▪ ليس بالضرورة أن يكون لك رأي في كل نازلة ، أو مسألة ، أو مشكلة.
▪ وإذا كان لك رأي في شيء من ذلك فليس بالضرورة أن تبديه ، وإذا أردت إبداءه فليس بالضرورة أن تبديه لكل أحد ، أو في كل مناسبة.
▪وإذا أبديته فليس بالضرورة أن تتشنج في إبدائه ، أو تتعصب له، أو تظن أنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
▪وإذا خالفك الرأي أحد من الناس فليس بالضرورة أن يكون ذلك المخالف عدواً ، أو متربصاً ، أو حاسداً.
▪ وليس بالضرورة إذا انتقدت أحداً من الناس أن تسعى إلى تجريحه ، وإسقاطه ، والإساءة إليه ، وتجريده من كل حسنة.
▪ وليس بالضرورة إذا اختلفت مع أحد أن تعاديه ، وتدعو إلى عداوته ، وتشهر به قدر ما تستطيع.
▪ وليس بالضرورة إذا كان بينك وبين أحد من الناس خصومة أن تنقل هذه الخصومة إلى كل من يتصل به أمرك حاملاً شعار : (معي أو ضدي).
بل يكفي أن تنحصر الخصومة بين أصحابها قدر المستطاع.
▪ وليس بالضرورة إذا كتبت مقالة ، أو قصيدة أن تطول كلماتها ، أو صفحاتها ، أو أبياتها ، بل يكفي في ذلك وصول الفكرة ، فإذا وصلت بأقل كلفة وأقصر عبارة فذاك.
▪ وليس بالضرورة إذا تكلمت ، أو داخلت ، أو أبديت وجهة نظر أن تتزيد بالكلام ، فتثقل على السامعين أو الحاضرين دون مسوغ لذلك طالما أن الغاية من الكلام تحققت، ولأن يقال : ( ليته واصلَ خيرٌ من أن يقال : ليته سكت).
ولو أخذ هذا الشعار حظه من نفوس كثيرين لسلمنا من تخمة التكرار والإثقال، وصداع الإطالة، والإملال.
▪ وليس بالضرورة أن تكون المتصدر في كل مجلس، السابق لكل حديث، ولو بلغت ما بلغت من العلم والثقافة، فليس كل جو جوك، ولا كل يوم يومك.
▪ وليس بالضرورة إذا قصرت في يوم ما، أو قصرت في حق أحد ممن لهم حق عليك أن تجعل ذلك التقصير ذريعة لاستمراء التقصير، وترك الإحسان.
▪ وليس بالضرورة إذا كرهت أحداً أن تخبره بذلك بحجة أنك صريح ، بل الحكمة تقتضي أن تحتفظ بذلك لنفسك، ف{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً}.