لندن – التحرير
كشفت صحيفة ” الحياة” اللندنية اليوم أن الجيش المصري عزز رقابته على “المثلث الحدودي مع ليبيا والسودان عند منطقة جبل العوينات” في أقصى الجنوب الغربي، «لضمان عدم تسلل أي متطرفين إلى الأراضي المصرية عبر تلك المنطقة».
ونسبت الصحيفة الى مسؤول مصري أن تلك المنطقة الجبلية الوعرة ستحظى بإجراءات صارمة من أجل فرض السيطرة على المنطقة الحدودية، وأن أي محاولات ستستهدف الأمن القومي المصري انطلاقاً منها سيتم الرد عليها فوراً.
وقالت إنه ستتم زيادة عدد الطلعات الجوية لتمشيط المنطقة، ومراقبة الحدود بأجهزة متطورة، فضلاً عن زيادة أعداد وعتيد قوات الجيش فيها.
ولفتت ” الحياة” الى أن تلك التحركات تأتي في أعقاب هجوم دام تبنى تنظيم «داعش» مسؤوليته، على حافلة تُقل مسيحيين في صحراء المنيا في جنوب مصر لجهة الغرب، كانوا قاصدين دير «الأنبا صموئيل»، فقتل 29 من رواد الحافلة.
واضافت أنه فيما قصفت القوات الجوية المصرية أهدافاً في مدينة درنة في شرق ليبيا، قال مصدر في الجيش الوطني الليبي، المسيطر على المنطقة الشرقية، لـ “الحياة”إن القصف المصري تم بالتنسيق مع الجيش الليبي، مشيرا الى أن القصف استهدف مقر قيادة «مجلس شورى مجاهدي درنة» في حي «الفتائح»، ما أسفر عن مقتل عدد من قيادات المجلس الذي يضم قيادات من فرع تنظيم «القاعدة» في ليبيا، وبعضا من الموالين لتنظيم «داعش». وقال إنه تأكد أن بين القتلى القيادي في تنظيم «القاعدة» والمسؤول البارز في «مجلس شورى درنة» عبد المنعم سالم، وكُنيته «أبو طلحة» و 4 من مرافقيه.
وأوضح أن القصف المصري استهدف أيضاً معسكر «بشر» التابع لـ «مجلس شورى المجاهدين» عند المدخل الغربي لدرنة، وتم تدمير أسلحة وذخائر فيه. ويُمهد هذا القصف لاجتياح الجيش الليبي مدينة درنة التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة من الداخل.
كما أشار بيان الجيش إلى أن الضربات الجوية «أسفرت عن تدمير كامل للأهداف المخططة شملت مناطق تمركز وتدريب العناصر الإرهابية التي شاركت في التخطيط والتنفيذ لحادث المنيا الإرهابي».
ونسبت ” الحياة” الى مصادر أمنية أن حملات مداهمة وتفتيش واسعة تتم لمختلف المناطق والطرق الجبلية، بحثاً عن منفذي حادث المنيا، مشيرة إلى أن قوات خاصة لمكافحة الإرهاب مدعومة بالطيران نفذت عملية مداهمة للمناطق الجبلية والطرق التي تربط صحراء مصر الحدودية مع ليبيا والسودان.
وأوضحت المصادر أن العناصر الإرهابية تستخدم شبكة من الطرق الجبلية، خلال محاولاتها التسلل إلى مصر، عبر الحدود الليبية والسودانية، مشيرة إلى أنه تتم الاستعانة بأشخاص على دراية بهذه الطرق التي تربط مصر بالصحراء الليبية والسودانية، في تحركاتهم.
وأوضحت الصحيفة أن كنائس مصرية قررت إرجاء بعض الرحلات الكنسية حداداً على ضحايا حادث المنيا، وشرعت الأجهزة الأمنية في محافظات بنى سويف والفيوم والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان، في تنفيذ خطط جديدة تستهدف تكثيف الوجود والمراقبة الأمنية لتحركات الرحلات الكنسية، وتشديد الحراسات في محيط الأديرة القبطية، والطرق المؤدية إليها.