أبدى الثوار في موكب الزحف الأكبر إصراراً وتمسكاً بشعار (تسقط بس)، بل زادوا عليه (تسقط بس دغري عديل كده ما بالدس)، وقد ظل هذا الهتاف هو السائد في مواكب الخرطوم وأم درمان وبحري الهادرة، .
وجاءت انطلاقة المواكب في توقيتها المحدد، وهو تمام الواحدة ظهراً، فانطلقت صيحات الثوار في الخرطوم في بري الادارسة وجبرة والشجرة، وفي بحري كانت شبمات حاضرة ولحقت بها الشعبية والمزاد والحلفايا ولم تغب أم درمان كعادتها ومن داخل الاحياء أطلق الثوار صيحاتهم من العباسية وبانت وابوكدودك والموردة.
وظلت المواكب هادرة بعد لن عمل الشباب على إغلاق الشوارع، وتأمين المظاهرات، لم تفلح قوات الشرطة اقتحام الأحياء المؤمنة، بل كانت في كل مرة تطلق الغاز المسيل للدموع من الشوارع الرئيسة الى داخل الحي لكنها فشلت في فض المظاهرات التي كانت تجوب الشوارع الداخلية، ويلتحق بها المواطنون وتزداد اعدادها.
الصورة تكاد تكون طبق الأصل في كل الأحياء، تحركات وتكتيكات متشابهة مع اختلافات بسيطة بين كل حي وآخر تفرضه تضاريس كل حي .
وكان وجود الشرطة مكثفاً في الشوارع الرئيسة في كافة المناطق، وأماكن التجمعات، فيما خفض جهاز الأمن من قواته، وبدأ ملحوظاً انخفاض عدد العربات البكاسي بدون لوحات، وأعداد الملثمين في بعض المناطق، وجرت اعتقالات عشوائية في أحياء أم درمان وحي المزاد بحري وفي الحلفايا.
وكانت الولايات حاضرة في التظاهرات، التي انطلقت في عدد منها، مع أنها لم تكن مدرجة في جدول تجمع المهنيين السودانيين، فهبت أكثر من 20 قرية بالجزيرة في مظاهرات هادرة تطالب بإسقاط النظام ،ولم تغب مدينة ود مدني عن المشهد، فشهدت مظاهرات كبيرة رغم الحصار الأمني المفروض على إحياء وشوارع وأسواق المدينة.
وتظاهر المئات في السوق الكبير بمدينة بورتسودان حيث نشطت قوات الشرطة في فض المظاهرات، وقامت قوة من المباحث باعتقال الناشطين بعد أن غاب جهاز الأمن من المشهد، هناك بسبب خلافاته الشهيرة مع وحدة سلاح البحرية، وفي الشمالية تظاهر المئات في عبري وكرمة وغيرهما.
وقال مراقبون: “إن الاحتجاجات التي شهدتها قرية حجر العسل بولاية نهر النيل شكلت أكبر ضربة للنظام وجهاز أمنه حيث فرخت القرية في السنين الماضية أعداداً كبيرة من ضباط جهاز الأمن، وهي تعد مسقط رأس كثير من قيادات النظام اشهرهم وزير الخارجية الأسبق علي كرتي”.