*طفل كان يلهو ببراءة في زقاق خلفي، وهو يرفع رإية صغيرة، ويجري وينطط بشقاوة الطفوله هنا وهناك .. كان الطفل الغر لا يعرف معني حالة طوارئ مفروصه في البلد، وبشقاوة الطفوله مضى يردد شعاراً يتنامي الي مسمعه ليل نهار من جنبات الشوارع (تسقط بس… تسقط بس ).
رآه قائد تاتشر مسرع كان في مهمة تمشيط في أزقة الحي؛ بحثاً عن لغز مجهول اسمه تجمع (المهنيين)، وسمع هتافه، فأمر جنوده بإسكات صوت الطفل المتمرد، فأردته طلقة غادرة قتيلاً مضرجاً في دمائه، ونطق قائل منهم بحنق أن اسحلوه من الوريد إلى الوربد (فهؤلاء المتمردون لن يلدوا الا ثائراً جباراً)..
سقط الطفل الثائر، ولكن رايته الصةيره مالت علي نخلة عجوز، ولم تسقط، وظلت ترفرف في سماء زقاق الحي القديم.
* يقول الرآوي:
إنه أصبح مألوفاً سماع صوت الطفل الشهيد بتواتر في أجواء الحي القديم يردد: ( تسقط بس ..تسقط بس)، ويتعالى طرباً على وقعه نغيم فاه حسان الحي، وهن يرددن في الهواء الطلق سيمفونية الثوار:(تسقط بس.. تسقط بس..)، وعلي وقع هتافهن يشتعل الحي الهادي ثورة يرددون بكورالية ( تسقط بس..)، وما زالت عشرات التاتشرات بجنود ملثمين مدججين بالسلاح تجوب في الأحياء يبحثون بجنون عن لغز مثير اسمه تجمع المهنيين، وما زالوا يصطادون الأطفال الأبرياء من الأزقة والشوارع.