وصلت المسيحية إلى النوبة عندما كلم ملاك الرب فيلُبُس ليذهب إلى الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة لكي يقابل وزير (كنداكة ملكة الحبشة) ليكلمه عن المسيح ويعمده.
(ثُمَّ إِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ كَلَّمَ فِيلُبُّسَ قِائلاً : قُمْ وَأذْهَبْ نَحْوَ الْجَنُوبِ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى غَزَّةَ الَّتِي هِيَ بَرِّيَّةٌ فَقَامَ وَذَهَبَ. وَإِذَا رَجُلٌ حَبَشِيٌّ خَصِيٌّ وَزِيرٌ لِكَنْدَاكَةَ مَلِكَةِ الْحَبَشَةِ كَانَ عَلَى جَمِيعِ خَزَائِنِهَا).
ولكن هل (كنداكة) ملكة الحبشة (أثيوبيا الحالية) أم ملكة النوبة؟ ويطرح الباحثان هذا التساؤل في ضوء ما يأتي:
أولاً: النوبة أو كوش كما ذكرت في العهد القديم لا صلة لها بأثيوبيا (الحبشة)؛ لأن الإغريق أطلقوا على النوبة اسم أثيوبيا، وبذلك فالنوبة ترجمت من اليونانية (الحبشة)، وهي بل هي المنطقة من حوض نهر النيل الواقعة في الحدود الجنوبية لمصر والشمالية للسودان، وقامت فيها ثلاث ممالك قبل الميلاد هي:
-الأولى وعاصمتها كرمة (2400 -1500 ق.م).
-الثانية وعاصمتها نبتة (نباتا) (1000 – 300ق.م).
– الثالثة وعاصمتها مروي القديمة (البجراوية) (300 ق.م – 300م)، وخرجت من كوش الأسرة الخامسة والعشرين في التاريخ الفرعوني، وحكمت مصر، ومن أشهر ملوكها: الملك بعنخي (752 – 721ق.م)، والملك شباكا (721 – 707 ق.م)، والملك شبيتكو (707 – 690ق.م)، والملك طهارقا (ترهاقا)(690 -664ق.م).
عثر في الجزء الجنوبي من جزيرة أسوان (ألفنتين) في سنة 1907 – 1908م على عشر برديات مكتوبة بالخط الآرامي، وتنسب كل البحوث والدراسات تلك البرديات إلى يهود كان يحاربون ضمن جيش الملك بسماتيك الثاني (593 – 588 ق.م) في أثناء حروبه ضد النوبة.
فهل كانوا يهودًا مرتزقة جاؤوا إلى مصر مع الملك الفارسي قمبيز خلال غزوه مصر سنة 525 ق.م وقد حكمها مدة 4 سنوات، وتلقب بالألقاب المصرية مثل: ملك الشمال والجنوب، وابن رع، وحورس موحد الأرضين.
فهل كان هؤلاء الفينيقيون يعرفون لغة النوبيين؟ أم كان النوبيون يعرفون الآرامية التي هي لغة الفينيقيين؟ وأن النوبيين عرفوا هذه اللغة تحدثًا وكتابة من خلال اعتناقهم الدين اليهودي.
ويرجع تاريخ برديات جزيرة أسوان إلى الفترة من 492 – 400 ق.م وهي وثائق تتعلق بالتجارة من بيع وشراء وقروض ونقل ملكية، ووردت فيها أسماء مثل: عزرا، ويوشع، ويوناثان، وناثان، وزكريا.
وجاء في إحدى البرديات:
(بنى آباؤنا الأولون هذا الهيكل في حصن فيلة في الماضي في عهد مملكة مصر، وحين سار قمبيز إلى مصر وجده مبنيًا، لقد هدموا كل هياكل آلهة مصر، ولكن لم يضر أحدً هذا الهيكل).
وحاولت البحوث والدراسات تأكيد أن يهود جزيرة أسوان مهاجرون لاتصالهم بحاكم اليهودية في فلسطين، فقد ذكرت البردية المؤرخة في سنة 407 ق.م الاعتداء الذي جرى على الهيكل من كهنة المعبودات الوثنية:
(لقد دخلوا هذا الهيكل وسوّوّه بالأرض ،وحطموا الأعمدة الصخرية، وكذلك سقفه المصنوع من خشب الأرز، وكل ما كان هناك أحرقوه بالنار، إما الأواني الذهبية والفضية فقد سلبوها جميعًا.. لقد اشمأز الكهنة المصريون من وجود هيكل لإله غريب في وسطهم، وقرروا أن يطهروا أرضهم من نجاسته، وبالطبع وجدوا لدى الشعب عداوة كافية ضد اليهود ليحققوا غرضهم… الآن خادمك يدونيا ومعاونوه وسكان جزيرة فيلة من اليهود جميعهم يقولون، وإن حسن في عين سيدنا فلينظر إلى هذا الهيكل ويعيد بناءه، لأنهم لا يسمحون لنا بإعادة بنائه. انظر إلى محبيك وأصدقائك هنا في مصر، فلترسل خطاباً من لدنك إليهم بخصوص هيكل الإله يهوه.. ليبنوه في حصن فيلة، كما بُنى من قبل، والتقدمات والبخور وذبائح المحرقة سوف تُقدم باسمك وسوف نصلى من أجلك في كل حين مع زوجاتنا وأولادنا وجميع اليهود الذين هنا، إذا فعلت ذلك وأعيد بناء الهيكل، وسوف تنال جزاءك وأجرك من الإله يهوه إله السموات، أكثر من أي رجل يقدم له محرقات وذبائح تساوي آلاف القطع الفضية أو الذهبية، ومن أجل هذا قد كتبنا لنخبرك وكذلك كتبنا مخبرين بكل شيء في خطاب باسمنا إلى “شلميا” و”دلايا” أبناء سنبلط حاكم السامرة، ولكن ارسوميس حاكم إقليم مصر لم يعلم بكل ما فعلوه بنا).
ومن الأدلة التي تدحض الرأي القائل إن يهود جزيرة أسوان مهاجرون:
أشارت البرديات إلى أن هيكل جزيرة أسوان كان موجودًا قبل غزو قمبيز لمصر، ويعدّ وجود هيكل بجزيرة أسوان دليلاً على أن الذين أقاموه مقيمين (نوبيين) وليسوا مهاجرين.
عندما غزا الآشوريون مصر كان على عرشها الملك طهارقا (ترهاقا)690 – 664 ق.م من الأسرة الخامسة والعشرين القادمة من النوبة، ولم تدم انتصارات الملك الآشوري آشور بانيبال (668-626ق.م) كثيرًا وتركزت في سنة 667 ق.م.
ولكن البحوث والدراسات التي تطرقت إلى يهود جزيرة أسوان، وحاولت جاهدة أن تنسبهم إلى خارج مصر والنوبة لم تجتهد في الربط بين وجود الديانة اليهودية في النوبة وذكرها في أسفار التوراة إقليمًا أو قومًا (كوش)، ومدنًا (أسوان)، وذكر المصاهرة بين النوبيين وموسى عليه السلام الذي تزوج من امرأة كوشية، أو ذكر ملوك مصر من النوبيين (الملك طهارقا- ترهاقا):
فقد جاء في سفر التكوين:
(وبنو حام كوش ومصرايم وفوط وكنعان). (10: 6)
وجاء في سفر العدد:
(وتكلمت مريم وهرون على موسى بسبب المرأة الكوشية التي اتخذها لأنه كان قد اتخذ امرأة كوشية). (12: 1)
وجاء في سفر الملوك الثاني، وفي سفر إشعيا:
(فقال لهم إشعياء: هكذا تقولون لسيدكم: هكذا يقول الرب: لا تخف بسبب الكلام الذي سمعته، الذي جدف علي به غلمان ملك أشور هأنذا أجعل فيه روحا فيسمع خبراً ويرجع إلى أرضه، وأسقطه بالسيف في أرضه فرجع ربشاقى ووجد ملك أشور يحارب لبنة، لأنه سمع أنه ارتحل عن لخيش وسمع عن ترهاقة ملك كوش قولا: قد خرج ليحاربك. فلما سمع أرسل رسلا إلى حزقيا قائلا: هكذا تكلمون حزقيا ملك يهوذا قائلين: لا يخدعك إلهك الذي أنت متوكل عليه، قائلا: لا تدفع أورشليم إلى يد ملك أشور إنك قد سمعت ما فعل ملوك أشور بجميع الأراضي لتحريمها. وهل تنجو أنت هل أنقذ آلهة الأمم هؤلاء الذين أهلكهم آبائي، جوزان وحاران ورصف وبني عدن، الذين في تلسار) (الملوك الثاني 19: 6-12؛ إشعيا 37: 6-12).
وجاء في سفر المزامير:
(يأتي شرفاء من مصر. كوش تسرع بيديها إلى الله) (68: 31).
وجاء في سفر حزقيال:
(وأجعل أرض مصر خربًا خربة مقفرة من مجدل إلى أسوان إلى تخم كوش). (29: 10)
وجاء في السفر نفسه:
(هكذا قال الرب ويسقط عاضدو مصر وتنحط كبرياء عزتها من مجدل إلى أسوان). (30-6)
إن ذكر النوبة في العهد القديم يؤكد الارتباط بين النوبة والإيمان بالديانة اليهودية منذ وقت مبكر، أي من عهد نبي الله موسى عليه السلام، وخصوصاً في زواجه من امرأة كوشية، ومن خلال ذكر النوبة في سفرين من الأسفار التي نزلت على موسى عليه السلام، وهما: سفر التكوين وسفر العدد.
لذا يرجح الباحثان أن هؤلاء الذين سطروا برديات جزيرة أسوان ما هم إلا نوبيون اعتنقوا الديانة اليهودية، ولارتباط الديانة اليهودية باللغة الآرامية والخط الآرامي فيبدو أنهما عرفا من قبل أهل النوبة الذين اعتنقوا الديانة اليهودية، والذين دخل جزء منهم إلى فلسطين خلال حملات الملك طهارقا (ترهاقا) ضد الآشوريين، ومن المرجح أنهم تعلموا اللغة الآرامية هناك.
ومما يعزز ذلك ما جاء في العهد الجديد عن اللقاء بين فِيلُبُّسَ ووزير ملكة النوبة الذي كان في الطريق بين أورشليم وغزة، فما الذي دفع وزير ملكة النوبة إلى زيارة القدس؟ هل كان وثنيًا؟ أم كان يعتنق الديانة اليهودية؟
الاحتمال الثاني هو الراجح، فقد كان الوزير يهوديًا، وعائدًا من زيارة الأرض المقدسة، وفي الطريق قابله فِيلُبُّسَ وعمده.
ثانيًا: الالتباس بين النوبة والحبشة قديم، فقد عرفت النوبة في العصر اليوناني (الإغريقي) وفي المصادر الإغريقية باسم أثيوبيا، ويؤكد ذلك وضع اسم أثيوبيا على النوبة في خريطة المؤرخ والجغرافي الإغريقي سترابو (القرن الأول قبل الميلاد).
ثالثًا: أن المسيحية قد دخلت مصر قبل الحبشة (أثيوبيا)، والنوبة جزء من مصر، وإن كان لها آنذاك (العصر الروماني) مملكة مستقلة، ويذكر تقليد الكنيسة في الحبشة (أثيوبيا) أن أول من بشرها هو القديس متى الرسول، وليس عن طريق فيلُبُس.
رابعًا: الطريق الذي قابل فيه فيلُبُس وزير كنداكة هو الطريق التجاري القادم من القدس إلى غزة، ومنها إلى مصر، وهو طريق يؤدي إلى مصر، وليس إلى أثيوبيا.
خامسًا: جاء في تفسير معجم كلمات الإنجيل أن كنداكة تعني: (ملكة بلاد النوبة “مروي”. وقد اهتدى أحد وزرائها الكبار الذي كان على خزائنها إلى الإيمان بالمسيح بواسطة فيلُبُس المبشر الذي لاقاه بين أورشليم وغزة. وقد اتفق سترابو، وديون كاسيوس، وبليني أن مروي حكمتها في القرن المسيحي الأول سلسلة متتابعة من الملكات دعيت كل منهن باسم “كنداكة”).
سادسًا: أغفلت الروايات التي تتحدث عن انتشار المسيحية في النوبة ما جاء في سفر أعمال الرسل، وترجح أن انتشار المسيحية بدأ منذ أواخر القرن الرابع الميلادي، وبينما تغفل هذه الروايات هذا الدليل الناصع الوارد في سفر أعمال الرسل، فإنها تعتمد على روايات عدة منها رواية يوحنا الأفسي في كتابه: (التاريخ الكنسي) التي لم تشر إلى مملكة نوباتيا التي تبدأ حدودها من أسوان إلى الشلال الثالث، وعاصمتها مدينة فرص (باخوراس)، ومملكة المقرة التي تمتد من الشلال الثالث إلى الجنوب من مدينة شندي التي تقع على مسافة 200 كيلو متر إلى الشمال من الخرطوم، وعاصمة هذه المملكة مدينة دنقلة، وركزت روايات يوحنا الأفسي على انتشار المسيحية في مملكة علوة الواقعة في جنوب بلاد النوبة، وتمتد من جنوب شندي حتى جنوب الخرطوم، وعاصمتها مدينة سوبا، وانتشر الإسلام في مملكة نوباتيا بعد الفتح العربي الإسلامي لمصر سنة 641م، وظلت مملكة المقرة قائمة، وفي سنة 651م قاد والي مصر عبدالله بن سعد بن أبي السرح حملة تمكنت من التوغل جنوبًا حتى وصلت إلى مدينة دنقلة عاصمة مملكة المقرة، ووقع معها معاهدة عرفت باسم “معاهدة البقط”.
سابعًا: إن تفسير الأسماء الموجودة في برديات جزيرة أسوان بأنها أسماء لمهاجرين لأنها من الأسماء التي جاءت في أسفار العهد القديم مثل: عزرا، ويوشع، ويوناثان، وناثان، وزكريا، وأن الأسماء التي ذكرت في نص معبد دندور بعد تحويله إلى كنيسة مثل: بافنوطيوس، وابيفانوس، ومرقص بأنها أسماء لمسيحيين ليسوا من النوبة هو اجتهاد في غير محله، فهذه الأسماء مستوحاة من ارتباط النوبيين بالعقيدتين اليهودية والمسيحية، فعندما اعتنقوا الديانة اليهودية تسموا بالأسماء الواردة في العهد القديم، وعندما اعتنقوا المسيحية تسموا بالأسماء المسيحية، وبعضها ذكر في العهد الجديد.
ثامنًا: (كنداكة)، و(كوري) لقبا الملكة في مملكة مروي، ولقب (كنداكة) يعني (الزوجة الملكية الأم).
ومن ملكات النوبة اللاتي أطلق عليهن لقب (كنداكة):
أمانى ريديس (أخت الملك بعنخي 752 – 721 ق.م ملك مصر، ومؤسس الأسرة الخامسة والعشرين)
بيلك (بيلخ ) (345 – 322 ق.م)
اليكاباسكن (295 ق.م)
شناكداخيتى (170- 150 ق.م) أو (177 – 155ق.م)
تانيد أماني (110- 90 ق.م)
أماني كبيل (50 – 40 ق.م)
أماني ريناس(أمانى رينا) (40- 10 ق.م)
أمانى شاكيتى (شكتو) (10- 1 ق.م)
أماني تارى (1- 20 م)
أماني تير (22 – 41م)
أماني كاتاشن (62 – 85م)
مولاجيربار (266 – 283م)
لاهي ديمني (306 – 314م).
وبذلك يرجح الباحثان أن ملكة النوبة (كنداكة) التي ورد ذكرها في سفر أعمال الرسل هي إما: أماني تارى (1- 20م)، أو أماني تير (22 – 41م) والأخيرة أرجح من الأولى لأنها تولت الحكم خلال المدة التي كل فيها المسيح عليه السلام يبشر بالدين.
تاسعًا: أثيوبيا كلمة يونانية تعني أرض السواد، وأطلقها الإغريق على البلاد الواقعة جنوب أسوان وحتى أثيوبيا الحالية؛ مما أدى إلى الالتباس بين النوبة والحبشة (أثيوبيا الحالية).
عاشرًا: استخدمت الترجمات اليونانية والإنجليزية للكتاب المقدس لفظ (أثيوبيا)، بينما استخدمت الترجمة العربية لفظ (الحبشة).
حادي عشر: استمرت المسيحية في مملكة نوباتيا بعد انتشار الإسلام فقد عثرت بعثة أثرية برئاسة بلاملي أستاذ اللغة القبطية في جامعة كمبردج خلال تنقيبات في قرية أبريم على وثيقة تقليد الأسقفية مسجلة بالخطين القبطي والعربي مع جثة أسقف نوبي تم ترسيمه في الكنيسة المعلقة قمصًا ثم أسقفًا باسم تيموتيئوس النوبي في 19 هاتور سنة 1088 للشهداء (1372م/774هـ) خلفًا للأنبا أثناسيوس أسقف أبريم السابق، وتم الترسيم على يدي البابا غبريال الذي أرسل معه أربعة أساقفة ليجلسوه على كرسيه في أبريم.
وعلى الرغم من اعتلاء مسلمين لعرش مملكة المقرة وكان أول ملك نوبي مسلم هو الملك عبدالله برسمبو (برشنبو) الذي تولى عرش المملكة سنة 716هـ/1316م، ثم شهدت السنة التالية تولى عربي مسلم عرش مملكة المقرة هو كنز الدولة ابن شجاع الدين نصر بن فخر الدين، واحتفظ النوبيون بلغتهم وكتبوها بالحرف اليوناني، وأدوا بها الطقوس المسيحية، كما سجلوها على شواهد القبور، ومنها شاهدا قبر يعودان إلى سنة 897م.
وبذلك يخلص البحث إلى النتائج الآتية:
1 – إن ذكر النوبة في سفري المزامير، وحزقيال يؤكد الارتباط بين الديانة اليهودية والنوبة.
2 – لا تستند الفرضية القائلة إن أصحاب برديات ألفنتين مهاجرون على أي أدلة تاريخية أو أثرية، وهي تقوم فقط على أن الديانة اليهودية لم تنتشر في مصر بعد الخروج زمن موسى عليه السلام.
3- إن السبب الذي دفع وزير ملكة النوبة إلى زيارة القدس يرتبط بالديانة اليهودية، وخلال عودته منها تم اللقاء بينه وبين فِيلُبُّسَ، ودخل المسيحية على يديه بعد أن عمده.
4- ارتكز البحث في فرضيته الرئيسة على ما جاء في سفر أعمال الرسل بأن المسيحية قد دخلت النوبة في وقت مبكر من القرن الأول الميلادي في حين جاهد مؤرخون وباحثون على القول إن المسيحية لم تعرف طريقها إلى النوبة إلا في أواخر القرن الرابع الميلادي على أقل تقدير، وبعضهم أرجع ذلك إلى القرن السادس الميلادي، ولم يحاولوا مناقشة ما جاء في سفر أعمال الرسل أو مجرد الإشارة إليه.
5 – يرجح البحث أن تكون ملكة النوبة التي قابل فِيلُبُّسَ وزيرها هي الملكة أماني تير (22 – 41م) مع ملاحظة أن ملكات النوبة كان لهن دور كبير في التاريخ السياسي والحضاري لمصر في الفترة ما بين أواخر القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، ومنهن الملكة أماني ريناس(أمانى رينا) (40- 10 ق.م) التي تصدت للحاكم الروماني كورنيلوس جاللوس في عهد الإمبراطور أغسطس (27 ق.م – 14م)، وفي سنة 25ق.م انتصرت أماني ريناس على الحامية الرومانية، وطردت الرومان من جزيرتي أنس الوجود، وألفنتين، ومدينة أسوان.
6 – اعتنق النوبيون الديانة اليهودية، وكانوا أول من آمن بالمسيحية في مصر.
7 – تتعرض النوبة وتاريخها وآثارها ولغتها لإهمال متعمد من المراكز العلمية والجامعات، فلم تنشر أي دراسات عن الممالك التي قامت في النوبة في عصر ما قبل الأسرات (3200 – 3000 ق.م) بل طمست الأدلة التي عثر عليها في قرية قسطل بالقرب من الحدود بين مصر والسودان، وتم الكشف عنها خلال أعمال التنقيبات الإنقاذية التي جرت قبل بناء السد العالي في الفترة بين سنتي 1958 – 1962م ، وتمكن الآثاري الأمريكي كيث سييل مدير بعثة المعهد الشرقي بجامعة شيكاجو من الكشف عن جبانة كبيرة تضم مقابر تنتمي لـ (ثقافة المجموعة الأولى) أي عصر ما قبل الأسرات في مصر، وأكدت المعثورات الأثرية في تلك المقابر أنها تعود إلى ملوك وأمراء نوبيين تمكنوا من تأسيس مملكة نوبية سبقت عصر الأسرات في مصر.
كما تتعرض اللغة النوبية لإهمال، ويتم رفض دراستها أو تدريسها، والإصرار على أنها لهجة، وليست لغة، على الرغم من أنها مثل اللغة القبطية لغة مصرية، وتكتب مثل القبطية بالحروف اليونانية، وإذا كانت الكنيسة قد حافظت على اللغة القبطية فإن النوبيين قد حافظوا على لغتهم من الاندثار وهي تدرس في كثير من المراكز العلمية والجامعات حول العالم، ولكنها مستبعدة عن ذلك في وطنها مصر الخالدة.
Online Drugstore,cialis 5mg buy,Free shipping,buy clomid,Discount 10%cialis black order