التحيات الطيبات الذاكيات لكل اطياف الشعب السوداني الكريم في كل بقاع الارض، في المدن والقري والفرقان، في الشوارع والبيوت والمهاجر والضفاف البعيدة.
السادس من ابريل المجيد يوم من ايّام السودان الخالدات، سطره جيل لم يركن ولا استكان .عمل بكل الجد والصمود حتي أطاح بنظام عمل علي البطش والتنكيل وإضاعة الحقوق ونشر الكراهية والفوضى.
نظام انحدر به تيار الإسلام السياسي المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين بمشاركتها نظام مايو وصياغة قوانينه القمعية باسم الدين ما عرف بقوانين سبتمبر. ظلت هذه الجماعةمشاركة بأسماء تتغير كما تغير الأفعى جلده.
في مثل هذا اليوم من عام 1985م من القرن المنصرم ذهب شعبنا بدكتاتورية مايو الي مزبلة التاريخ، وأقام نظاماً ديمقراطياً لم تدعه جماعةالإسلام السياسي يرتب أمر البلاد والعباد، حتي انقضوا عليه بليل بعد ان تسللوا إلى القوات النظامية وزرعوا عناصرهم داخل الجيش، لتدبير انقلابهم المشؤوم، لينهض الناس في فجرالثلاثين من يونيو1989م علي وقع الجلالات العسكرية في خدعة تنكرت لنضالات الشعب السوداني، ومحت تاريخ مؤسسة عملت عبر مسيرتها لحماية الأرض والعرض، وحافظت علي وحدة البلاد، وكانت وفية لقسم الجندية متجردة من مطامع الحكم بعيدة من المتاجرة بمكتسبات الشعب وحقوقه المشروعة في إقامة نظام ديمقراطي.إ
ان جماعة الاخوان المسلمين بثيابها الفضفاضة ومسمياتها المتعددة من جبهة الميثاق مروراً بالجبهة الإسلامية القومية وصولا للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وأذرعها العسكرية من دفاع شعبي ودعم سريع وشرطة شعبية وأمن شعبي وكتائب ظل قد حولت مجتمعنا إلى جيوش داخل الجيش الوطني تتغذى من أوردته، وتدير حروبها الأهلية علي نفقته بقصد إحالته الي مليشيا تدافع عن اجندتها السياسية والعقائدي.
ولعله من نافلة القول ان نذكر بحجم الدمار الذي ألحقته هذه الجماعة ببنية الاقتصاد والأمن والإعلام والتسامح المجتمعي، وما أشعلته من حروب وإقصاء اودت بثلث البلاد انفصالاً، وبالملايين من ابناء الشعب بين معسكرات النزوح واللجوء والتهجير إلى كل أصقاع الارض لتفقد البلاد سواعد وعقول وكفاءة أبنائها في كل مجالات الحياة قبل ذلك وبعده أرتال الشهداء والضحايا من عبثية هذا النظام الذي نفد صبر الشعب السوداني وهو يشاهد ما يحدث من هدر للأرواح والموارد والوقت ليبقى علي رأسه شخص واحد لا يقدم اَي مبرر موضوعي للبقاء.
لقد ظللنا نقدم طيلة الأشهر الأربعة الماضية تضحيات عظيمة لسقوط هذا النظام الذي فقد كل مسوغات بقائه. ستة ابريل يوم مختلف في حركة الثورة السودانية في مسيرتها المتطورة التي قطعاً لن تقف بنا هناك، حيث ان حركة التغيير والبناء مستمرة ولكنا نرجو في هذا اليوم ان نسمع من قواتنا ما يوقد جذوة الأمل في انحيازها لمطالب الشعب المشروعة وثورته العظيمة المجد لشهداء الثورة السودانية وعاش شعبنا وعاش نضاله لتحقيق شعاره الفارع: حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب.