تلاحم بين الشعب والجيش.. ثوار ابريل 85 يشاركون.. ذوو الاحتياجات في المقدمة
الخرطوم- التحرير:
هبت أعداد ضخمة من جماهير الشعب السوداني تجاوزت مئات الآلاف في تظاهرة ضخمة اليوم السبت (6 أبريل 2019م)، فتقاطرت الجموع من كل مناطق ولاية الخرطوم لتستقر أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة.
وفي صورة استرجعت فيها الجماهير ذكرى انتفاضة 6 أبريل 1985 واستجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين وقوى إعلان الحرية والتغيير التي ناشدت المواطنين بالخروج اليوم، تدافعت الجموع نحو القيادة العامة للج
وعلى الرغم من أن الأجهزة الأمنية والشرطية قد انتشرت في عدة مواقع بالخرطوم منها موقف جاكسون وبالقرب من الاستاد فضلاً عن الارتكازات بالشوارع الداخلية والرئيسة، وبرغم حملات الاعتقالات التي نفذها جهاز الأمن في منطقة الخرطوم شرق، إلا أن إصرار الثوار على الاحتشاد وبلوغ القيادة العامة للجيش كان كبيراً.
ومع أن الحشود تدافعت نحو القيادة من كل الشوارع والطرقات، إلا أن أكبر الحشود وأضخمها انطلقت بشارع السيد عبد الرحمن، ومع أن السلطات أطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين إلا أن الثوار استطاعوا الوصول إلى شارع القيادة العامة للجيش، الذي مثل مثلت نقطة التجمع الرئيسة لكل القادمين إلى الخرطوم.
والتحم الثوار بالجيش وعلت الهتافات “جيش واحد شعب واحد” و”جيشنا معانا ما همانا” و”الجيش مرق والكجر هرب” وغيرها من شعارات الثورة “الليلة تسقط بس” و”سقطت سقطت يا كيزان” ، وفي قلب الموكب تجاوب الثوار مع مجموعة من المعاقين شاركوا في التظاهرة، فضلاً عن مجئ أحد الثوار وهو يحمل “لحاف نومه” في دلالة على أن الحشد الذي ارتكز أما مباني القيادة سيبيت ليلته هنالك، وشوهد أحدهم وهو يحمل جوالاً لجمع التبرعات لتوفير الماء للثوار، بينما شوهدت عربة تتبع لإحدى شركات المياه الغازية وهي توزع مشروباتها للمتظاهرين، مما يؤكد أن قطاعات كثيرة تقف إلى جانب الثورة والثوار وأنها على اتم الاستعداد لتقديم الدعم لهم .
ويعدّ عنصر الشباب هو الأكثر وجوداً في الشارع، ومع ذلك، فقد شارك عدد من الشيوخ في تظاهرة اليوم ، وعبر أحدهم عن فرحته قائلاً: “بعد الذي شهدته اليوم سأموت وأنا مرتاح”، وعلق آخر:”اليوم عادت بي الذكرى إلى الوراء لأكثر من ثلاثين عام عندما قامت انتفاضة ابريل 1985م”.
ويلاحظ أن اسراً باكملها قد تدافعت اليوم نحو الموكب الكبير الذي أربك حسابات السلطات، والتي لم تستطع التعامل مع جموع المحتجين الغفيرة الذين توزعوا بالقرب من القيادة العامة للجيش والشوارع المؤدية اليها، واستمرت الاحتجاجات من الواحدة ظهرا حتى الآن.
وقد حاولت السلطات تفريق الجموع باستخدام الغاز المسيل للدموع أمام القيادة العامة فتصدت لهم قوات الجيش فتراجعوا.
ومع دخول الليل شهدت شوارع أمدرمان خروج المواطنون مع قوات الجيش التي تجاوبت مع الجماهير الثائرة . وفي منطقة السوق المركزي جنوب شرق الخرطوم تقاطرت مواكب كثيرة باتجاه قلب الخرطوم.
وقد شارك عدد من قادة القوى السياسية في موكب اليوم منهم القيادي بحزب الأمة القومي صديق الصادق المهدي والأمينة العامة للحزب سارة نقد الله ، ونائب رئيس حزب المؤتمر السوداني مستور أحمد مستور، والرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ وغيرهم من القيادات السياسية.