خرجت الآلاف من جماهير الشعب السوداني في تظاهرة ضخمة وسط الخرطوم اليوم الخميس (7فبراير2019م) تلبية لدعوة تجمع المهنيين السودانيين الذي حدد موكباً أطلق عليه “موكب ضحايا المعتقلات والتعذيب” بكل من صينية القندول واستاد الخرطوم للانطلاق نحو القصر الجمهوري .
وردد المتظاهرون هتافات الثورة التي ارتفعت بالسوق العربي بالخرطوم “حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب”، و”الليلة تسقط بس رص العساكر رص”، وأطلقت السلطات الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، واعتقلت أعداداً كبيرة منهم، فضلاً عن اعتقال الصحفية رشان أوشي .
ومثّل الموكب الذي انطلق بالخرطوم اليوم عودة حقيقة لمواكب وسط العاصمة بعد انقطاع دام أسابيع كانت خلالها استراتيجة تجمع المهنيين تقوم على تحويل الاحتجاجات إلى أحياء الخرطوم التي غلت بتظاهرات هادرة خلال الاسابيع الماضية .
ويعدّ موكب اليوم من أكبر المواكب التي انطلقت بمنطة وسطة العاصمة بالسوق العربي والاستاد، التي بدت كمنطقة مكتظة بجموع الثوار الذين استطاعوا كسر الطوق الأمني برغم جحافل القوات الأمنية التي احتلت كل الطرقات، ومع ذلك سار الثوار في موكب ضخم من شارع الحرية والتحم مع موكب آخر قادم من الاستاد، إضافة إلى ظهور موكب ثالث قادم من اتجاه شارع المطابع، قبل أن تتصدى له الاجهزة الأمنية و الشرطية.
وفي أثناء التظاهرة وعقب تفريق المحتجين بدأت سلسلة من الاعتقالات وشوهدت سيارة الأمن من البكاسي وعربات الدفع الرباعي المحملة بعساكر الإمن تمشط كل شوارع الخرطوم جيئة وذهاباً، فضلاً عن وقوفها لفترات في نقاط معينة بالشوارع، ومن ثم الانتقال إلى نقاط أخرى ومراقبة المارة والجالسين، وتفريق أماكن التجمعات بالقرب من المحلات التجارية وبائعات الشاي وكذلك الكافتيريات.
وكانت صينية القندول قد شهدت حشوداً أمنية كثيفة منذ صبيحة اليوم، إلى جانب منطقة الاستاد، وكثير من الارتكازات الأمنية بعدد من شوارع بالخرطوم، منها شارع السيد عبد الرحمن وشوارع خرى، وبالقرب من مستشفى الخرطوم، توزعت سيارت الأمن، ومشطت الشوارع المحيطة بالمستشفى حتى منطقة الخرطوم شرق.