• هل يُعقل، وفي قلب عاصمةِ دولة عربية أفريقية هي من أوائل الدول التي نالت إستقلالها، وكانت تُعتبرُ نموذجاً، وقدوةً لكل الدول الأفريقية المحيطة بها..
عاصمة دولة عظيمة، لها تاريخ ضارب في العراقة، وحاضرٌ يُشكِّلُ أهلُه شرفاً، وشموساً لا تغيب، ويضربون أجمل، وأروع الأمثلة في الخُلق، والأداء، والإحترام في كل مكانٍ يعملون فيه..
• هل يُعقل وفي عاصمة دولة عظيمة كهذه أن تجوب شوارع هذه العاصمة نهاراً جهاراً عرباتٌ بلا لوحات مرور، يراها الجميع حتي الوزراء، والمسؤولون، والمواطنون، وكلُّ دول العالم تشاهدها، وكل البعثات الدبلوماسية الأجنبية تراها، وتوثِّق لها، ويمتطيها رجالٌ ملثمون، لا يختبئون، ولا يستحيون أنهم ملثمون، ولا يدارون ألثمتهم، هكذا علي عينك يا تاجر، وبعضهم يلبس لباس القوات النظامية؟!!!!
هؤلاء الملثمون يجوبون شوارع المدينة ليلَ نهار، وبحريةٍ تامة، يضربون، ويستبيحون الناس في الشوارع، وفي المكاتب، وفي المدارس، والجامعات، وفي الميادين، وفي كل دور العلم، يضربونهم وبلا رحمة، وبتشفِّي لا يمكن تصوره، وعلي عينك يا تاجر كذلك، وعلي مرأي ومسمع من العالم كله، وبلا حياء، والعالم كله يراهم، ويسمعهم، ويوثـِّق لهم، وهم يضربون الناس، ويهينونهم، ويغتصبونهم، وينتهكونهم، ويسرقون ممتلكاتهم، ثم يقتلونهم؟؟!!! هل يُعقل ذلك؟!!
• ماذا تُسمي هذه الدولة بهذه الصفة؟!!
• هل يصدِّق أحدٌ أن هذه دولةٌ تعيش بين الناس في القرن الواحد والعشرين؟!!
• هل يصدِّق أحدٌ أن مثل هذه الدولة فيها قضاء وقضاة، ومحامون ومثقفون، ومؤهلون مستنيرون؟!
• هل يصدِّق أحدٌ أن مثل هذه الدولة فيها رجالٌ يحملون شهاداتٍ جامعية عليا، وأنهم نالوا هذه الشهادات من دولٍ غربية (غير إسلامية)، وأوروبية ومتحضرة؟!!!
• هل يصدِّق أحدٌ أن مثل هذه الدولة يوجد بها مسؤولٌ إسمه وزيرُ العدل، أو رئيسُ القضاء، أو النائب العام، أو نقيب المحامين؟!!
• هل يصدِّق أحدٌ أن هذه دولة فيها جيشٌ نظامي، وشرطةٌ نظامية، ويقودهما قادةٌ مؤهلون، نالوا أعلي درجات التأهيل في بلادٍ غربية، وأوروبية متحضرة؟؟!!
• وهل شاهد هؤلاء القادة المؤهلون كيف تؤدي الجيوش، والأجهزة الشرطية واجباتها في تلك البلاد؟!!!
• هل يصدِّق أحدٌ أن هذه دولة يسكنها شعبٌ محترم، وله كرامة، وعزةُ نفس، وشرف؟!!
• ماذا نسمي شخصاً يركب سيارةً بلا لوحات، ووجهه ملثَّم، ويملك سلطة مخولة له من رئيس الجمهورية نفسِه؟!!!!
• ماذا نسمي شخصاً هكذا غير أنه رباطي، وبلطجي، وقاطع طريق؟!
• وماذا يمكن أن نسمي رئيساً يخوِّل لقواته أن تظهر بهذا الشكل لتستبيح مواطنيه، وفي وضح النهار، وتنهبهم، وتدهسهم بالسيارات، وتقتلهم بدمٍ بارد، وبحرية تامة؟!! تستبيحهم كلَّ أنواع الإستباحة المتصورة، وغير المتصورة، وبلا رحمة؟؟!
• ماذا يمكن أن نسمِّي رئيساً يخوِّل سلطاته لقوة من الرباطة، والبلطجية، والحرامية، فقط لتستبيح البلاد، ولتنكِّل بمواطنيه، لأنهم إعترضوا علي سياساته بصورة سلمية؟؟!!
• بماذا يمكن أن يُوصف هذا الرئيس؟!!!
• هل يوجد بعد الآن، من لا يصدِّق أن هذا الرئيس نفسَه هو من خوَّل فعلاً هذه القوات نفسَها أن تستبيح شعبَ دار فور، وتغتصبه، وتحرق قراه، وتبقر بطون حوامل نسائه، وتبيده تماماً كما كان المجتمع الدولي يقول ويردد؟!!!
• من يصدِّق بعد الآن، أن هذا الرئيس لم يأمر قواته هذه بإرتكاب الفظائع في جبال النوبة، وفي النيل الأزرق وبأفظع مما تفعل بأهل الخرطوم؟!!!
• من يصدِّق بعد الآن، أن هذه الدولة، وطالما هذا رئيسُها، يمكن أن يُزال إسمُها من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟؟!!!
• من يصدِّق بعد الآن، أن دولةً هذا حالُ عاصمتها، يمكن ألا يحدث فيها تطهيرٌ عرقي، وإبادةٌ بشرية جماعية، وجرائمُ ضد الإنسانية في كلِّ أطرافها الأخري، وبلا إستثناء؟!!!
• هل يعتقد الرئيس، أن هذا الشعب المستباح، يمكن أن يحترمه بعد هذه الإستباحة؟!
• هل يعتقد الرئيس، أن هذا الشعب المُستباح، يمكن أن يعتقد أنَّ في قلبه وهو رئيسٌ عليهم، ذرةً واحدة من الإسلام أو حتي من الرحمة عليه؟!!
• هل يعتقد الرئيس، أنه سيكون هنالك أحدٌ من بين هذا الشعب الذي إستباحه سيحترمُه بعد الآن، أو يحبـٌُه، أو يقدِّره، أو يصدِّقه، أو يأتمنه علي عرضِه، وعياله، وأمنِه، ودينه، ومعيشته؟!!!!!
• وآخيراً، هل يعلم الرئيس أن كلَّ نقطةِ دم إستباحها هؤلاء الرباطة، والبلطجية، والقتَلة هي معلَّقةٌ في رقبته شخصياً، وبإسمه شخصياً، وأن هذا الشعب لن يغفرها له أبداً، ولن ينساها له أبداً؟!