• رددت كثيراً، وعزفت على وتر إعتبرته بالغ الأهمية، رغم إصرار متابعي هذه الزاوية على أن بعض ما يُكتب لا يستحق أن نُسلط عليه ضوءاً لأن القاريء واعِ ومدرك لما يجري.
• لكن كان رأيي وما يزال أن للإعلام دور خطير في إقناع (البعض) بأشياء لا تمت للواقع والحقيقة بصلة.
• وقد ساهم هذا الإعلام في تضليل الكثيرين.
• ففي مجال الكرة استفاد عدد من زملاء المهنة من عاطفة جماهير الناديين الكبيرين وراحوا يعزفون على وتر التعصب الأعمى، لا لشيء سوى تحقيق المكاسب المادية على حساب هذين الناديين وجماهيرهما التي تبتاع الصحف من حر مالها.
• وفي السياسة هناك أيضاً من استفادوا من النظام الحاكم ليحققوا ثروات لم يكن الواحد منهم يحلم بها.
• وبين الزملاء المستفيدين من ناصروا الحزب الحاكم صراحة، مثلما فيهم من ظلوا يلعبون على أكثر من حبل لتحقيق أهداف يعرفونها تماماً.
• وفي رأيي المتواضع أن مزمل أبو القاسم يقف على رأس قائمة اللاعبين على الحبلين.
• لذلك يوم أن كتب قائلاً أن مشاكلنا الاقتصادية تتطلب (تفكيراً إبداعياً وخلاقاً) عقبت على ذلك المقال مؤكداً على إن مشاكل اقتصادنا هي الفساد وانعدام التخطيط والنهب والسرقات والمحاباة وإفساح المجال لذوي الحظوة لعمل ما بدا لهم، وألا حاجة بنا لتفكير إبداعي أو خلاق، بل كل ما هو مطلوب أن يُحاسب اللصوص ويُمنعون عن سرقة ثروات البلد.
• وأكدت يومها أن على من يملك قلماً يستطيع أن يذكر به هذه الأسباب بوضوح تام التقدم لطرحها، أما من يريد التذاكي على القراء ويسعى لتغبيش الحقائق بكلام نظري جاذب لكنه يعكس نصف الحقيقة فالصمت أفضل له ولنا.
• ويوم أن تناول مزمل صفقة الفساد الكبرى في ميناء بورتسودان مشيراً لأرقام كان الناس قد علموا بها مسبقاً، قلت أن هذا كلام مكرر لا جديد فيه، فقد عرف الناس فساد الزمرة الحاكمة منذ أمد بعيد.
• وأوضحت أن من يريد أن يناهض الفساد حقيقة فليحدث القراء عمن يقفون وراء هذه الصفقة الفاسدة بدلاً من التظاهر بمناهضة الفساد بإعادة نشر أرقام معلومة للجميع.
• حاولت طوال الفترة الماضية كشف كثير من الأمور التي أعلم أنها تفوت على البعض، وذلك من واقع نقاشي مع الكثيرين حول ما يُنشر في صحافتنا، سيما أعمدة الرأي.
• وأحمد الله كثيراً على أن ثورتنا ساهمت في كشف الكثير، ورفعت درجات الوعي إلى مستويات غير مسبوقة وسط الشباب.
• ومن يظن أن الحكومة لم تسقط حتى وقتنا هذا واهم جداً.
• فقد سقطت حكومة الذل والإفك والضلال وشبعت سقوطاً.
• وأكبر دليل على سقوطها تغير الكثير من المفاهيم وسط الشباب.
• ولأن الإعلام الموالي للحزب الحاكم ضعيف كما نعلم جميعاً فقد بدأ بعضهم يكشفون أوراقهم تباعاً.
• وها أنتم تتابعون الخزعبلات التي يبثها الطاهر التوم وحسين خوجلي.
• وقبل أيام خرج علينا الهندي عز الدين بمقال قميء (كعادته) أشاد فيه بخطوة (سيده) البشير وقال ” يكفي المؤتمر الوطني رضاعة من أثداء الحكومة”!!
• تخيلوا بعد سنوات طويلة من النكران والمكابرة والخداع والكذب والتضليل يأت الهندي ليقول أن المؤتمر الوطني رضع من أثداء الحكومة بما يكفيه!!
• وبالأمس كتب مزمل أبو القاسم – الذي ظل يتظاهر بموضوعية النقد -مقالاً (فك فيه آخره) كما نقول بدارجيتنا المحببة.
• ركز في مقاله الأخير على تفويض البشير صلاحياته كرئيس لحزب المؤتمر الوطني لأحمد هارون.
• ولك أن تتخيل عزيز القاريء الكاتب الدكتور (سيف المريخ المسلول) ورئيس التحرير المرموق الذي يزعم على الدوام وقوفه بجانب أبناء وطنه… لك أن تتخيله وهو يكتب عن هارون قائلاً ” عجم الرئيس كنانته، فلم يجد فيها سهماً أقوى وأصلب من مولانا أحمد هارون، كي يصوبه نحو رئاسة المؤتمر الوطني بالوكالة، إلى حين إنجلاء الأمور بعد أن فضل البشير أن ينزع عباءته الحزبية، ويرتدي الكاكي من جديد، مكتفياً بصفته القومية لفترة انتقالية، يتوقع لها أن تتخطى الأمد المحدد لانتخابات 2020″
• وأضاف مزمل ” اختيار الرئيس لهارون لم يأت من ينبع من فراغ ( فالخليفة المُكلف) يتمتع بمزايا عديدة، وخبرات استثنائية، وخلفيات متنوعة، أهلته لنيل ثقة البشير، لقيادة الحزب.. تأهيله الأكاديمي يقول أنه قانوني ضليع درس الحقوق في واحدة من أعرق الجامعات المصرية.. الخ”.
• لن أطيل عليكم باقتطاف المزيد من المقال (الفاضح)، لكن يمكن لم يرغب أن يطلع عليه كاملاً وهو قد جاء تحت عنوان ” الخليفة المُكلف.. بين الشدة و” اللولاي”.
• أحمد هارون الذي يرى فيه مزمل قانونياً ضليعاً يعرفه شعب السودان كمجرم حرب مطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية بعد أن فتك بأهله في دارفور.
• المجرمون يصيرون ” سهاماً قوية وصلبة” بفضل أعمدة بعض الزملاء، فيا سبحان الله!!
• ألم أقل لكم غير مرة أن إعلامنا بشقيه الرياضي والسياسي احتاج للكشف والتعرية لأنه ساهم في إطالة أمد حكومة الجوع!!
• ونسأل كاتب المقال (الفاضح) ما دمتم على قناعة بأن الرئيس يخلع الآن فقط، وبعد ثلاثين عاماً عباءته الحزبية ليكون على مسافة واحدة من جميع السودانيين، فلماذا ظللتم تهللون وتطبلون له كلما رافقتموه في طائرته الرئاسية أثناء رحلاته الخارجية أنت والهندي وضياء الدين ومحمد لطيف ومحمد عبد القادر وآخرون؟!
• كيف لصحفيين أحرار وأقلام حرة أن تساند رئيساً (منحازاً) لحزب واحد على حساب بقية أهل البلد، على مدى ثلاثين عاماً؟!
• لا يجوز يا عزيزي أن يقرر الرئيس بعد ثلاثة عقود كاملة الإكتفاء بصفته (القومية).
• فالسودان ليس فأر تجارب حتى ينتظر الناس رجلاً بهذا الانحياز السافر ويمنحونه فترة أخرى لكي يثبت قوميته من عدمها.
• لذلك فما تسميه أنت وأمثالك بـ (الفترة الانتقالية) يسميه شعب السودان – الذي خرج للشوارع بثائراته الجسورات الواضحات النظيفات العفيفات، وفتيته الشرفاء، وشيوخه الأجلاء، وأطفاله الأحرار – بـ ( أيام الاحتضار) أو قل ( فرفرة المذبوح).
• لن يلحق سيدكم الجديد (القانوني الضليع) أحمد هارون أن يفعل شيئاً مما تشتهون حتى تحافظوا على المكتسبات العديدة قبل أن تلقي بهم هذه الجماهير الثائرة في مزابل التاريخ.
• صحيح أن هارون استغل شعبية كرة القدم الطاغية بولايته، لكنه للأسف لم يوظفها لخدمة أهداف حكومة الولاية كما تقول.
• وأما الملاعب التي شيدها هناك فلو منحت أي مواطن عادي ما حصل عليه هارون من أموال لشيد للبلد ملاعب تضاهي أفضل ملاعب كرة القدم العالمية، يعني الأمر ما كان محتاج لـ ( قانوني ضليع أو شخصية مركبة).
• بنى هارون ملاعب نعم، لكنه لم يدفع كرة القدم السودانية خطوة للأمام، ولن تتطور الكرة بمثل أساليبكم التي تتبعونها.
• ولا تنسى أن الرئيس نفسه افتتح قبل سنوات برفقة أبو هريرة حسين العديد من ملاعب الناشئين، ووعد بأن يتحول السودان إلى مُصدر للاعبين بدلاً من شراء المحترفين الأفارقة وغيرهم، فهل تحقق شيء من ذلك بعد كل هذه السنوات؟!
• بالطبع لا.
• وقد سمعنا ذات الرئيس يقول ببورتسودان بالأمس أن السودان يستحق أن يكون في مصاف البلدان المتطورة كروياً، يعني نفس العبارات تتكرر مرة كل عشر سنوات دون أن نرى جديداً.
• الملاعب تُبنى من أجل بنود الصرف المفتوحة لا أكثر.
• والكرة لن تتطور طالما أن صحافتنا الرياضية لا تبدل نهج التضليل والخداع.
• هذه مجرد محاولة لتوسيع شعبية هارون عبر استغلال الرياضة والكرة وإيهام الشباب بأن هارون قريب منهم.
• وهي في نظري محاولة تشبه ما قامت به قناة الهلال منذ يومين.
• ففي هذا الظرف الدقيق خرجوا علينا في القناة بخبر تعاقدهم مع لوشي!!
• وهم بذلك يلعبون ذات الدور، أي محاولة إلهاء بعض جماهير الهلال بأمر فارغ لا يحمل معنىَ ولا مضموناً.
• الغريبة أن فريق الكرة في الهلال ما زال يعاني – رغم بعض انتصاراته الباهتة- من نقص المحترفين المتميزين، لكنهم بدلاً عن جلب اللاعبين يتعاقدون في القناة مع لوشي لكونها قد وجدت سمعة وصيتاً كبيرين (أيام الغفلة) وقبل أن يهب الشباب ويحتلوا شوارع المدن.
• لكن نقول لهم ولكم ” لقد فاتكم القطار”
• والشباب الثائر لن تعيده إلى البيوت جلسات شارع النيل ولا مقاهي الشيشة ولا لوشي قناة الهلال ولا ( القانوني الضليع مركب الشخصية) أحمد هارون.
• ولأن الذنب في صفقة لوشي ليس ذنبها، بل ذنب من ظلوا يلعبون الأدوار القذرة نقول لها ” إن أردتِ توظيف نعم الخالق عليك وحب البعض لك فالشوارع المزدانة بأخواتك حرائر السودان أولى بك من قناة ستُكنس مع بقايا الانقاذ.
• البلد عموماً لن ينصلح حاله إلا بنجاح هذه الثورة الفتية.
• بقى أن أقول أن مقال مزمل موضوع النقاش وصلني من صديق مريخابي، ما يؤكد أن الناس في بلدي قد فرزوا الكيمان تماماً، ولم تعد تستهويهم فكرة الانتماء الضيق التي استغلها كتاب الرياضة في إلهاء الجماهير عن قضاياها الحياتية، فيما تفرغوا هم لاكتناز الأموال وتحقيق المكاسب.
• تسقط تسقط.. تسقط بس.