نزل مئات المتظاهرين إلى شوارع العديد من أحياء العاصمة السودانية الخرطوم -اليوم الخميس- مرددين شعارات مناهضة للحكومة، كما انطلقت مظاهرات طلابية رافقتها أخرى في عطبرة التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات.
وشهدت ست مناطق على الأقل في أم درمان مظاهرات في أحياء العباسية وأبو روف وبيت المال وود نوباوي والمهندسين، وكان لافتا التقاء مواكب الأحياء القديمة لأم درمان.
ونجحت القوات الأمنية في فض انطلاقة مظاهرة تدعو إلى ” التنحي” في سوق أم درمان، لكن سرعان ما انطلقت المظاهرات داخل أحياء المدينة العريقة.
وعقب نهاية امتحانات الشهادة الثانوية يوم الخميس، خرج طلاب مدرسة عطبرة الصناعية في مظاهرة أعادت للأذهان انطلاق شرارة احتجاجات الخبز من هذه المدرسة قبل نحو ثلاثة أشهر.
وفي الخرطوم، شهد حي بري مظاهرة احتجاجية، كما انطلقت مظاهرات أخرى في شوارع الستين وجبرة والصحافة والمعمورة والشجرة وضاحية الكلاكلة جنوبي الخرطوم.
ولم يفلح الطوق الأمني حول حي بري وعلى امتداد عدة نقاط في شارع الستين، في صد المحتجين عن التظاهر.
كما استجاب أهالي حي شمبات في الخرطوم بحري لنداء تجمع المهنيين، ونظموا مظاهرة حاشدة في حي الحضراب جابت شوارع المنطقة الرئيسية.
وشهدت أحياء المزاد والشعبية وشمبات الأراضي احتجاجات أيضا تعاملت معها قوات الشرطة بإطلاق الغاز المدمع، بينما اعتقلت عناصر تابعة لجهاز الأمن عددا من المشاركين في المواكب.
وخارج ولاية الخرطوم اصطف معلمون في مدينة خشم القربة في ولاية كسلا -حيث قُتل المعلم أحمد الخير على يد جهاز الأمن- في وقفة احتجاجية متزامنة مع موكب 14 مارس/آذار.
وشهد حي المدنيين في ود مدني بولاية الجزيرة تظاهرات محدودة فضلا عن احتجاجات لنازحي معسكر أبو شوك بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، كما شهدت مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور مظاهرة احتجاجا على مقتل ثلاثة نازحين على يد مسلحين مجهولين.
واللافت في موكب التنحي اليوم، هو مشاركة طلاب وطالبات مدارس المرحلة الثانوية بعد انتهاء آخر جلسة في امتحانات الشهادة السودانية، خاصة طلاب المدرسة الصناعية في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل.
وتأتي مظاهرات اليوم غداة أداء الحكومة السودانية الجديدة اليمين استعدادا لمحاولة التصدي للمشاكل الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وأدت إلى الحركة الاحتجاجية.
وهي ثالث حكومة في أقل من عامين ونصف العام، وأقيلت الحكومتان الأخيرتان بداعي الفشل في حل الأزمة الاقتصادية.
وقال رئيس الوزراء السوداني محمد طاهر إيلا أمس الأربعاء إن الحكومة الجديدة التي احتفظ فيها بالعديد من الوزراء السابقين، هدفها حل الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تشكل السبب الرئيسي لحركة الاحتجاج.
وقال “نأمل في أن تحقق الحكومة الجديدة بعض آمال وطموحات شعبنا، آخذة في الاعتبار أن قضايا الخبز والوقود والسيولة يجب أن تعود إلى وضعها الطبيعي”.
ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي مظاهرات بدأت رفضا لرفع الحكومة سعر الخبز، وسرعان ما أخذت تطالب باستقالة الرئيس عمر البشير الذي يتولى الحكم منذ 1989.المصدر : الجزيرة