كم هي مستفزة هذه المشاهد المتكررة التي وثقت لها الفيديوهات المنتشرة للتظاهرات التي عمت البلاد حيث نرى رجال (المنظومة الأمنية) من مختلف القوات المتباينة وهم يتربصون بالمتظاهرين وينهالون عليهم (في غبينة وتشفي) ضربا ولكما ورفسا وجرا وشتما وقذفاً في البكاسي والتاتشرات (لا بعرفو ليك بت وللا ولد) ، هذا المشهد المقزز اصبح متداولاً ومألوفا (للأسف) رغم أن الشعارات التي يرفعها المتظاهرون تطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، فهذه (الأجهزة) التي تعمل على قمع المتظاهرين السلميين تؤكد كل يوم إمتهانها لكرامة الإنسان السوداني وإهدارها لحقوقه الأساسية في التعبير والإحتجاج .
ما يستفزني اكثر هو وجود رجال ملثمين جنبا الى جنب مع رجال الشرطة، او يعتلون البنايات يحملون المسدسات والبنادق والرشاشات يصوبونها الى المتظاهرين العزل مهددين ثم هم لا يتوانون عن اطلاق الرصاص الحي عليهم وقتلهم، وقد وثقت (الفديوهات) المتداولة للكثير من هذه الحالات !
ياتو (حكومة) في العالم تسمح لأشخاص ملثمين غير معروفي الهوية بضرب وقتل مواطنيها؟ ودعونا نتساءل : ترى من هم هؤلاء القتلة الملثمون؟ هل هم رجال أمن بلباس مدني؟ أم هل هم بلطجية استأجرتهم (الحكومة) للقيام بمهام محددة مقابل اجر متفق عليه؟ هل هم (كتائب الظل) التي صرح بها (علي عثمان) ؟ وهنا لابد أن نبدي (إستغراشنا) العميق لوقوف الشرطة وهي تشاهد كل ذلك مراقبة ومباركة لهذه المهمة المقدسة والتي تنفذ بعربات ليست عليها لوحات في مخالفة صريحة للقانون !
أحد المشاهد التي تقشعر لها الأبدان رأيتها بالأمس وهو (فيديو) لفتاة من المتظاهرين إنفرد بها هؤلاء المرتزقة فأخذو ينهالوا عليها (حوالى 7 رجال أشداء) ضربا بالايدي والخراطيش والارجل والهراوات، وهي تصرخ من فرط الألم !! (شوفتو الرجالة) .. وحتى يتم تأمين المكان حتى لا يصل المتظاهرون لإنقاذ تلك الفتاة المسكينة أخذ أحدهم يتقدم (في وضع قتالي) حاملاً رشاشة نحو المتظاهرين مطلقاً وابلا من الذخيرة الحية لإرجاعهم !!
ثم يخرج علينا (المسؤولون) قائلين في تصريحاتهم بان الشرطة وقوات الامن لم ولن توجه سلاحها ابدا لأي مواطن وأن (البت فتحت شنطتا) واخرجت البندقيه إلى ما غير ذلك من الهرطقات التي لا يصدقها (الأطفال) !
ولأن معظم حالات القتل تمت وتتم على أيدي هؤلاء (الملثمون) الذين يمتطون عربات بدون لوحات لإخفاء أنفسهم وهم ينفذون هذه الجرائم القذرة في حق شعب أعزل فسوف يصعب اثبات تورط أي جهة أمنية بالقتل، وستدون القضايا ضد مجهول (ملثم) وفي رأئي أن القضية التي يجب تدوينها يجب أن تكون في مواجهة السيد وزير الداخلية (الغائب تماما من مسرح الأحداث) اذ كيف يسمح لمدنيين، ملثمين او غير ملثمين بعربات دون لوحات ان يكونوا الى جانب قوات الشرطة والامن في التصدي للمواطنين الذين يمارسون حقهم الطبيعي في التعبير عن الرأي فقوات الشرطة من أوجب واجباتها أن تقوم بإعتقال هؤلاء البلطجية (المرتزقة) المارقين على القانون لا القبض على المتظاهرين السلميين .
إفي بلاد (الكفار) تستطيع مقاضاة رجل الامن اذا اساء اليك لانك تعرفه بالاسم ورقمه الوظيفي (المدبس) على بدلته العسكرية بشكل واضح، اما (عندنا) فإن الفرد الذي يعتدي عليك بالضرب (ملثم) والعربة التي يضعونك عليها (بدون لوحات) والمكان الذي يأخذونك إليه (غير معلوم) فتتلقى هنالك شتى أنواع التعذيب ثم إذا تم إغتيالك بواسطة (خازوق) يتم تأليف مسرحية ساذجة يرويها الوالي (جماع) ومدير شرطته (اللواء تسمم) ياسين ومدير امنه يقنعون بها الرأي العام تقول أنك قد توفاك الله أثر تناولك (فول بالجبنة) !!
كسرة :
جماعة (التسمم الغذائي) ديل هسه (موقفهم شنو) بعد أنكشاف المستور؟
كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو شنووو؟ 105 واو – (ليها ثمانية سنين وتسعة شهور)؟ .. فليستعد اللصوص !