساء الدول واللذين. يكونوا في رحلات خارج بلدانهم ان يقطعوا جولاتهم وزياراتهم الخارجية وتتسارع خطواتهم للامساك بزمام الامور وحلحلتها قبل ان تنفلت لان أمن واستقرار اوطانهم ورفاهية مواطنيهم لها الاولوية وهي من صميم مسولياتهم الدستورية والاخلاقية ولانها تماثل قمة الجبل الذي يجلسون عليه .
الا ان فخامة الرئيس عمر البشير والوفد المرافق له فضل ان يقوم بزيارة لدولة قطر على ان يجلس بقصره المنيف بالخرطوم ليتداول مع مستشاريه الكثر في كيفية الخروج بالبلاد من هذه الازمة الاقتصادية السياسية وليقوم بجولات داخلية لمناطق الانتاج ووسط رجال الاعمال لحضهم لسكب ذكواتهم وصدقاتهم و لعقد لقاءات ومشاورات مع الكيانات السياسية ومكونات المجتمع المختلفة وبلغة خطاب اكثر شمولية يلامس هموم الجميع مهما كانت انتماءاتهم الحزبية والفئوية>
ان المظاهرات و التي دخلت شهرها الثاني انفجرت لانعدام رغيف الخبز وشح الوقود والدواء والسيولة بالبنوك وانداح وجع وصراخ مر علي شباب نضر اسلموا ارواحهم لبارئها وجرحى نتيجة للقوة و القنابل المسيلة للدموع واستعمال الزخيرة الحية اي كان مستعمليها لان المغدورين من المفترض يكونوا تحت حماية الاجهزة الامنية والشرطية وووو.
نعم انها ازمة ” عارضة ” كما صرح وزير الخارجية ونحسبها متجذرة لانها لم تجد المعالجات الناجحة وتتطور وتكبر وقد رفعت سقفها الى خلخلة كاملة لنظام الحكم الذي يتمترس برؤيته المعدة مسبقا ومبرمجة باعتبار انتخابات ٢٠٢٠ والتي بات الشارع يرفضها عبر شعاراته وهتافاته وهي معضلة سياسية تحتاج لافق واسع متحرر من القيود الحزبية وبالاعتراف بها اولا وليس تحجيمها بالمسكنات والترهيب والاستهزاء كما ان المشكل الاقتصادي نتاج طبيعي لتراكم العلل والتي استعصى علاجها فرغيف الخبر ما كان يفترض ان يعز علي ساكني بلاد عرفت بانها سلة غذاء العالم والسيولة ما كان يمكن ان ” تلحس ” من خزائن البنوك وصرافاته ان كانت الانظمة والقوانين صارمة والكفاءات التي تدير الموسسات المصرفية حاضرة لان حركة الحياة التجارية والاقتصادية وانسيابها هي الثقة المتبادلة بين الناس وان فلوسهم وعرق جبينهم في الحفظ والصون ولا شيء يعيق هذه الانسيابية المتعارف عليها والسارية حتى في افقر بقاع العالم فما بال السودان والذي عرف الكثيرين قدرات ابنائه وامكانياتهم العلمية والعملية ولكنها سياسة التمكين التي اخلت بانظمة الخدمة المدنية وبور الفساد التي نخرت العظم في ظل تمويه وازدراء وسكوت علي صغائر الشرر حتى كاد يشتعل حرائقا
الرئيس الراحل النميري رحمة الله عليه كان في زيارة للولايات الامريكية حينما التهب الشارع بالمظاهرات ووقتها جاء بالاخبار ان مرافقيه نقلوا له واقع الحال فرد عليهم ” يمكنني تفريغها ببوري سيارتي ” ولكن ….
زيارة الريئس البشير لدولة قطر قد تكون مبرمجة مسبقا ولكن واقع الحال كان يحتم تاجيلها لكي لا تكون هي ايضا ضمن ( نفاخ النار ) والذي اشتعل بمواقع التواصل الاجتماعي خاصة ان ما رشح من اخبار لم يتعدي لغة البروتكولات المتعارف عليها ولم تشهد اي لقاءات جانبية للجالية السودانية بالدوحة من باب التنوير في حين طفح علي السطح سحب تراخيص مراسلي ومصور قناة الجزيرة
ان المظاهرات والتي خرجت بسبب الصغوطات المعيشية الحارقة وارتفع سقفها للمطالبة برحيل النظام ما زالت تتحرك وهي مستدعية لرزنامة اجندتها شهداء شباب سقطوا ملطخين بدماء ساخنة لم توجع قلوب اسرهم واهلهم فقط بل الهبت مشاعر الجميع وخطت سطرا جديدا لملف حقوق الانسان بالمنظمات الاممية المتعثرة علاقاتها بالسودان ان السياسية المنغلقة علي راي احادي وفي ظل ما يشبه الشلل التام لخلق وابتكار آليات نافذة لحلحلة القضايا العالقة وتدني لغة مخاطبة المتظاهرين وحراستهم للتعبير عن مكنوناتهم ومطالبهم وفتح منافذ اوسع للتعبير وايصال وجهات النظر واتاحت الفرصة للرأي والرأي الاخر وخلق السوانج والسبل لوسائل الاعلام وتمكينها من المعلومات الصحيحة لنقل الاحداث وفق المهنية والكفاءة والضوابط المتعارف عليها دون تفريط في ظل التنافس الحميم للسوشيل ميديا التي تقدم خدمة تسابق كل ما عداها هو الخيار الاسلم والناجع بدلا من التضييق علي وسائل الاعلام والصحفيين والفضائيات وسحب تراخيص المراسلين الاجانب لهو نافذة لتتسرب الطفيليات وتستحكم الاشاعات لان خنق الاعلام الحر النزيه يفتح الافاق علي مصراعيها للاشاعات الخ
كما ان توفير البيئة الصالحة لتنظيم حلقات حوارية شفافة للمفكرين واساتذة الجامعات والاستماع لكوادر سياسية مختلفة مع توجهات الموتمر الوطني ومتفقة و عشق الوطن ضرورة ( اسمع كلام الببكيك ما البضحكك ) وتبقى حلول المشكلة السودانية في بطنها لا من خارج اسوارها .
عواطف عبداللطيف
اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر