والله من أكتوبر داك ليومنا ماسكاني خَرمة لقنبلة مسيلة للدموع
(مشهد من مسرحيتي الوثائقية عن موكب القصر والنصر في 28 أكتوبر 1964 الذي شهد أكبر مقتلة لشهداء ثورة أكتوبر أمام القصر لجمهوري. وكان عنوان الوثائقية “قائمة بأسماء الشهداء بعد إزالة كلمة “للحفظ” التي كتبها موظف محال للمعاش تحت المادة 32 ب” واختصرناه في “القصر والنصر”. والمشهد على لسان شاهد على المذبحة يحكي عنها لغيره. وقد جري تمثيلها في ذكراها الخامسة في نفس اليوم ونفس المكان مساء 28 أكتوبر 1969. وأخرجها صلاح قولة، المصري، وقام بالتمثيل فيها شباب أبادماك ومجموعات من طلاب المدراس).
الراوي: ويا مؤمن يا مصدق ما مليت خشمي بهتاف واحد إلا الرصاص مطر . . تتك ككك (يكررها) دا برين دا . . داك مكسيم دا . . دا مدفع مضاد للطائرات دا . . والخلق دي تقول يا الله . . بب . . بب . . بب. الواقع وقع بب . . دا ورا بب . . دا من هني بب . . دا من هناك بب . . دا بيجاي بب . . دا ورا بب . . دا قدام . . والخلق جضت.
دا كلامك؟ أجري وين؟ والوقعو ديل يعني الرصاص عانيهم والا مركب نضارة عشان يضربهم. والله ما قلت بعيش واحكيكم. أعاين القى تلميذ دمو يخر خر خر خر خر وماسك بطنو. يا الله بجيك وبتسعلني. يا الله بجيك وبتسعلني. والله ماسك بطنو ويقول فدا القرشي، فدا القرشي. اتلفت جاي وأغرق أيد تحت راسو وإيد تحت كرعينو واشيلو وأقول يا مهون. الرصاص؟ هو الأيام ديك صوت الرصاص بقي زي بوري العربية واحد. تك توت تك توت تك. ديك أيام يا زول. والله الواحد أسع خرمان لدخان قنبلة مسيلة للدموع.
بقيت لينا المسافة بين وزارة التجارة والحديقة دي الهسع سميت على الشهداء دي. الحديقة المعلومة اللت الشهداء دي. اسمعلك الدبابة بوراي حديد ياكل في حديد. حديد ماشي في حديد. دُهم زي عقاب الليل . مارقة علينا وككك وككك وككك. يا زول بلا مدسة خفته. الخوف دخل تمرة قلبي جوه. الكلام النصيحة. عاد بكضب عليك. دبابة واقفة فوق راسك زي الهمبول . حديد يا كل حديد. حديد ماشي في حديد. يا زول أقيف أقيف والا نطلق النار. اتلفت. زولي من سمع أقيف أقيف يتفلفص وينتر ويعاين للدبابة عديل ويقول فدا القرشي فدا القرشي. آ آ يا أخوانا في أعز من الشوف. إن شاء الله أعدم نظري. أنا أخوك. الولد ما كلو الرصاص وانت تتلفت زي الطيرة. الزارعنا غير الله اليجي يقلعنا. ويا مؤمن يا مصدق وما كنت قائل نفسي بعيش لهسع وأقابلكم وأحكيلكم، اقبض الولد قوي وفَن وفَن وفَن أمشي. والله باضاني دي اسمع الضابط يقول للعساكر دورو الدبابة. الأمة هلكت. الخلق انقرضت. وانا ماشي فن فن فن فن فن فن فن. ديك أيام يا زول. وآحلالي. الناس يقولو إن كان الموت ما شفناه المقابر شقيناها. والله الموت في أكتوبر شفناه عينك عينك. وإن كان أكتوبر استمر أكتر من كدي يمكن شلناه شنط وحمنا في المظاهرة. والله من أكتوبر داك ليومنا دا ماسكاني خرمة لقنبلة مسيلة للدموع.
