الشيخ إدريس – اسمه إدريس بن علي المرضي (الرَضي) والذي يتصل نسبه إلى عبد الله بِن العباس عم النبي صلى اللهعلَيِهه وسلم. ولد بجزيرة صاي حوالى 1120هـ (1708م)، وتذكر الروايات الوطنية (النسابة عثمان إبراهيم محمد شريف)، أنه ولد في أرض الحجر ونزح منها واستقر في بلدة كويكى. ذهب للحج وأخذ الطريقة الميرغنية عن السيد محمد عثمان الختم ونشر الطريقة الميرغنية بين كرمة واسوان. وشيد جامعه وقبته الشهيرة بكويكى. تزوج السيد/الحسن الميرغني (سيدي الحسن أبو جلابية) السيدة رقية بنت ادريس وهي شقيقة محجوب وميرغني.
تزوج الشيخ إدريس بأربع نساء من عبري وكويكى وصاي وصواردة، وذريته منتشرة في كل هذه الجهات (سيد مسل).
عند وفاة الشيخ إدريس خلفه إبنه الكبير ميرغني شيخ إدريس ومن بعده جاء الشيخ محجوب شيخ إدريس الذي عينته الإدارة التركية حاكما على السكوت والمحس.
بعد ان استقر به المقام بكويكى (حلة جامع) ، قام الشيخ إدريس ببناء دار لزوجتة الأولى السيدة/زينة (وهي الدار التي كان يقيم بها الشيخ سيد أحمد محجوب). وبعد ذلك قام ببناء الجامع. كان الجامع مكتملا وتقام فيه الصلوات والشعائر الدينية عندما شرع في بناء القبة بالطوب الأخضر. ولا يعرف من الذي قام بالبناء ولكن يروى أنه اختفى بعد البناء (رواية الشيخ يس عثمان وعلي محمد عبد الله). وقد تم بناء القبة عام 1252هجرية (1836 ميلادية). وفي عام 1353 هجري تمت صيانة القبة لأول مرة (سيد مسل) وتم تركيب الأبواب والشبابيك وطلاء القبة بالجير الأبيض وجددت كسوة الضريح بواسطة حفيده الشيخ/سيد أحمد محجوب.
وتعتبر القبة تحفة عمرانية فريدة بمقاس ذلك الزمان. ويروى أن أحد المفتشين الإنجليز زار القبة في زمن شيخ إدريس محجوب وأبدى إعجابه الشديد بها وذكر أنه رأى هذا الطراز من البناء في العراق. وهذا ما يؤكد ما ذكره الأخ عزام حسن فرح، وهو من أحفاد الشيخ إدريس، من أن وفدا عِراقيا جامِعيا التقى السيد /شيخ إدريس ميرغني مبارك قبل سنوات عديدة وكان حينها يعمل باشكاتِب جامِعة الخرطوم وأكد له الوفد (بعد أن شاهدوا صورة القُبة) بأن لديهم بالعراق قبة (ضريح) طِبق الأصل من ضريح شيخ إدريس علي الرضى.
قبل الانتهاء من بناء القبة علم الشيخ إدريس بمقدم السيد الحسن الميرغني (سيدي الحسن أبو جلابية) فشرع في بناء سراية سيدي الحسن والملحقات من منافع ومكان الوضوء لاستضافته. وأقام مظلة بثمانية عمدان أمام مقر إقامته للحضرة. كما بنى منزلا لإقامة الشيخ عليش خليفة سيدي الحسن. وقد مكث سيدي الحسن نحو ستة شهور مع الشيخ إدريس. ويقال إنه عقد على السيدة/رقية بنت الخليفة شيخ إدريس وسافر على أن يعود ولكنه لم يعد. وسيدي الحسن الشهير بأبو جلابية النور وأيضا برجل كسلا هو السيد/محمد الحسن بن السيد/محمد عثمان الميرغني الختم. أما جد محمد عثمان الميرغني الختم فهو عبد الله الميرغني المعروف بـ (المحجوب) مؤسس الطريقة الميرغنية بمكة عام 1752م/1166هـ .
ويذكر أن الشيخ إدريس قام ببناء جوامع عديدة في عبري ساب وعبري كونج واسمكول بجهة فريق المحس (كان إمامه في فترة سابقة الشيخ/خيري يوسف)، ويوجد في اسمكول سيدي إبراهيم حفيد الشيخ إدريس وهو ابن بنت الشيخ محجوب شيخ إدريس. كما أضاف الشيخ إدريس مصلى الجمعة (جمان مسيد) بجامع موركى العتيق في عهد الخليفة عبد الرحمن كاشف صاحب وإمام جامع موركى العتيق وهو من خلفاء الميرغنية أيضا.
أول من دفن بالقبة هو الشيخ/مبارك بن علي المرضي الأخ الوحيد للشيخ إدريس والذي توفي في حياة الشيخ إدريس ولما يبلغ الأربعين من عمره. وتذهب بعض الروايات إلى أن الشيخ إدريس بنى القبة ذكرى لشقيقه الشيخ مبارك. بعد ذلك دفنت السيدة/عائشة شقيقة الشيخ إدريس (والدة أمين الصادق وعبد الله والبشير) في غيابه والتي توفيت أيضا في حياة الشيخ إدريس. ثم لحق بهما الشيخ إدريس ودفن معهما بالقبة. وبعد ذلك دفن بالقبة أبناء الشيخ إدريس منهم السيد/عثمان شيخ إدريس، والسيد/علي الكرار وآخرين منهم السيدة/زينب والدة السيد/سيد أحمد محجوب حتى امتلأت القبة. بعد ذلك بدأ الدفن في الجبانة الشرقية حيث دفن السيد/أمين الصادق ابن السيدة/عائشة شقيقة الشيخ محجوب والذي كان أمين سره ووكيله. وهو جد ناس شيخ علي.
المصادر:
• رواية السيدين ياسين عثمان حجي وعلى محمد عبد الله المقيم بواوا وهما من أحفاد الخليفة شيخ إدريس في شريط مسجل بواسطة الأستاذ سيد محمد عبد الله (سيد مسل) عام 1972م ومحفوظ بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة الخرطوم. • كتاب “فقرا في قباب وضرائح المحس والسكوت” للباحث النوبي الأستاذ سيد محمد عبد الله (سيد مسل). • بروفيسور عون الشريف في موسوعة القبائل والأنساب في السودان. • مسودة شجرة عائلة الشيخ إدريس من إعداد كاتب المقال.
أرجو من الجميع مراجعة ما جاء أعلاه (ولا سيما التواريخ الواردة) وإفادتنا بأي تصويب أو تعديل أو إضافة حتى يكون توثيقنا دقيقا بقدر الإمكان.