● تخيلوا .. يتحدثون عن الإقصاء ويتهمون الثوار برفع شعارات إقصائية وبث روح الكراهية، وتجاهل إنجازاتهم بغرض دفع البلاد الى مصير مجهول .. !!
● ثلاثون عاما كاملة ظلوا، ولا يزالون، يمارسون التمكين لانفسهم وإقصاء بقية الشعب السودانى، لا عن طريق الهتافات والشعارات العفوية في التظاهرات الشبابية الحماسية، وإنما بإجراءات فعلية على أرض الواقع تحميها أجهزة السلطة القمعية، وتُحصنها قوانين ظالمة تنحاز لمجموعة حاكمة فاسدة لا تتجاوز نسبتها 2 % من الشعب، على حساب الأغلبية الكاسحة .. ولضرب مثل واحد فقط أذكر هنا قانون الحصانات والإمتيازات الذى يعطى حصانة مطلقة لشاغلى المناصب الدستورية وأعضاء الهيئات التشريعية وأفراد القوات النظامية من كافة انواع الملاحقات القانونية مهما إرتكبوا من جرائم ومخالفات قانونية، بينما يتعرض بقية المواطنين الى إنتهاك كافة الحقوق ومنها الحق في الحياة والحرية تحت حماية قوانين ظالمة .. ثم يأتى رئيس العصابة ليتذمر ويشكو من مجرد هتافات شبابية تعبّر عن مشاعر الغضب التى يشعر بها الشباب إزاء الحالة المزرية التى اوصلت إليها الشريحة الحاكمة الفاسدة البلاد !!
● ثم أى إنجازات يتحدث عنها الذين لا يكفون عن الكذب، ولقد وصلت بنا الحال درجة من البؤس والمذلة والهوان أن يعلن جيش اجنبى يستعمر جزءا عزيزا من بلادنا عن إنشاء أفران للخبز لإطعام الشعب السودانى الجائع، وبدلا من أن تصفعه حكومة الذل والجوع والفساد وتلقنه درسا لا ينساه، وتعبئ الجيوش والنفوس لطرده مقهورا ذليلا كما فعلت من قبل حكومة وطنية وكما تفعل كل كل حكومة عزيزة النفس مستقلة الإرادة، فإنها تهلل وتصفق وتفتح له الابواب واسعة ليتصدق على شعبها الجائع برغيف الخبز .. !!
● تخيلوا الى اية درجة وصل الهوان بشعب كان مضرب المثل ومحط أنظار الآخرين في الكرم والجود، فصار بفضلكم في نظرهم أُمةً من الشحاتين .. إن أباس ما يترقبه شحات مدقع من شخص يمد إليه يده أن يتصدق عليه بقطعة من الخبز الجاف، دعك من أن يكون ملوثا بالسموم والجراثيم، معجونا بهوان الاحتلال ومبذولا بنظرات الاحتقار .. هذه هى إنجازاتكم أيها الرئيس، التى تستنكر على الشعب أن يتجاهلها ويثور عليها بغرض دفع البلاد الى مصير مجهول .. وأى مصير مجهول أكثر من أن تكون شحاتا تنتظر لقمة خبز جاف من الآخرين يبذلونها لك بكل مذلة واحتقار ؟!
● استمعوا لرئيس العصابة وهو يتحدث أمام بعض أعضاء عصابته يطلقون على انفسهم إسم (الهيئة التشريعية)، يمارسون به الخداع والكذب والدجل والإفك: ” لاشك أنكم تذكرون حديثي أمامكم في اكتوبر الماضي، الذى تناولت فيه التحديات الاقتصادية التي تواجه بلادنا، والتي أثَّرت على قطاعات من شعبنا، مما دفعها لاحقاً للخروج للتعبير عن ذلك، تَحمِل مطالبَ مشروعة في العيش الكريم، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة ، الا ان بعضها لم تلتزم بالضوابط القانونية في التجمع والتظاهر وأحدثت خللاً في النظام العام واتلفت بعض الممتلكات، وما استتبع ذلك من محاولة البعض القفز على تلك الاحتجاجات والعمل على استغلالها، لتحقيق أجندة تتبنى خياراتٍ إقصائية، وتَبثُّ سمومَ الكراهيةِ، وتتجاهل إنجازات أمتِنا، لدفع البلاد إلى مصيرٍ مجهول ، فكان أن احتسبنا نفراً عزيزاً من أبنائنا، رحمهم الله وأحسن عزاء أسرهم أجمعين.. ولكن وعْيَ شعبنا تنبَّهَ لتلك المحاولات، واعتصم بحماية أمنهِ ومكتسباتهِ ،ولم ينجر لدعوات الكراهيةِ والإقصاء”!!
● أى نفر عزيز تحتسبهم عند الله وتترحم عليهم، ايها الرئيس، وأنت الذى أمر بقتلهم، بل وقف بلا ذرة من حياء أو تأنيب ضمير أمام الملأ محرضا أجهزة القمع على قتل كل من يحتج على ظلمك وجرائمك باعتباره قصاصا شرعيا يجيزه لكم الدين الحنيف محاولا كعادتك خداع الله، وما تخدع إلا نفسك، ثم تذهب لترقص وتهتز وتتمايل طربا على أشلائهم في حفلة عرس، ودموع أسرهم لم تجف في مآقيها بعد حزنا وألما عليهم، فأى إحتساب وترحم ودموع تماسيح هذه التى تذرفها عليهم ؟!
● كفاك أيها الرئيس خداعا وكذبا وإجراما، فلقد وعى الشعب، وخرج متمردا وثائرا على جرائمكم، وسيأتى اليوم الذى تفرون فيه أمامه، وتذرفون الدموع ليصفح عنكم .. وتندمون على كل ذرة ألم أذقتموها له، وكل قطرة دم أسلتموها من جسمه المثخن بجراح ظلمكم وفسادكم وبطشكم وقهركم .. وستحكم الجرذان عندئذِ على إنجازاتكم، وتقرر في مصيركم .. ولات ساعة مندمِ !!