أوضح الصحافي والمحلل السياسي فيصل محمد صالح في لقاء بثته قناة سكاي نيوز أن الحوار الوطني الذي وجهت له أموال طويل لم يفض إلى أي شيء؛ لأنه لم تتوفر الإرادة السياسية الحقيقية.
وقال فيصل: “إن المجسات وقرون الاستشعار مطلة تماماً عند السيد الرئيس والطاقم المحيط به، وقيادة الحكومة متعطلة تماماً. عاجزون عن قراءة ما يريده الشارع، عاجزون عن هذا الحراك”، واصفاً خطاب الرئيس بالتعالي، وقال إنه تعالى على الشارع ومطالبه، وعلى هذا الحراك الذي عمّ كل البلاد.
وأشار المحلل السياسي فيصل محمد صالح إلى أن الرئيس استخدم لغة قديمة جداً كالاستغلال السياسي، مؤكداً أن هذا دور الحركة السياسية، “فالدور الطبيعي للأحزاب السياسية أن تستعين بالشارع وأن تتبنى مطالبه، وإذا لم تفعل ذلك لا تكون أحزاب سياسية، ولا تصبح أحزاباً وطنية”، وأكد أن هذه اللغة المتعالية جداً ستوحد المعارضة.
وأعرب فيصل عن أسفه “لأنه ربما كانت هناك بارقة أمل، وهذا الخطاب قضى على هذه البارقة”، وأضاف أن الناس كانوا يتوقعون حلاً سياسياً للمشكلة، و”الواضح أنه يمضي في تشديد الإجراءات الأمنية، لأن إعلان حالة الطوارىء يعني تعطيل مواد دستورية كثيرة جداً، وإطلاق أيدي الأجهزة الأمنية، وق دتتدخل القوات المسلحة في حالة الطوارىء فبساطة هو يقول إنه سيزيد من المواجهة الأمنية مع المتظاهرين في الشارع، فهذه ما قدمه في خطابه، فهو لم يقدم حلاً سياسياً. مسألة تشكيل الحكومات لا تزال في يده. وهذه الحكومة لم يمض عليها أكثر من عام، ويجري عليها تعديلين. ومسألة تعديل الحكومات باستمرار، وأن يتولى هو تشكيل الحكومة الجديدة هذا أيضاً من الإشكاليات، فهو الذي شكل كل الحكومات، وهو مصدر السلطة، والجزب ضعيف جداً ومغيب، وكل الأجهزة والمؤسسات الأخرى ضعيفة، فكل السلطات في يده، وهو من يتحمل الفشل، وإذا كانت هناك اعتراضات على السلطة فهي تشمله هو أيضاً”.
وأوضح فيصل أن آخر فرصة كانت متاخة لقبول بقائه في السلطة لفترة من الوقت تحت إدارة انتقالية نتفق عليها تمت إضاعتها، والمواجهة ستكون بين الشارع وخص السيد الرئيس”.
وأضاف أن الرئيس حذر من الخيارات الصفرية، بينما هو الذي يقود إلى تلك الخيارات، موضحاً أنه كانت أمامه فرصة ليقود التغيير أكثر من مرة، إلا أنه ركلها.
وقال فيصل: “لم يعد لديّ أنه يقدم مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن، وهو يعتقد أنه أهم من الوطن، وأن بقاءة في السلطة أهم من أي شيء آخر، ويعرض بذلك الوطن لمصير مجهول. والشارع يخرج يسلم ويتلقى العنف اعتقالات وقمعاً ، ولا يريد الانزلاق إلى العنف وتعريض البلاد لحالة من العنف”.
وألقي المحلل السياسي بالمسؤولي على دول الإقليم والمجتمع الدولي لممارسة ضغوط أكثر قوة، لأن مجرد النصح لم يجد فتيلاً. والشارع السوداني خرج معتمداً على نفسه، ولكن على دول الإقليم والمجتمع مسؤولية ممارسة دور لضمان الانتقال السلمي للسلطة.
وأوضح فيصل أن التسريبات من اجتماع رئيس جهاز الأمن والمخابرات بالصحافيين أشارت إلى وقف التعديلات الدستورية، وأن الرئيس البشير لن يترشح في 2020، وقد تم التراجع عن ذلك، وقيل إنه سيحل البرلمان والمجالس التشريعية، ولم يحدث هذا الشيء.
ورجح فصل أن يكون هناك عدم قدرة على فهم مطالب الشارع كما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن، مشيراً إلى أن قيادتي مصر وتونس كانتا أكثر حصافة، ونفي فيصل أن تمضي الأحداث هكذا في السودان لمدة، وعبر عن توقعه عن انجلاء الأمر في القريب، لأن الدولة أجهزتها الأمنية منهكة جداً، وأن مواردها صرفت على الأجهزة الأمنية لمواجهة الاحتجاجات، وأن الدولة ليست لها موارد، وليست هناك مساعدات، واشار إلى أ ن الرئيس طاف على دول الإقليم، وقدتعبت من تقديم المساعدات والمنح طوال 30 عاماً م غير أن ترى أي تقدم على الأرض، لأن الفساد مستشر، وإذا جاءت أموال من غير المعروف أين ستذهب. ود تذهب إلى مصارف سرية كما حدث لأموال البترول وأموال جاءت من دول كثيرة جداً.
وقال فيصل: “إن الوضع الاقتصادي سيسوء تحديداً، ولا يمكن الاستمرار في هذه الحالة شهراً أو شهرين آخرين، والعملة الوطنية تدهورت بشدةخلال اليومين الماضيين أمام العملات الأجنبية مما أدى إلى ارتفاع السلع،وهذه الحالة لم يعد الناس قادرين على احتمالها بجانب المطالب السياسية المعروفة”، وأكد أن الوضع الاقتصادي لن يحل ما لم تحل المسألة السياسية وتغيير السلطة.
وختم فيصل حواره مع سكاي نيوز أن المسكنات التي قدمها خطاب الرئيس لن تقنع أحداً، وخيبت الآمال، حتى آمال أولئك القريبين من السلطة، حتى الإعلاميين الذين كانوا متفائلين بتسريبات اجتماع رئيس جهاز الأمن، وسيتعجبون جداً عن التراجع الذي حدث.