(1)
• هوس (التصوير) وشغف (الاثارة) على مواقع (التواصل الاجتماعي) ، جعل (تصوير) طفل وهو يغرق في احد (برك) المياه الراكدة ، اهم عند (المصور) ،واجل من (انقاذه) من الغرق ، وهو شيء يحظى بالمتابعة والـ (Lake) اكثر من لو ان الطفل تم (انقاذه)!!.
• وهذا ما فعلته (الانقاذ) معنا تماما.
(2)
• عندما كان لحصة (الانشاء) ذلك البريق ، كان يدخل علينا استاذ اللغة العربية بنظارته التى احسبه ورثها ضمن تركة الادب الجاهلي او هي من ماركة (وتلفتت عيني فمذ خفيت عنها الطلول تلفت القلب) لعمر بن ابي ربيعة احد شعراء العصر الاموي ، ليحدثنا استاذنا بها عن الحرية والشفافية والأدب . كان احد الطلاب يغور في (نوم) عميق ، وكنا عندما نهم بإيقاظه ، تحرجا منه ،يثبّتنا استاذ اللغة العربية وهو قائلا لنا : (اتركوه ينوم ، فهذا الطالب اذا جاءت سلطة استبدادية وحكومة جائرة يمكن ان يكون الاعلامي الاول في البلاد).
• كنا لا نأخذ كلامه مأخذ الجد ، لم نكن ندرك ذلك حينها ، حتى وجدنا ان نظرية الرجل تثبت الآن بغلظة اكبر مما كان ينوه له استاذ اللغة العربية.
• كان يمكننا ان نقبل الرأي الاخر ، وكان لنا ان نتقبل ذلك من الطاهر حسن التوم ، لو ان الاخير هذا احترم الرأي الذي اختلف معه وتعامل بمهنية وأمانة مع نسيجه الاجتماعي والشعبي الذي يفرض على الجميع احترامه وتقديره.
• هذا ليس اقصاء للطاهر حسن التوم الذي ظل يكرّس لذلك طوال سنواته في الاعلام وهو يقصي اصحاب الرأي الاخر.
• بضاعتكم ردت اليكم …ضعوا نفسكم في موقع ظللتم تضعون الاخرين فيه.
(3)
• في المناسبات السودانية ، او في (البكيات) تحديدا ، لأن الموضع هنا موضع (بكاء) ، هنالك شخص دائما وابدا يتصدّر الجموع في العزاء ويتحدث في كل الاشياء ، السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية ، يفعل ذلك بدون علم او دراية حيث لا يعلم في ذلك بوعه من كوعه.
• ذلك الشخص تجده دائما الاعلي صوتا والأكثر (قهقهة) ، حتى وهو في مناسبة عزاء حزينة ، اذ لا يخلو حديثه في تلك المناسبة الحزينة من النكات والطرائف غير مبال بالحالة العامة ، ولا مكترث بنفسية صاحب الفقد والعزاء.
• يذكرني هذا الشخص بوضوح تام بالطاهر حسن التوم ، الذي يتحدث عن الاحداث الآن بتلك الطريقة الفكاهية وهو يتكلم عن (شهداء) ، وازمات اعترفت بها الحكومة نفسها وأقرت بتراجع الاوضاع الاقتصادية وبتأثيرها السلبي الكبير على الناس في السودان.
(4)
• حاولت كثيرا ان اتجنب الحديث في هذه الايام عن الطاهر حسن التوم ، تجنبا عن (الصيد في الماء العكر) ، ولأني اعرف ان الاجواء العامة في هذه الايام ضد الطاهر حسن التوم ، واعلم اضطرابات الرجل واهتزازاته والأوضاع الاخيرة تكشفه ، وتقدمه للناس بوجهه الحقيقي بعد ان كان الرجل يعيش قي الطور الاول للنضال ، ايام كان مع نظامه يدعي الحوار والشفافية والمهنية.
• لا نحب توجيه سهام النقد لشخص في موضع ضعف ، اتفق الناس كلهم على الرثاء والشفقة عليه.
• السلطة دائما تريد من ابنائها ان يدافعوا عنها في مثل هذه الظروف، كما ان (سداد الفواتير) يستجوب ذلك من اعلامي النظام ، الى جانب ان الطاهر حسن التوم يتقرب (زلفى) بدفاعاته عن النظام بحثا عن المزيد من المكاسب ،وان كان ذلك سببا في ان يصبح الطاهر حسن التوم (كرت محروق) بعد ان اصبح يقابل بكل ذلك الرفض والسخط من الشعب.
• ما كنت انوى الكتابة عن الطاهر في هذا التوقيت فهو من الذين يبحثون عن ان يصرفوا الناس عن الازمات الحقيقية عملا لطعن (الظل) بدلا من (الفيل) ، غير اني لم احتمل صبرا بالظلم الذي اصبح يقع من الطاهر حسن التوم على الكثير من الزملاء في قناة سودانية 24 ، وقد كان اخرهم هو حاتم التاج مقدم برنامج (حال الرياضة) والذي اوقف بسبب تعزيته للشعب السوداني في شهداء ثورة 19 ديسمبر في (حال الرياضة) بعد ان انصرف الطاهر في (حال البلد) للحديث عن عثمان ذو النون وجمال عبدالرحمن ودار المؤتمر الوطني في عطبرة متجاهلا سقوط اكثر من 50 شهيدا في الاحداث الاخيرة من خيرة ابناء هذا الشعب ومن اكرمهم خصالا.
• الطاهر يحسبها بالسيخ والاسمنت والطوب لذلك يبكي على (دار) المؤتمر الوطني في عطبرة وربك والقضارف وينكر استشهاد (50) شهيدا في الاحداث الاخيرة.
• تعديّات الطاهر حسن التوم لم تبدأ من ايقاف الزميل يوسف الجلال الذي نهض برنامج (حال البلد) على اكتافه وإنما بدأت منذ طور نضاله (اليرقي) في قناة النيل الازرق وهو يغدر بحسن فضل المولي ثم الشفيع عبدالعزيز مرورا بـ (لؤي بابكر صديق) ، وحتى ماهر ابو جوخ ونبوية سر الختم ومحمد عثمان الذي كان انقلاب الطاهر عليه بسبب نجوميته التى تهدد نجومية الطاهر حسن التوم وهو لا يريد ان يشاركه عليه احد في سودانية 24 ، وقد ظهر ذلك في تقليص مساحة ضياء الدين بلال وفي تحديد دوره في القناة بعد ان شعر الطاهر ان جرأة ضياء الدين بلال وقدراته الصحفية والمهنية يمكن ان تشكل خطرا عليه.
• لا نريد من الطاهر حسن التوم ان يكون (بطلا) ، فهذه امكانيات لا يملكها الطاهر ولا يقدر عليها ، كما اننا نعرف قبضة المصالح وقدرة النظام على تتطويعه وجعله يمشي في العجين دون ان يلخبطه.
• لا نطلب من الطاهر حسن التوم فوق طاقته ، ولكننا نطالبه بالقليل من المنطق والحياء والمهنية والانصاف ، فليس من المعقول شئيا ان يوقف يوسف الجلال من برنامج (مانشيتت سودانية) لاختيار يوسف الجلال مواضيعا لا تروق للطاهر حسن التوم لأنه تتماشى مع الشارع والثورة ، ولا يمكن ان نقبل ايقاف حاتم التاج بسبب تعاطفه مع المحتجين والشهداء في مقدمة برنامجه (حال الرياضة).
(5)
• عندما كنا نكتب عن الطاهر حسن التوم وننتقده قبل ان ينكشف امره للناس كان يحسب ذلك منّا ترصدا وكان يصنف نقدنا له من باب الحقد ، حتى جاء الوقت الذي انكشف فيه الطاهر حسن التوم وظهر فيه للناس فقد كان (حال البلد) هو (حال الطاهر حسن التوم) نفسه وهو يقدم علي عثمان محمد طه اكثر من مرة ضيفا على البرنامج وعندما تحدث علي عثمان محمد طه عن (كتائب الظل) واغضب الامة السودانية كله بما في ذلك بعض قيادات النظام خرج الطاهر حسن التوم يدافع عن علي عثمان محمد طه ويبرر له، وهو المعني بتوضيح كل مواقف الحكومة (النبيلة) في نظره، وكل الالتباسات التى غابت عن المعارضة ليسخر منها ، في الوقت الذي ترك فيه كل الاكاذيب من الجانب الاخر تمر دون تعقيب او توضيح.
• وعندما تعرضت قناة سودانية 24 لهجمة شرسة من المتشددين بعد المسوؤلية التى كانت على القناة عن انتاجها لحلقة لقناة المانية استضافت الناشطة وئام شوقي ، وقف الشعب السوداني الذي يهاجمه الطاهر حسن التوم الآن مع القناة مناصرا لها ومساندا ،حيث خرج علينا الاخير وهو في ثوب البطولة يتحدث عن الحريات وعن تكميم الافواه وعن تحذير السفارة الامريكية لرعاياها عن ما يمكن ان يلحق بهم محيط قناة سودانية 24.
• وقتها كتبنا ان الطاهر يستثمر في تلك الاحداث ويتجمّل ، فليس من المعقول لمن يكمم الافواه والعيون ويقطع الارزاق ان يتحدث عن الحريات وان يدعي بطولات هو ليس قدرها ، فكم الذين ابعدهم الطاهر حسن التوم وقطع رزقهم من القناة بداية من المذيع محمد فتحي الذي فصله الطاهر بسبب (قجته) ومحمد عثمان الذي خشى الطاهر حسن التوم من نجوميته غير الكم الهائل من المعدين والمنتجين والمخرجين المبعدين عن القناة.
• الطاهر بهذه الدكتاتورية والقمع يتحدث عن (الحريات) وهو يرفض مقدمة برنامج تحدث صاحبها عن الشهداء وقدم التعزية فيهم.
• الطاهر حسن التوم دكتاتوريته بلغت ان يختار (الضيوف) لكل برامج قناة سودانية 24 ، بما في ذلك برامجها الرياضية والفنية قبل البرامج السياسية ، بل ان الطاهر حسن التوم يتدخل حتى في اختيار ضيوف برنامج (نكهة خاصة) المعنى بالطبائخ والاطباق ، ولا استبعد ان يكون تدخل الطاهر حتى على طريقة طبخ (الاطباق) التى يقدمها الشيف محمد ابو العنين وفي كمية (الملح) ،ونوع (الشمار) ،وقدر (الفلفل) الذي يوضع على الطعام فربما كان الطاهر حسن التوم يخشى في حالة زيادته ان يحرجه ذلك مع (النظام) اذا زادت سخونته.
(6)
• كثيرا ما وقف الطاهر حسن التوم ولوح بختم الثوّار في برنامجه (حال البلد) وهو يسأل : (انتوا منو؟) ..و(ديل ذاتهم منو ديل؟)…وهي نفس الصيغة التى كان يسأل بها القذافي في اخر ايامه عندما كان يقف في قمة عزبته ويوجه سؤاله للثوّار : (من انتم؟)…وهي نفس تساؤل النظام وجهاز الامن والمخابرات الآن عن (المهنيين) الذين لا يعرف لهم قيادة ولا اسماء.
• لم يبق للطاهر غير ان يقول على طريقة القذافي: (دقت ساعة العمل دقت ساعة الزحف للامام للامام ثورة ثورة).
• جهاز الأمن والمخابرات في السودان خصص طاقم حراسة مسلح للمدير العام لقناة سودانية 24 الطاهر حسن التوم..جهاز الامن والمخابرات في هذه الايام يحمي مقار المؤتمر الوطني في الولايات وعلي عثمان محمد طه والفاتح عزالدين و الطاهر حسن التوم – هذا افضل تلخيص لـ (حال البلد).
• معظم الاعلاميين تواجههم صعاب ومتاعب ومشاق وملاحقات من ذلك الجهاز الذي يوفر في الوقت نفسه حماية للطاهر حسن التوم.
• الاعلامي اذا اصبح يحتاج لحماية من الشعب في وطنه ، عليه ان يعود لكتابي الاول ليبدأ من اول وجديد.
(7)
• عزيزي جمال عبد الرحمن /
• نعلم بمواقفك النبيلة الكثيرة ، وهمتك الوطنية الكبيرة ، ونشهد لك باشياء لمسناها عنك في اوقات الشدة والضيق ،عندما اختلطت علينا الامور، ونعلم ان هناك فواتير يجب ان يدفعها الجميع جماعة (تسقط بس) قبل جماعة (تقعد بس) ، فلا تبتئس ،ولا تحزن ، وثق ان الشعب السوداني ، قادر ان يفرق بين الطيب والخبيث وهو يعرف جيدا ان يقدر المواقف ، وقادر كذلك على فلترة الدواخل ومعرفة النوايا ولو بعد حين.
• عد الى مسارك الفني ، ونشاطك الميمون، واعلم ان ما يحدث لك الآن شيء طبيعي ونحن في مرحلة تحول وانتقال وثورة ، فالخلايا النشطة في مثل هذا التوقيت ، عرضة لكل ذلك الحراك!!.
• (تسقط بس) لم تأت من اجل ان (تقعد انت) في البيت، وتعتزل الفن.
• شكرا لهيثم مصطفى كابتن المنتخب (الوطني) الابرز في تاريخه الطويل.
• وشكرا للتجاني خضر مذيع قناة سودانية 24 – ان لم يتم فصله او ايقافه حتى الآن.
• وشكرا لشباب الثورة تحت 20 سنة ..الذين يعلمونا في كل يوم درس جديد.
• وشكرا لكل الذين يشاركون في حراك الثورة من الرجال والنساء بخروجهم للشارع.