*حاولت
ضبط إنفعالي تجاه المواقف والقرارات المشاترة للرئيس الأمريكي المثير للقلاقل
دونالد ترامب الذي ذكرني بالتعبير السوداني “ديك العدة” الذي يوصف به
الإنسان اللامبالي، حتى وهو يكسر كل ما حوله .. تماماً مثل قرارات ومواقف ترامب
العدائية التي إتخذها دون إعتبار لمواثيق حقوق الإنسان ولا حتى قرارات الأمم
المتحدة.
*إبتداء من إصراره
العنصري على إقامة حائط صد أمام المهاجرين إلى أمريكا في الحدود المكسيكبة ومروراً
بقراره الأشتر بنقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس إلى أن أعلن بكل
جلافة وهنجهية إعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان متحدياً كل الأعراف
والمواثيق الدولية.
*هكذا يصر الرئيس
الامريكي ترامب على تأجيج الفتن والنزاعات حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية،
وبدلاً من أن يسهم في دفع الجهود المبذولة في تحقيق السلام في الشرق الاوسط أشعل
نيران التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد فلسطين وسوريا.
*هذا عدا النزاعات
والحروب التي أشعلها قي الشرق الأوسط في معارك عبثية في بلادنا المنكوبة بخلافات
ومحاور لامعنى لها مدفوعة الثمن الباهظ من بعض حكامنا راحت ضحيتها دماء وثروات
بلادنا ودمرت البنيات التحتية وأضعفت قواتنا المسخرة لهذه الحروب العبثية.
*في هذه الأجواء
المحبطة تذكرت الزعيم الراحل المقيم جمال عبدالناصر عليه رحمة الله الذي قاد ثورة
أحدثت نقلة نوعية في مصر أطاح فيها بحكم الملكية والإقطاع لصالح غالبية الشعب
المصري، وتمددت ثورته التحررية لتسهم بدور مقدر في حركات التحرر الوطني في العالم
العربي وأفريقيا بل والعالم الثالث أجمع.
*في ذلك الزمن
الجميل – كما يحلوا لنا أن نسميه – تعززت قدرات شعوبنا التضامنية لمواجهة كل صنوف
العدوان ووظفت سلاح البترول بصورة فاعلة في ذلك الوقت، على عكس ما يحدث الان في
بلادنا حيث تُستغل ثرواتنا وقدراتنا لدفع قيمة النزاعات والحروب المسيسة والمصنوعة
الموجهة ضد شعوبنا وقواتنا.
*هذا لايعني أننا
نبكي على أطلال الماضي الذي لا يمكن إعادته،خاصة بعد أن تجاوز العالم التكلات
القومية والأيديولوجيات الشمولية، كما أننا لسنا دعاة حرب أو إقصاء للاخرين، فقط
قصدت التنبيه لمخاطر التطرف اليميني الديني والعنصري الذي بات يهدد سلام العالم
أجمع.
*وسط هذه المواقف
والقرارات المشاترة تتعالى أصوات الحكماء من دعاة السلام والإخاء الإنساني
والتعايش الإيجابي في بلادنا وفي العالم خاصة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم
المتحدة في مواجهة طغيان السياسات العدوانية وتأمين وتنزيل قرارات الأمم المتحدة
وتفعيلها.
*لهذا نثمن الحراك
الإيجابي لمجلس حقوق الإنسان الذي شكل لجنة تحقيق حول تورط جنود إسرائيلين في
جرائم حرب إبان تصديهم لمظاهرات فلسطينية على حدود قطاع غزة تسببت في إستشهاد 189
فلسطينياً خلال الفترة مارس وحتى 31 ديسمبرعام 2018م، وأنهم اطلقوا الرصاص على
أطفال ومسعفين وصحفيين رغم إرتدائهم ما يميزهم بوضوح.
*لذلك نجدد النداء
المخلص لإيقاظ الضمير الإنساني لدفع وتعزيز الجهود العملية للتصدي لكل أنماط
العدوان والتسلط والسلب والظلم في بلادنا وفي جميع أنحاء العالم.