فى تقديرى أن حديث الاعلامي والسياسى (الاخو المسلم) حسين خوجلي لا يعدو ان يكون الا إحدى النواحات على أمجاد تخصه شخصيا وتخص حزبه، بدأت شمسها تغرب وما هو إلا رجاءات لهدوء واستقرار وانكسار لثورة شعبية عارمة ومصممة، بات من باب المستحيل..
ان دولتك وامجادك يا حسين تغادر الآن، اما محاولاتك لوضع الاسفين بين الانصار وحزب الأمة والمكونات الوطنية المختلفة لن تؤتى أكلها، لقد وصلت متأخرا يا حسين، فالحلف الوطني العريض قد تجاوز مرحلة التواثق على الوحدة، وعبر الي حيث العمل المشترك من أجل بناء السودان العريض الذي سيعيد بناء الوطن الذي خربتوه، والذي سيكون سودانا عريضا ومتسعا لأهل الصدق والاخلاص والقلوب السليمة والضمائر الحية..
لم يتبقى لك يا حسين الا البكاء والنحيب والسكلبة فعبئ منها ما وسع جوفك الكبير وتمخط على دولة كانت عظيمة وصاحبة شأن بين الدول لكنكم أسأتم إدارتها وحطمتوها باطماعكم ففارقتكم الي غير رجعة.
ستبك اليوم والي ان تفارق الحياة وحدك يا حسين وتنتحب علي شعب تحملكم ثلاثين عام وصبر على اهاناتكم وعزلكم وقتلكم فاستدار بظهره عنكم الي الأبد.
هناك حقائق يؤكدها حديث حسين المضطرب وخروجه عن منمق الكلام الذي تعود الناس على سماعه منه، فحسين اعلامي وسياسى يتمتع بشئ من الذكاء وحسن التقدير وقد تمرس على ذلك، وقد علم من خلال قراءته لما يشاهده في الشارع ان الأجل قد أزف وان الشعب قد عزم هذه المرة ولن يتراجع قبل انجاز المهمة.
وأشد ما زعزع قناعات حسين في فرص نجاحهم هذه المرة في كسر إرادة الشارع أن هذا الجيل الذي ينشط ضدهم يمثل إجماعا تجاوز 98٪ التي ذكرها في خطابه، وتأكد حسين أن هذا الجيل الثائر بالدليل لا يحمل أي جينة من جينات مشروع الأخوان، وأنه يمثل امتداد طبيعيا وتشابه حد التطابق مع الموروث الثقافي والقيمي للشعب السودانى عبر التاريخ، وهذا واضح من حميته التي تتفجر عندما تطلق اي واحدة من الكنداكات زغرودة مدوية، وواضح في الشعارات والاغاني الحماسية التي تتغنى بها الجموع المظاهرة، وواضح في كل الشعارات المرسلة وفي غياب كل شعارات واناشيد وهتافات المشروع الحضاري الزائف.
لقد تأكد حسين تمام أن كل الفعل السياسي والفكري الذي عملوا عليه في مشروعهم خلال الخمسين عاما الفائته قد تجاوزه الشارع وداس عليه ورماه في سلة المهملات التي لا تستحق الاحترام. تأكد حسين أن مشروع الأخوان في السودان قد أصبح تاريخا أسودا ومحل ازدراء ولا مكان لهم في المستقبل الا كذكرى سيوردها التاريخ كواحدة من الحقب السوداء التي ابتلى بها السودان..
هذا هو الذي يبكي حسين ويخرجه من طوره